منذ سنوات طويلة خلت شهد فيها المتتبع لفضيلة الشيخ سلمان العودة قراءات فكرية وعلمية وتعبوية غاية في الروعة والإبداع، وقد كان من الطبيعي والمتوقع أن يتدرج ذلك الفكر وينمو ويترعرع حتى يصل إلى هذا القدر العالي والواعي الذي غذته المعرفة الشرعية وسعة الاطلاع والتجربة ثقافيا واجتماعيا وحتى سياسيا وقبل هذا وذاك توفيق الله تعالى وفتحه. إن الطفرة والنضوج الفكري التي يشاهدها المتابعون من شتى بقاع العالم ومن كل مستوياتهم وشرائحهم وانتماءاتهم الفكرية والمذهبية بل حتى الدينية لبرنامج حجر الزاوية ليعكس واقع مشهودا من السعة وبعد الإدراك وعمق في قراءة الواقع البعيد عن التصنيفات البغيضة والانحيازات المقيتة بل هو مثال حي للتجرد المنشود الذي يطمح إلى نشره وتعميمه كل ذي فكر وعقل وحكمة وكل صاحب هم في جمع كلمة المسلمين والنهوض بمستوى الأمة. إن اللغة التي شاهدناها في خطاب الشيخ سلمان العودة حين حديثه عن إيران والتي ذكر فيها ببعد الانتماء الإسلامي للجمهورية الإيرانية والتي أوضح فيها بخطورة آثار ضرب إيران على منطقة دول الجوار وعلى مسلمي إيران في الوقت ذاته وتلك النبرة التقاربية أو غير المتشنجة المتأهبة التي يتحدث بها البعض كان رد وافيا على تلك الدعاوى التي يمكن أن يوصف أصحابها ب(الضاربين على طبول الفتنة) والذين لا يدركون أو يدركون أنهم يمهدون الطريق لنشر أحداث العنف الطائفي الدائرة في العراق في شتى بلاد المسلمين بل ويعملون على استنساخ تلك المشاهد المحزنة والمبكية من القتل والخطف والفوضى بدعاوى طائفية ومذهبية. وأخيرا أقول نعم لصوت الحكمة والعقل المتناثر في عبق كلام الشيخ والذي نتطلع إلى المزيد منه من خلال برنامج حجر الزاوية وغيره من البرامج على المستوى الإعلامي وحبذا لو تجاوزه للمستوى الواقعي التفاعلي. * باحث إسلامي [email protected]