خلال السنوات القليلة الماضية وقعت بضعة حوادث اختطاف لأطفال حديثي الولادة من أسرتهم في حضانات المستشفيات، مثل ما حدث في الطائف والجوف والرياض، وكان آخرها حادثة طفل المدينة قبل أيام، الذي اختطف من سريره في مستشفى الملك فهد في المدينةالمنورة. وغير الاختطاف، هناك مآسٍ أخرى مثل تسبب أحد مستشفيات المملكة في مدينة نجران في تبديل مولودين لأسرتين تركية وسعودية، فأعطى كل واحدة منهما طفل الأخرى، ومثل حادثة قتل مولودة بعد 12 ساعة من ولادتها، حيث وجدت متوفاة خنقا في سريرها في غرفة الحضانة في المستشفى في مدينة الخرج على يد فاعل مجهول. مع تكرر وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة في زمن قصير نوعا ما، كان متوقعا من وزارة الصحة ردة فعل ساخنة وسريعة، تدفع بها إلى أن تحدث انقلابا حاسما في أنظمتها الرقابية على المواليد وعلى العاملين في المستشفيات بنوعيها الأهلية والحكومية، وأن تجعل ذلك في مقدمة أولوياتها. وبالفعل حدث أن تحركت الوزارة عام 2008 إثر وقوع حادثتي اختطاف لمولودين في زمن متقارب، فأعلن وكيل وزارة الصحة أن وزارته بصدد تنفيذ مشروع إقامة نظام رقابي إلكتروني في مستشفيات الولادة يستهدف حماية المواليد من التعرض للاختطاف أو التبديل، وأن هذا النظام يتمثل في ربط سوار ممغنط بذراع المولود لحظة ولادته ووصله إلكترونيا بسوار آخر ترتديه الأم في يدها، ووظيفته أن يرصد أي تحريك للمولود خارج محيط الحضانة، فيصدر إشارات تحذيرية متى ابتعد المولود عن المدى المحدد، وأن الوزارة ساعية في تطبيق هذا النظام الإلكتروني في أواخر العام نفسه (2008)، وذلك في نطاق محدود، إلا أنه يتوقع أن يكتمل تعميم النظام على جميع المناطق خلال ثلاث سنوات من بدء تطبيقه. كانت هذه البشرى من الوزارة عام 2008 باعثة على الاطمئنان، فسكن في قلوب الناس يومها أن لا خوف على مواليدهم بعد أن باتوا في حراسة دقيقة تفضح المعتدين. أما اليوم، بعد أن مر عامان على تلك البشرى، وحوادث الاختطاف ما زالت قائمة!! فإن الأسئلة تتدافع في أذهان الناس: أين النظام المبشر به؟! لا أدرى ما تقول وزارة الصحة، هل نظامها الرقابي الإلكتروني فشل في تحقيق الحماية المطلوبة، أم أنه هو أيضا تعرض للاختطاف قبل أن يكبر ويشتد عوده؟ ص. ب 86621 الرياض 11622 فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة