بين الخيارات الضيقة تختار أهون الشرين!! وأمامي خياران إما التعليق على مقتل بن لادن، أو التعليق على مرض الفنان محمد عبده، فاخترت الثاني لأن الخبر عنه سبق الخبر الأول.. بل لأن فيه أمانا وضمانا!! فلست مضطرة إلى تقديم شروح أو تفاصيل لما أقول عن محمد عبده حتى لا يساء فهمه!! فسوء الفهم هنا ضرره ما فيه دفع «دية» أقصد فلوس!! والسبب الثاني لاختياري الحديث عن الفنان محمد عبده.. عافاه الله وشافاه.. لأن مرضه فيه حقيقة معلومة لا تقوم على طلب الدلائل والبراهين! فليس مطلوبا لتأكيد صحة هذا الخبر معاينة فيديو العملية التي تمت في نقل الفنان محمد عبده إلى المستشفى الباريسي إثر العارض الذي ألم به!! يكفي معرفة أن الفنان المميز غير المكرر أصابه وهن حتى نصدق!! أما السبب الثاني فلأن في الحقيقة مبلغ النصف مليون المحدد لكفالة الصحفي المتهم وفق نظام باهظ جدا!! ذكرني بصوت محمد عبده وهو يقول (يا غالي الأثمان غلوك بالحيل..) لذا ليس على الصحافيين أن يغضبوا بل يفرحوا حتى لو كانت الأغنية قبل تعديل النظام فهي مهداة لهم الآن، يكفي أنهم بلغوا هذه الأرقام التي لم يبلغها «مكفول» في العالم حتى الأيتام الكرام وهم أحق الفئات بالمبالغ الكبيرة.. كفالة اليتيم عندنا في السنة كاملة لا تزيد عن خمسة آلاف ريال سعودي يعني الصحفي بمائة يتيم!! فأي شرف لا يضاهيه شرف.. نحن والأيتام معا!! ورغم أن دافع هذا الرقم من الصحافيين المخلصين يعد إما مرتشيا أو أحد المطلوبين في كوارث جدة إلا أن الرقم نفسه دليل على عظم مكانة الصحافيين الباهظة حتى ولو لم يكن من بين الصحافيين من يركب (الهمر) ولقبه (هامور) إلا أنهم تم تقديرهم من هذه الفئات! بهذا المبلغ المكلف!! تذكرت محمد عبده يشدو (إن حكينا ندمنا وإن سكتنا قهر) هذا هو محمد عبده فنان كل وقت ظهر ولمع وبقي على القمة كثرت النجوم لكن بينهم كان «القمر» يكفي أنه الفنان الذي أطرب الإحساس بصوت غير مزور ولا يحتاج إلى فرقعة آلات أو مساعدة أصوات يخفي فيها ضعف حنجرته!! تميز بالقدرة على النفاذ إلى القلوب والقدرة على الاحتفاظ بالمركز الأول، غنى موشحات وتراث وفنون كثيرة أصيلة وجميلة، فاخترع بها فنا له وحده ولم يخترع كليبا راقصا تهتز له فيها إحداهن وهو يغني، فنان مارس الاحترام لنفسه ولفنه ولجمهوره! عرفناه مطربا وليس راقصا وظل كذلك رغم تغير الأحوال، ما رأيناه قط يهتز بخصره وهو يغني ولا يقف بين الناس مهيجا «هيية» كان يقف على المسرح بهيبة وأدب وفن، ظل على النسق القديم رجل والرجال قليل في الفن وله في كل عطاء يد.. تسمع عنه حكايات البذل والمشاركة أكثر مما تسمع عنه حكايات السهر! اختاره أحد الدعاة المشهورين أن يغني قصيدته وكانت للمنشدين أقرب غير أن تأثيره وسحره وأصالة فنه أثارت إعجاب حتى الدعاة فاستغلوه واستغلوها فيه! هذا هو محمد عبده له ابتهالات وله . وطنيات وله جلسات وله صوت ليس كمثله عند أحد سبحان الوهاب (يا حب خانتني العبارة مدري شقول والحر تكفيه الإشارة) سلامتك اليوم وبكرة وكل يوم حتى لا يضيع الفن الجميل في سكة التايهين !! وحتى لا نقول على الطرب السلام!! اللهم عجل برحمتك عليه وعلينا!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة