توجت نساء قرية رجال ألمع، التي تستقبل زوارها من المصطافين والسياح وهواة البحث عن التراث الأصيل، تجربة الأهالي في جعل القرية بكاملها مزارا تراثيا وكواحدة من أبرز مواقع التراث العمراني في المملكة، وذلك بالتبرع لمتحفها بحليهن من الفضة وبعض مدخراتهن من الزينة، حتى فازت القرية بجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني عام 1427ه، حيث منحت جائزة الحفاظ على التراث العمراني وجائزة المفتاحة لعام 1421ه. يعتبر مشروع قرية رجال ألمع التراثية أحد مشاريع برنامج تنمية القرى والبلدات التراثية الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية وفي مقدمتها وزارة الشؤون البلدية والقروية، ويشمل في مرحلته الأولى بالإضافة إلى قرية رجال ألمع خمس قرى في عدد مناطق المملكة هي قرى المذنب بالقصيم، وجبة بحائل، العلا بمنطقة المدينةالمنورة، الغاط بمنطقة الرياض، وذي عين بمنطقة الباحة. ويحوي المتحف عشرين قسما وزعت فيها محتوياته وفق رؤية اجتهادية أكثر منها تخصصية، وما زال المتحف يخضع لدراسات تطوير وإثراء من قبل القائمين على لجنة تطوير القرية في ظل الفكرة الشاملة لجعل القرية مزارا تراثيا وسوقا شعبيا ومحطة استراحة وترفية. ولقد تزايد عدد الزوار بعد افتتاح مشروع العربات المعلقة في السودة وتأمين المواصلات بين محطة العوص والمتحف، وكان لذلك دور مهم في زيادة عدد السياح القادمين من مختلف أنحاء العالم، خاصة في فصل الصيف حتى بلغ 30 ألف أائر في عام 1419ه وزاد العدد بأكثر من هذا في كل عام. ولقرية رجال التراثية قصة مازالت فصولها لدى الثمانيني طرشي محمد الصغير (مرشد سياحي) والذي يروي قصة إنشاء المتحف، مشيرا إلى أنه اقترح على الأهالي في عام 1405ه إنشاء متحف يحوي تراث القرية الذي بدأ في الاندثار تحت أنقاض القصور التي تهدمت برحيل أهلها، ثم بعوامل التعرية الطبيعية وجاءت نتائج مشورة الأهالي بالموافقة، ورشح محمد حسن غريب للقيام بهذه المهمة وهو من يعرفه الجميع باهتمامه بالتراث، واختير حصن آل علوان (مسمار) والذي يعود بناؤه إلى حوالى أربعمائة سنة مكانا لجمع التراث ورمم القصر وتعاون كثير من أبناء القرية كل بحسب إمكاناته وخبرته وطاقاته، وكان لمساهمات الأديب أحمد إبراهيم مطاعن، والشاعر علي عبدالله مهدي في شراء كثير من القطع الأثرية دور في دعم جهود العاملين على إقامة المتحف، وتبع ذلك ترتيب محتويات المتحف وتجهيز ساحاته المجاورة، حتى اكتمل وافتتحه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير وقتها عام 1407ه.. ومن ثم بدأ يمارس دوره كقناة ثقافية سياحية منذ ذلك الحين، كما أدى افتتاح مشروع العربات المعلقة في السودة وتأمين المواصلات بين محطة العوص والمتحف دورا مهما في زيادة الزائرين خاصة في فصل الصيف، وكان لحسن استقبال الوفود الخارجية من الزائرين الأجانب أثره في استمرار الزيارات حتى بلغ عدد الزائرين 30 ألف زائر في عام 1419ه وزادوا عن ذلك بكثير في صيف 1420ه، فيما يتجه الطموح لتحويل القرية إلى منتجع أثري متكامل الخدمات بعد ترميم قصور القرية والإبقاء على ثقافة الأثر الماثلة. وكان الأمير سلطان بن سلمان أكد أن مشروع قرية رجال ألمع هو مشروع تضامني الكاسب الأول فيه هو الوطن والمواطن، فهو مشروع تعمل فيه قرابة ثماني وزارات، ويمثل فكرة جديدة تنطلق فيه الجمعيات التعاونية التي يملكها أصحاب القرية.