سعود بن بندر يستقبل أعضاء الجمعية التعاونية الاستهلاكية    أمير الرياض يؤدي الصلاة على عبدالرحمن بن معمر    البنك السعودي الأول يصبح أول بنك في المملكة يحصل على شهادة الاعتماد في الابتكار    برعاية ولي العهد.. انطلاق المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض    فيصل بن نواف: قطاع البيئة يحظى بدعم من القيادة    وزير الإعلام يستقبل وزير العمل الأرميني    صحن طائر بسماء نيويورك    أول صورة للحطام الفضائي في العالم    وصول أمير الكويت ورئيس وزراء العراق إلى الرياض    جائزة الأميرة صيتة تُعلن أسماء الفائزين بجائزة المواطنة المسؤولة    ذكاء اصطناعي يتنبأ بخصائص النبات    تطبيق علمي لعبارة أنا وأنت واحد    ما هي الأعراض الحمراء للقاتل الصامت    متلازمة الإغراق إحدى مضاعفات «جراحات المعدة»    أول عيادة لمكافحة سمنة الأطفال    «بنات ألفة» يقتحم أسوان للأفلام    إدارة تعليم جدة تقرر تحويل الدراسة "عن بعد" غداً    الخليج والصفا.. تحدٍّ جديد في دوري اليد    عباس يحذر من التهجير: وضع غزة مؤسف    روسيا وأوكرانيا تتبادلان إسقاط المسيرات    أسير فلسطيني يفوز بالبوكر عن «قناع بلون السماء»    «الخارجية»: المملكة تعرب عن بالغ قلقها جراء تصاعد التوترات العسكرية شمال دارفور    الوسطية والاعتدال أبرز قضايا مؤتمر "تعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي"    الإجتماع السنوي لمجموعة البنك الإسلامي لرؤية ٢٠٣٠    الاتفاق يفتح ملف الفيحاء    حفلات فنان العرب مؤجله حتى إشعار آخر    حتى لا نفقد هيبة الأخضر في آسيا    "تاسي" يتراجع بأدنى تداولات منذ شهرين    أولى رحلات خطوط شرق الصين الجوية تصل السعودية    وزير الخارجية يلتقي نائبة وزيرة خارجية المكسيك    ولي العهد وأمير الكويت يستعرضان أوجه العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين    رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي: السعودية شهدت تطورا يعكس طموحها الاقتصادي    افتتاح الملتقى السنوي الثاني للأطباء السعوديين في إيرلندا    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل الرئيس التنفيذي لبنك التنمية الاجتماعية    أمير تبوك يواسي أبناء أحمد الغبان في وفاة والدهم    رسمياً.. الزي الوطني إلزامي لموظفي الجهات الحكومية    ساعة أغنى رُكاب "تيتانيك" ب1.46 مليون دولار    صدور الموافقة السامية علي تكليف الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبد العزيز التميم رئيساً لجامعة الأمير سطام    السعودية ترسم خارطة جديدة للسياحة الصحية العالمية    أمطار تؤدي لجريان السيول بعدد من المناطق    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    270 دقيقة.. ويهتف «الشقردية»: نحن الأبطال    ختام بطولة أندية المناطق الأولى لرفع الأثقال البارالمبية للرجال والسيدات بالطائف    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    «هندوراس»: إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    أمير الرياض يوجه بسرعة رفع نتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    الأرصاد تنذر مخالفي النظام ولوائحه    المسلسل    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمير مكة يُحاضر عن “منهج الاعتدال السعودي” في الجامعة الإسلامية اليوم
نشر في المدينة يوم 20 - 12 - 2011

تنظّم الجامعة الإسلامية ضمن برنامجها الثقافي مساء اليوم الثلاثاء محاضرةً لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة بعنوان «منهج الاعتدال السعودي» وحواراً مفتوحاً لسموّه يُجيب فيه عن أسئلة الحضور من العلماء والمثقفين وكبار المسؤولين والإعلاميين.
و يُشرّف المحاضرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة، ويتحدّث فيها سمو الأمير خالد الفيصل عن المنهج السعودي في الاعتدال المستمدّ من الكتاب والسُّنة، والمبنيّ على نبذ التشدد والغلو، والبعد عن الانحلال والتطرّف بنوعيه، وهو المنهج الذي أرسى عليه الملك عبدالعزيز - رحمه الله - دعائم البلاد منذ تأسيسيها. وشكر معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا باسمه وباسم منسوبي الجامعة كافة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل استجابتَهُ للمشاركة في برنامج الجامعة الثقافي، قائلاً: إن البرنامج يحرص على استضافة أبرز العلماء والمفكرين والمسؤولين لعرض تجاربهم ومناقشة أفكارهم وأُطروحاتهم مع منسوبي الجامعة وطلابها والحضور المتنوّع الذي تشهده أنشطة البرنامج من كافة شرائح المجتمع. وجَزم العقلا بأنّ المحاضرة فرصة للإفادة من طرح سموّه، لما عُرف عنه من ثقافة واسعة وإلمام بقضايا العصر، ولإسهاماته المتعدّدة في المجالات الفكرية والثقافية. وقال: إن المحاضرة تكتسب أهميّتها من التأكيد على المنهج الوسطي المعتدل، وإبراز سماحة الإسلام ويُسر تعاليمه، والدعوة إلى سلوك طريق وسط لا إفراط فيه ولا تفريط، موضحاً أن الحاجة ماسّة إلى ترسيخ هذا المنهج وعرض التجربة السعودية المعتدلة لتعزيزها والإفادة منها، خاصة على الجيل الناشئ من طلبة العلم الشرعي الذين تُعلّق عليهم آمال كثيرة بعد الله في نشر الإسلام بصورته الناصعة، ووجهه المشرق في أنحاء الأرض.
مشاري بن سعود: ترسيخ وتأكيد لمبادئ الاعتدال وإثراء للساحة الفكرية والثقافية
قال صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة: إن إقامة هذه محاضرة "منهج الاعتدال السعودي" واستضافة الأمير خالد الفيصل متحدثاً فيها يمثل مكسباً كبيراً للجامعة وإثراءً للمساحة الفكرية والثقافية، وذلك لما للأمير خالد الفيصل من رؤية واسعة ودراية شاملة بكثير من القضايا الفكرية والثقافية.
ورأى أمير الباحة أن اختيار الجامعة موضوع منهج الاعتدال السعودي كعنوان لمحاضرة سموه إنما خطوة موفقة لما يعنيه هذا الموضوع من أهمية واستجابة للواقع الحاضر الذي أشد ما يحتاج إليه المسلمون فيه هو الاعتدال، خاصة وأن هذا الموضوع قد دعي إليه سموه قبل فترة ليست بطويلة من خلال محاضرة في جامعة الملك عبدالعزيز تركت أثرًا ايجابيًّا لدى المتلقين، وقد تفضل سموه حينها بإعلانه عن تبنيه لكرسيّ علميّ بهدف تأصيل منهج الاعتدال السعودي تشرف عليه جامعة الملك عبدالعزيز، وذلك من أجل نشر ثقافة الاعتدال بين أطياف المجتمع السعودي ونشر قيم التسامح وتعزيز روح المواطنة، وهذه من القيم التي دعا إليها ديننا الحنيف وشدد عليها سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه.
وأضاف: إنني أعتقد يقيناً بأن محاضرة سمو الأمير خالد الفيصل والتي هي امتداد لاهتمام سموه الكريم بهذا الجانب ستكون ترسيخاً وتأكيداً لكثير من مبادئ الاعتدال وهذا ليس بمستغرب عن سموه، فمؤسسة الفكر العربي أحد طموحات ومبادرات سموه تمكنت من إيجاد موروث فكري وثقافي كبير يجمع الهوية العربية في إطار من المحبة والتآخي والاعتزاز بالثقافة العربية وأصبحت بفضل الله ثم رعاية سموه واحدة من المعالم الثقافية في وطننا العربي الكبير.
وهنّأ سمو الأمير مشاري الجامعة الإسلامية لحسن اختيار هذا الموضوع الهام الذي قال إنه الأساس الذي انطلقت منه القيادة الرشيدة والذي قامت عليه هذه الدولة ودعت إليه شريعتنا السمحاء، بل إن ديننا الحنيف تبرأ من التطرف والغلو لأنه السبيل نحو المفسدة، ولذلك فإن الاعتدال هو الضمان إلى حياة مطمئنة، وقد اتخذت القيادة السعودية منهج الاعتدال في كافة شؤونها من فجْر الدولة السعودية الأولى وسار عليه المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله بالاحتكام إلى وسطية المنهج وسياسة الاعتدال أمام كل التحديات والظروف امتثالاً لقول الحكيم سبحانه (وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)، ومن ثمّ فإن الجامعة الإسلامية واحدة من الصروح العلمية التي تنبثق منها المعرفة والهداية من طيبة الطيبة إلى أصقاع الأرض من خلال ندواتها وبحوثها وإصداراتها في جميع المسائل التي تهم المسلمين.
وإن تأكيد أهداف وغايات منهج الاعتدال يأتي ترسيخاً للمنهج الذي تسير عليه القيادة الرشيدة فالتعصب والتشدد والانغلاق هي صفات يمقتُها الدين الحنيف الذي هو دين المحبة والسلام والتسامح والتعايش.
واختتم سمو أمير الباحة بِأمنياته القلبية لسمو الأمير خالد الفيصل بالتوفيق وأن تكون هذه المحاضرة رائعة تضاف إلى روائعه الإبداعية التي اعتاد الناس على سماعها من سموه الكريم متأملاً أن تأخذ هذه المحاضرة طريقها إلى الناس في كل مكان للانتفاع بمضامينها والله ولي التوفيق.
وزير التربية: تعليمنا يبني جيلاً مسلمًا بعيدًا عن الإفراط والتفريط
بمناسبة استضافة الجامعة الإسلامية لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة في برنامجها الثقافي من خلال محاضرة وحوار بعنوان "منهج الاعتدال السعودي".
يُعيدنا هذا العنوان إلى النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية الصادر عام 1412ه حيث جاءت المادة الأولى من هذا النظام لتنصّ على الآتي: (المملكة العربية السعودية، دولة عربية إسلامية، ذات سيادة تامّة، دينها الإسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم).
كما جاء في المادة الحادية عشرة ما نصه: (يقوم المجتمع السعودي على أساس من اعتصام أفراده بحبل الله، وتعاونهم على البرّ والتقوى، والتكافل فيما بينهم وعدم تفرّقهم).
والمتأمل لهذا النظام يجد أنه متناغمٌ مع أركان العملية التعليمية في بلادنا وموجّهٌ لسياسة التعليم التي ينطلق منها تعليمنا سواء العامّ أو الجامعي، لبناء جيل مسلم ينافس ويتمتع بشخصية متوازنة بعيدة عن الإفراط والتفريط يسير على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم.
وقد أسهمت الجامعة الإسلامية في نشر العقيدة الصحيحة والفكر الإسلامي الوسطي، وأهّلت الدعاة الذين عادوا إلى أوطانهم يدعون إلى الله على هدىً وبصيرة.
فالتوسط والاعتدال في مجتمعنا السعودي هو بُعد إنمائيّ يغرس المنهج السويّ في الفكر والسلوك والمواقف المختلفة، ويعمّق المحبة والتسامح بين أبناء المجتمع، فلله الحمد والشكر على هذا المنهج المعتدل الذي نتفيأ ظلاله، ونسأل الله أن يُديم علينا نعمة الإسلام وأن يحفظ علينا ديننا وولاة أمرنا وبلادنا.
فيصل بن عبدالله آل سعود
وزير التربية والتعليم
خالد: الاعتدال نشرا الإسلام في أنحاء الأرض
أكد صاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد، مساعد وزير الخارجية، أن الاعتدال والتسامح هو منهج واضح يستقي تعاليمه من كتاب الله عز وجل وسنة النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، حيث انتشرت مفاهيمه منذ بزوغ فجر الإسلام داخل شبه الجزيرة العربية، مشيراً إلى أن الدين الإسلامي الحنيف ما كان لينتشر في كافة أصقاع المعمورة طوال الأربعة عشر قرناً الماضية إلا من خلال التسامح وحسن المعاملة مع الآخر، مستشهداً بقول المولى عز وجل "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ".
وقال: إن الاعتدال كمنهج ديني، يحثّ الإسلام عليه ويطالب به، كما أنه مطلب حضاري لتعايش الشعوب ونشر السلام في ربوع العالم. وأوضح سموه أن المتتبع للامتداد التاريخي للدولة السعودية يجد أن قادتها عملوا منذ بداية الدولة السعودية الأولى على تأصيل الأسس والمنطلقات التي بُني عليها منهج الاعتدال السعودي، وسعيهم الدؤوب لنشر هذا المفهوم العظيم بين أفراد الشعب السعودي لينعكس بالتالي على تصرفاتهم لإعطاء صورة مشرفة عن بلاد الحرمين الشريفين.
وتطرق مساعد وزير الخارجية إلى أن المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها على يد جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- قد اتخذت منهج التسامح والاعتدال نبراساً لها، ولم تكن سمةً عابرة لها وتوقفت مع مرور الأيام، بل سار على نفس النهج القويم جميع أبنائه الملوك حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز-حفظه الله-، واضعين مخافة الله نصب أعينهم، محافظين على دستورهم العظيم الذي هو القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. موضحاً أن المملكة كانت وما زالت على الدوام معتدلة في كافة المجالات، السياسية والاقتصادية والثقافية، نائيةً بنفسها بعيداً عن التطرف والغلو الذي عانت منه الكثير من الدول، مستشهداً بمقولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله- "إن الوطن والشعب السعودي الوفي لا يقبل بديلاً عن الوسطية والاعتدال، ويرفض الغلو والتعصب بالقدر الذي يرفض به التحلل".
وأوضح أن المملكة ومنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ومروراً بعهود أبنائه البررة إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يحفظه الله كانت وما زالت تنهج في سياساتها الداخلية والخارجية الاعتدال والوسطية فتمسكت الدولة بدينها وعقيدتها وحافظت على مجتمعها إلا أنها في نفس الوقت بحثت عن التطور والنهضة والتقدم في كل ما يخدم الوطن.
آل الشيخ: الاعتدال أبرز سِمات الملك المؤسس.. والشورى يحرص على ترسيخه
عدّ معالي رئيس مجلس الشورى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ منهج الاعتدال مبدأ قويماً تأسست عليه هذه الدولة المباركة منذ فجْرها الأول عندما تعاهد الإمامان محمد بن سعود ومحمد بن
عبدالوهاب – رحمهما الله – على إقامة دين الله وتأسيس هذه البلاد على هدي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
ورأى في تصريح بمناسبة محاضرة "منهج الاعتدال السعودي" أن المملكة العربية السعودية تأسست بحمد الله على هذا النهج المعتدل الذي نصّ عليه محكم التنزيل، مع الأخذ بالمنجز الحضاري الإنساني غير المتعارض مع نصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة.
وقال آل الشيخ:"إنّ صراط الله واحد وطريقه واحد وأما ما عداه من المذاهب والنحل فهي متعددة وكثيرة ولا تحصى وهي تكون في إفراط أو في تفريط فالإفراط يكون في الغلو والتفريط يكون في التساهل وهذه السبل التي حذّرنا الله منها هي من الجانبين سبل الغلو والتطرف والزيادة وسبل التساهل والضياع والله جل وعلا قال لنبيه صلى الله عليه وسلم (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا) أمر بالاستقامة ونهاهم عن الغلو وقال ولا تطغوا والطغيان هو الخروج عن الحدّ من جانب الزيادة".
وأشار رئيس مجلس الشورى إلى أن المتأمل لسيرة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله يجد أن الاعتدال أحد أبرز مظاهر شخصيته الفذة، فقد ظهر ذلك جلياً في أفعاله وأقواله، ومن ذلك قوله طيب الله ثراه "وقد جَعَلَنا اللهُ أنا وآبائي وأجدادي مبشرين ومعلّمين بالكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح، لا نتقيد بمذهب دون آخر، ومتى وجدنا الدليل القوي في أي من المذاهب الأربعة رجعنا إليه وتمسكنا به" حيث نجد في قوله هذا طيب الله ثراه مظهراً من مظاهر الاعتدال وعدم التعصب لرأي على آخر.
وأكد أننا اليوم نجد أن الاعتدال هو منهج الدولة السعودية وأحد معالمها البارزة، ولعل ذلك يتضح بجلاء في تعاملاتنا اليومية المختلفة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وهو كذلك القول الذي تردده قيادتنا الرشيدة بين الفينة والأخرى في خطاباتها تأكيداً لمظاهر الاعتدال وتطبيقاته المختلفة، فخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أكد في أكثر من مناسبة على الاعتدال وضرورة الالتزام به في كل مظاهر حياتنا والبعد عن التطرف والغلو، ومن ذلك قوله حفظه الله "إن الوطن والشعب السعودي الوفيّ لا يقبل بديلاً عن الوسطية والاعتدال، ويرفض الغلو والتعصب بالقدر الذي يرفض به التحلل" ويؤكد رعاه الله على ضرورة فتح حوار وطني بين كل فئات الشعب وأطيافه وما ذلك إلا أحد مظاهر الاعتدال، فيقول "الحوار الوطني ترسيخ لنشر ثقافة الحوار وقيم الاعتدال".
وأبان أن مجلس الشورى يحرص من خلال ما يقوم به من أعمال خاصة في مجال سن الأنظمة على ترسيخ منهج الاعتدال والوسطية والنهل من معين القرآن الكريم والسنة المطهرة الدستور الذي قامت عليه المملكة وتحكّمه في مختلف شؤونها - بحمد الله - .
ونوّه بجهود صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في ترسيخ منهج الاعتدال ومن تلك الجهود كرسي سموه العلمي في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة المسمى "منهج الاعتدال السعودي" وما يقوم به من جهود علمية وثقافية للتوعية بهذا المنهج الوسطي المستنير، لافتاً النظر إلى أن الجامعة الإسلامية وهي تقيم مثل هذا النشاط وترعاه تستكمل الجهود وتؤكد على النهج الرباني الذي ارتضاه الشرع المطهر وسيلة للحياة والتقارب بين البشر في إطار منظم وقويم.
فقيه: الاعتدال سمة خاصة بالمملكة.. والفيصل "ناشط مثقف"
قال وزير العمل عادل فقيه: إن المملكة العربية السعودية قامت منذ نشأتها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ومن بعده أبناؤه البررة، على منهج الاعتدال والوسطية ليصبح هذا المنهج خاصية من خصائص هذه الدولة المباركة وسمة خاصة تتميّز بها عما سواها ولهذا فإن استضافة الجامعة الإسلامية لمثل هذه الرؤى الفكرية المستنيرة تعتبر علامة مضيئة في تاريخها المعاصر. فبجانب دورها في نشر العقيدة الصحيحة والفكر الإسلامي الوسطي في مختلف بلدان العالم ودورها الرائد في نشر تعاليم اللغة العربية خاصة في البلدان الإسلامية غير الناطق بها بجانب كل هذا ترعى اللقاءات والمؤتمرات الفكرية التي تثري الحياة الثقافية خاصة إذا كان عنوان المحاضرة منهج الاعتدال السعودي وإذا كان من يلقيها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة الذي له إسهامات متميّزة في مجال نشر وتأسيس مفاهيم الوسطية والاعتدال.
وزاد: إذا جاز لي التعرّض لهذا المنهج بالرأي فإنني أراه مرادفًا لمفهوم الاستقامة بمعناها الواسع ومتوافقاً مع معطيات الوسطية بمعناها الخاص فالاعتدال يعين على إثراء صفات مكارم الأخلاق والاستقامة في البشر أفرادًا وجماعات ومن ثم ينعكس على المجتمعات الصغيرة التي يتكون منها الوطن الكبير، ومن هنا فإن منظومة الدولة المعتدلة تعني الاتحاد والثبوت على أركان الوحدة والتوحيد والنأي بمقدراتها عن غلو التطرف بين الأهواء التي تعصف بمجتمعات ليست ببعيدة عنا، ولا يعني ذلك الانكفاء على الذات والركون إلى تاريخ مجيد تحقق في الماضي بل اللحاق بكل سبل التقدم الحضاري مع عدم السماح لرياح التغيير الموغلة في الفكر الغربي أن تقتلعه من جذوره التي تمثل الأصالة والعروبة على السواء.
وأضاف فقيه: الاعتدال كمفهوم ومنهج يعني الحفاظ على ثوابت الهوية العربية والإسلامية مع الانفتاح على العالم في آن واحد دون الذوبان في عوالم الانفتاح التي قد يكون لها تأثير السلبي على مقدرات الأمة وثوابتها الراسخة هذا المفهوم هو بالتحديد ما يسعى لتحقيقه الكرسي الذي أسسه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بهدف بلورة نهج الاعتدال كواقع على المستوى النظري من خلال أساتذة الجامعات والمفكرين وكمنهج عمل من خلال الاستفادة من معطيات الجهد الفكري لتعزيز مرتكزات الاعتدال في واقع الحياة العملي.
وختم فقيه قائلاً: "إن الإنسان والمفكر الشاعر خالد الفيصل عندما يتحدث في هذا المجال فهو يتحدث كخبير مختص حمل همّ هذا الهدف وكناشط مثقف يرى أن على عاتقه مسؤولية عربية ووطنية اتجاه تعزيز مرتكزات الاعتدال في مجال الحراك المجتمعي ولعل الشاهد العدل على هذا الدور البارز ما تقوم به مؤسسة الفكر العربي من مناشط فكرية حوارية تحت رؤية وعناية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل آل سعود".
مدني: الوقت مُلحّ لإبراز منهج الاعتدال السعودي في السياسة الداخلية والخارجية
قال معالي الدكتور نزار بن عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية: إن محاضرة منهج الاعتدال تكتسب أهميتها من أهمية الموضوع نفسه والمكانة الرفيعة التي يتسنّمها سموّه .
وقرّر مدني أن الاعتدال الذي انتهجته حكومة المملكة العربية السعودية في سياساتها منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه وثبتت عليه في عهود أبنائه البررة ستبقى عليه بمشيئة الله كموضوع هام وجدير بتسليط الضوء عليه والبحث والحوار حوله كيف لا وهو يعتمد على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
وأكد أن سمو الأمير خالد الفيصل سيُثري هذا الموضوع نظراً لما يتميّز به سموه من سعة الاطلاع وعمق الثقافة والفكر وما يملك من تجارب ثرية ومهارات عالية في الحوار، وما يبذله سموه من نشاط وعطاء وإسهامات ملحوظة في الفكر العربي والإسلامي وقدرة على إيضاح الحقائق بأسلوب حضاري وبشفافية ومسؤولية .
وأضاف: إن ما يلفت الانتباه ويستحق التقدير هو أن هذه المحاضرة الهامة تأتي في وقت نحن في حاجة فيه إلى تسليط الضوء على مناهج المملكة الخيّرة فيما يتعلق بالوسطية والاعتدال في سياستها الداخلية والخارجية وهذه لفتة تُحسب دون شك لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وتدل على بُعد نظر سموه وإدراكه للمقاصد النبيلة للجامعة الإسلامية التي عوّدتنا على أخذ زمام المبادرة في بذل كل الجهود لخدمة الدين والوطن وجهودها في مجال نشر العقيدة الإسلامية الصحيحة والفكر الإسلامي الوسطي كنهج ثابت للمملكة العربية السعودية في ظل الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يحفظهما الله .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.