أنا موظف بالبريد السعودي لي 13 سنة لم أحصل على ترقية رغم الأمر الملكي الصادر بترقية كل من أمضى 12 عاما في عمله (وأتحداك أن تكتب عن مظلمتي).. هذه رسالة قصيرة من أحد موظفي البريد السعودي ولا أعرف لماذا ألحق رسالته بجملة (أتحداك أن تكتب عن مظلمتي). وقد تولدت الدهشة لدي كوننا لم نعد في زمن التعتيم، فكثير من المقالات تصل إلى عمق القضايا التي تشغل الناس من غير تحرز أو خشية، ولكي أثبت لهذا (المتحدي) أن ليس هناك قضية تطال المواطن بعيدة عن فتحها أو الوقوف معها. وقضية التجميد الوظيفي قضية مؤرقة لكثير من الموظفين في جميع قطاعات البلد والترقية لا ينظر إليها كحق وظيفي بل جرت العادة التعامل معها كهبة أو منحة، وهذا التجميد (أو التثليج) كتبت عنه مرارا كونه باعثا إلى تردي مستوى الإنتاجية وقتل روح المبادرة وخلق بلادة وظيفية تكون محصلتها موات الإنتاجية. ولأن التحدي قادم من موظف البريد السعودي اجدني متخففا من هذا التحدي لمعرفتي بالدكتور محمد بن صالح بنتن وسعيه الحثيث من أجل إدخال البريد السعودي إلى العصر من خلال خطط استراتيجية عميقة لن يكتب لها النجاح إذا لم تتضافر جهود جهات أخرى من أجل إنجاح تلك الخطط الاستراتيجية. ومن نافلة القول أن أي جهة تمتلك روح التوثب لا بد وأن تكون جميع طواقمها ممتلكة لتلك الروح وإلا لن تتحرك خطوة واحدة، وأي خطة بحاجة إلى إيمان موظفيها بها وعدم شعورهم بالضيم أو القهر داخل مؤسساتهم. ولهذا سوف أضع أمام الدكتور محمد بنتن نقاطا يعاني منها موظفو البريد السعودي واعتبرها مثبطة لما أعرفه من توثب لديه ما لم تحل ليس على المستوى الإعلامي بل على مستوى نفسيات الموظفين في مؤسسة البريد. وأول النقاط المؤرقة لهؤلاء الموظفين ممن خدم في هذا القطاع وفي العمل الميداني (أقسام المعالجة) لمدة تزيد على 25 عاما كان حصيلتها ترقية واحدة طوال هذه المدة ويشتكي هؤلاء من التجميد الوظيفي الذي وصل مداه إلى 19 عاما في مراتبهم الوظيفية من غير زحزحة للامام. ويشتكي أيضا موظفو البريد مما حدث عند التحويل من نظام بريد حكومي إلى نظام مؤسساتي تحت مسماها الحالي (مؤسسة البريد السعودي) فمع هذا التحويل تم نقل الموظفين من نظام المراتب إلى نظام الدرجات، وكان بديهيا (ونظاميا أيضا) تعيين الموظفين على السلم المقابل لنظام الدرجات، وموظفو البريد يرون أن تلاعبا حدث من خلال إنقاصهم ثلاث درجات على مستوى جميع موظفي المؤسسة. ومع اكتشاف هذا الأمر تمت محاولة ترقيع للقرار بإعطاء بعض الموظفين ست درجات إضافية (أي ما يعادل خدمة ست سنوات) وهذا التعديل لم يشمل الجميع بل مجموعة محددة وترك البقية من غير تحسين وضع بحجة فتح السلم الوظيفي لمن تجمدوا عند نهاية السلم. وكان احتساب هذا النقص مدته ست سنوات كاملة أي أن هناك حقوقا لم يتم صرفها طوال هذه المدة لجميع الموظفين، وهو ما يسمى (بالتسكين) ولا زال الوضع قائما بحجة أن هناك تنسيقا مع وزارة المالية. ويقول هؤلاء الموظفون إن الأمر الملكي الصادر بتحسين أوضاع الموظفين لم يمس وظائفهم حيث لا زالوا بنفس المسميات. في حين أن الموظفين الجدد الذي لم يكمل بعضهم الأربع سنوات النظامية، تمت ترقيتهم، بينما هناك من تجاوز العقدين ولم يتزحزح من مسماه الوظيفي. هذه بعض تذمرات موظفي البريد وهي بحاجة إلى إلقاء الضوء من قبل المؤسسة كي لا تتباطأ الخطط الاستراتيجية لهذا المرفق الحيوي الذي سيكون أهم عنصر لو تم تطبيق نظام الحكومة الإلكترونية، وإلى أن يحين تطبيق هذا النظام من الضروري أن تكون مؤسسة البريد في حالة توثب وإصرار على الدخول في العصر، ولن يحدث هذا في ظل تفشي الإحباط بين موظفيها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة