إغلاق مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية مرتفعة    الجنيه الإسترليني يرتفع مقابل الدولار الأمريكي وينخفض مقابل اليورو الأوروبي    انخفاض أسعار النفط في أكبر خسارة أسبوعية في ثلاثة أشهر    بيان «الصحة» عكس الشفافية الكبيرة التي تتمتع بها الأجهزة الحكومية في المملكة    "الترفيه" تنظم عروض "سماكداون" و "ملك وملكة الحلبة" في جدة الشهر الجاري    محمية عروق بني معارض.. لوحات طبيعية بألوان الحياة الفطرية    اليوم المُنتظر    «النصر والهلال» النهائي الفاخر..    بأمر الملك.. إلغاء لقب «معالي» عن «الخونة» و«الفاسدين»    «الأونروا»: الصراع في غزة مستمر ك"حرب على النساء"    عقد المؤتمر الصحفي لبطولة "سماش السعودية 2024" في جدة    جريمة مروّعة بصعيد مصر.. والسبب «الشبو»    أمانة الطائف تنفذ 136 مبادرة اجتماعية بمشاركة 4951 متطوعًا ومتطوعة    أبها يتغلب على الاتحاد بثلاثية في دوري روشن وينعش آماله في البقاء    المملكة وأذربيجان.. تعاون مشترك لاستدامة أسواق البترول ومعالجة التغير المناخي    رئيس مجلس القيادة الرئاسي يوجه بسرعة العمل على فتح الطرقات وتقديم المساعدة    موعد مباراة الاتحاد القادمة بعد الخسارة أمام أبها    إدانة المنشأة الغذائية عن حادثة التسمم الغذائي وإغلاق فروعها بالرياض والخرج    ميتروفيتش: لم نحسم لقب الدوري حتى الآن    بعد نحو شهر من حادثة سير.. وفاة نجل البرهان في تركيا    توسيع نطاق الاستثناء الخاص بالتصرف العقاري    31 مايو نهاية المهلة المجانية لترقيم الإبل    نمو الغطاء النباتي 8.5% بمحمية "الإمام تركي"    مدير «الصحة العالمية»: الهجوم الإسرائيلي على رفح قد يؤدي إلى «حمام دم»    غداً.. منع دخول المقيمين لمكة دون تصريح    تركي الفيصل يرعى حفل جائزة عبد الله بن إدريس الثقافية    "درع الوقاية 4".. مناورات سعودية – أمريكية بالظهران    موعد مباراة الهلال القادمة بعد الفوز على التعاون    «الدفاع المدني» محذراً: التزموا البقاء في أماكن آمنة وابتعدوا عن تجمُّعات السيول    الشرطة تفرق اعتصاما مؤيدا للفلسطينيين في معهد الدراسات السياسية بباريس    الفوزان: : الحوار الزوجي يعزز التواصل الإيجابي والتقارب الأسري    جامعة الإمام عبدالرحمن تستضيف المؤتمر الوطني لكليات الحاسب بالجامعات السعودية.. الأربعاء    رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء    الجمعية السعودية للإعاقة السمعية تنظم "أسبوع الأصم العربي"    الصحة العالمية: الربو يتسبب في وفاة 455 ألف إنسان    سحب لقب "معالي" من "الخونة" و"الفاسدين"    إشعار المراسم الملكية بحالات سحب الأوسمة    تحويل حليب الإبل إلى لبن وإنتاج زبد يستوقف زوار مهرجان الألبان والأغذية بالخرج    "تقويم التعليم"تعتمد 45 مؤسسة وبرنامجًا أكاديمياً    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    المملكة: صعدنا هموم الدول الإسلامية للأمم المتحدة    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية    " عرب نيوز" تحصد 3 جوائز للتميز    وزير الطاقة: 14 مليار دولار حجم الاستثمارات بين السعودية وأوزبكستان    وفيات وجلطات وتلف أدمغة.. لعنة لقاح «أسترازينيكا» تهزّ العالم !    انطلاق ميدياثون الحج والعمرة بمكتبة الملك فهد الوطنية    الخريجي يشارك في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية للدورة 15 لمؤتمر القمة الإسلامي    136 محطة تسجل هطول الأمطار في 11 منطقة بالمملكة    قصة القضاء والقدر    كيفية «حلب» الحبيب !    من المريض إلى المراجع    أمير جازان يطلق إشارة صيد سمك الحريد بجزيرة فرسان    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ    مباحثات سعودية فرنسية لتوطين التقنيات الدفاعية    ما أصبر هؤلاء    هكذا تكون التربية    اطلع على المهام الأمنية والإنسانية.. نائب أمير مكة المكرمة يزور مركز العمليات الموحد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشكلات الطيران والكهرباء والمياه ضربت السياحة الداخلية
تعهد بكشف أوجه القصور للجهات العليا .. سلطان بن سلمان ل «عكاظ»:
نشر في عكاظ يوم 04 - 08 - 2010

تعهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، برفع ملف متكامل عن الأزمات التي ضربت قطاع السياحة خلال فصل الصيف، وعبر في حديث ل«عكاظ» عن أسفه لما آل إليه وضع السياحة في المملكة، على الرغم من الجهود التي بذلت منذ أكثر من عشر سنوات.
وزاد «من غير المعقول أن لا يجد مواطن مقعدا على رحلة جوية، كما أنه من غير المقبول أن تضرب قطوعات الكهرباء مئات الملايين من الاستثمارات التي ضخها رجال أعمال».
ووسع الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الذي تولى ملف السياحة في المملكة بأمر ملكي صدر في عام 12/1/1421ه من دائرة انتقاداته لتشمل قطاعات مؤسسات الدولة بسبب ما أسماه ضعف العناية بالسياحة وتردي البنية التحتية، ومع ذلك جزم رئيس الهيئة بالتغلب على كل الصعاب التي تواجه عملهم خلال الفترة المقبلة، وأنهم بصدد تقديم خطة جمع الشتات وهي خطة مفصلة تستهدف خدمات قطاعات السياحة في السنوات الثلاث المقبلة.
وكشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن خطة تدرس على مستوى عال لإنشاء شركة لدعم السياحة الوطنية، إلى جانب صندوق يمول المستثمرين في صناعة السياحة في مختلف المناطق.
فإلى نص الحوار:
اعتراف عالمي
• قبل أن أفتح معك الملفات الساخنة عن السياحة الوطنية، ماذا يعني لكم انضمام طريف الدرعية إلى قائمة التراث العالمي؟
يعني لنا الشيء الكثير، هو قبل كل شيء اعتراف عالمي من منظمة لها وزنها وثقلها بمكانة المملكة التاريخية، هذا الاعتراف يضاف إلى اعتراف سابق بأن المملكة تضم في أرضها أعرق وأقدم الحضارات، وشهادة إنصاف على ما بذلته الهيئة من جهد طوال عشر سنوات من البناء المتواصل لبلوغ هدف سياحة وطنية ثقافية وعمرانية متميزة.
تسجيل حي الطريف الدرعية التاريخية يمثل إقرارا عالميا بأهميتها من الناحية التاريخية والعمرانية ليضاف إلى أهميتها السياسية كعاصمة للدولة السعودية الأول، ومركز علمي وثقافي في الجزيرة العربية، حيث تأسست على ضفاف وادي حنيفة عام 850ه 1446م.
من غير المفاجئ أو الجديد أن أؤكد أن المملكة بلد غني بالحضارات التي تمتد إلى ما قبل الإسلام، فقبل عام تم تسجيل مدائن صالح ضمن قائمة التراث العالمي، واليوم نحصد شهادة تسجيل الدرعية في ذات القائمة وباعتراف دولي بعد نحو عامين من المفاوضات واللقاءات والنقاشات، لا ننسى الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة الخارجية في دعمنا لبلوغ هذا الهدف وهناك في الأفق من الأخبار السارة الشيء الكثير.
• من حق القارئ أن يعرف بعضها؟
قطعنا مع فريق اليونسكو أشواطا كبيرة في ما يتعلق بتسجيل جدة ضمن قائمة التراث العالمي، أقصد جدة التاريخية، بمبانيها، وشخوصها وموقعها الفريد، وبهذا ستكون مدائن صالح تحكي عصور ما قبل الإسلام، وجدة عصر الإسلام، فهي بوابة الحرمين الشريفين، كما تحكي الدرعية قصة بناء ونشأة المملكة، نتوقع خلال عامين من المفاوضات الشاقة والصعبة لتطبيق المعايير التي تشترطها منظمة اليونسكو أن نبلغ هدف التسجيل والاعتراف.
جذب سياحي
• ولكن.. ألا تعتقد أننا تأخرنا كثيرا نحو الوصول إلى هذا الهدف؟
أوافقك الرأي تماما، ولكن نحن نبذل من الجهد الشيء الكثير، في قائمة التراث العالمي دول صغير لا تكاد تذكر تمتلك تسعة مواقع على الأقل ضمن القائمة، توجهنا المقبل تسجيل المحميات الطبيعية في المملكة ضمن قائمة التراث العالمي، ولدينا جهد كبير نبذله مع الهيئة العامة لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، وكما يعرف الجميع أن تنمية المواقع التراثية والأثرية والبيئة من أهم مقومات الجذب السياحي.
المملكة كما يعرف الجميع لديها بعد سياسي واقتصادي، وقبل ذلك ديني ولكن لا أحد يعرف عن بعدها التراثي الذي غيبناه طوال ال100 سنة الماضية، آن الآون لكي نزيل الخوف ونظهر للعالم مخزوننا التراثي والعمراني الكبير.
الإسلام هذا الدين العظيم اعترف بالحضارات التي قامت في شبه الجزيرة العربية، واحترم الديانات التي سبقته، وعزز القيم العربية القائمة، وبالتالي ما الذي يدعو إلى الخوف، ما الذي يدعو إلى استمرار الاعتداء على الآثار وتقويضها والقضاء عليها تحت أي ذريعة، إنه أمر مؤسف جدا أن نستمر في تغييب هذه الأبعاد المشرقة، نحن على مفترق طرق لدينا قصور لا يليق بحضارتنا وتاريخنا على الإطلاق.
كنوز أثرية
• من اللوفر إلى اليونسكو.. معارض وشهادات اعتراف بقيمة المملكة التراثية والعمرانية، سؤالي هنا هل لمستم أي تجاوب من المواطن ذاته في الحفاظ على هذه الكنوز، البعض منها تعرض للنهب؟
الهيئة العامة للسياحة والآثار، التي أرأسها، مسؤولة تماما عن حماية وعرض التراث الثقافي كأحد الأبعاد التي تحدد هوية البلاد، ونعترف بأنه كي تقابل الآثار والتراث العمراني التقليدي بالترحيب وتعرض أمام شعبنا وباقي العالم، يجب أن تصبح كنوزا وطنية مثلما حدث مع الموارد الأخرى التي تحتويها المملكة.
لدينا إحساس عميق بالمسؤولية عن إعادة اكتشاف وحماية الآثار القيمة والنادرة، فآثارنا جزء من التراث العالمي، وجزء مهم من الهوية الوطنية للمملكة، وكما يعرف الجميع فإن الإرث الثقافي البعد الرابع يمثل جوهر ثقافة المملكة.
• أريد أن أعود إلى نقطة السنوات العشر من عمر الهيئة، نسمع كثيرا عن دراسات ومشاريع، ما الذي تحقق على أرض الواقع؟
من غير المنصف أن نختصر رحلة عمل تمتد ل3700 يوم في هذه العجالة، أنا لا أدافع هنا عن الهيئة، ولكننا بذلنا جهدا وعملنا على تغيير ثقافة شعب، كما يعلم الجميع كانت مجرد كلمة سياحة تخيف البعض وتشكل هاجسا مقلقا، واجهتنا مقاومة وتعاملنا معها واستثمرناها لصالح مشروع الهيئة الطموح، فككنا الاشتباكات التي كانت تطوق أعمال قطاع السياحة والآثار، رسمنا خارطة طريق للمستثمرين وصناع السياحة، نظمنا باحترافية عالية برامج عالية المستوى بشهادة واعتراف دولي، العالم من حولنا منبهر بحجم تراثنا وعمق حضارتنا.
مستوى السياحة
• ولكن العشر سنوات التي تتحدث عنها ليست طويلة، الدول المتقدمة تتحدث عن سياحة تمتد جذورها لآلاف السنين، وعندما نزور بلدانا نجد مطاعم وقرى ومنتجعات عمرها يفوق ال300 سنة؟
هذا صحيح، ولكم نحن ننظر في الهيئة للسنوات العشر التي مرت على أنها 100 سنة، ما تحقق بصدق أقل بكثير مما كنا نتوقع وما كنت متأملا حدوثه، أشعر بحرقة أن الجهد الذي بذل لم يحقق شيئا ملموسا يرضي طموح السائح المحلي، شخصيا لم أكن أتوقع أنني سأمضي عشر سنوات في هيئة السياحة ونحن على رغم ما تحقق لانزال عند هذا المستوى وهذا الحد، السياحة الآن ليست تلك التي كنت أتخيلها قبل عشر سنوت.
• عن أي إخفاقات تتحدث سمو الأمير، يبدو أن المجال لا يتسع هنا لذكرها في عجالة السائح في المملكة لا يجد الحد الأدنى من الاهتمام؟
أتفق معك تماما، وأنا أشعر بحرقة وأحزن وأتألم أن لا يجد سائح مقعدا على رحلة جوية عندما يريد أن يذهب إلى أبها أو الطائف أو يتجه شمالا أو جنوبا، تواجهنا تحديات ضربت السياحة الوطنية في مقتل، منها ندرة الفنادق، غلاء الأسعار، أزمات المياه انقطاعات الكهرباء وإن كانت بدأت في الانحسار، مشكلة الحجوزات، ضعف الخدمات المقدمة على الطرق السريعة، هذه بنية تحتية في صناعة تأتي في المرتبة الثالثة من حيث توفير الفرص الوظيفية، ومع ذلك الوضع كما هو وفي كل عام تغص الصحف والمجلات والمجالس والملتقيات بتداول المشاكل التي تعصف بصناعة السياحة.
لا يمكننا على الإطلاق أن نتوقع قدوم مستثمرين في قطاع السياحة الذي يعاني تماما من نقص في الخدمات والبنى التحتية، بكل شفافية وصراحة لدينا قصور لا يليق بمكانة المملكة وتاريخها.
• يبدو أن اليأس تسلل إليك.. هل ترى أن ثمة بصيص ضوء في آخر النفق؟
برغم كل ما ذكرنا من معوقات سياحية قاتلة، فإن المواطن لايزال متمسكا بخيار السياحة الوطنية، تحدثت الليلة (البارحة) مع محافظ الطائف فذكر لي أن نسبة الإشغال في الفنادق تجاوزت 150 في المائة، وهذا الرقم فوق التوقعات تماما، هناك جهود تبذل من لجان التنشيط السياحي، وجهود ترعاها بعناية إمارات المناطق، لكن الأمر يحتاج إلى دعم قوي وجاد من الدولة.
المواطن ذكي
• ماذا عن المواطن، هل ترى أن هذا اليأس طال قناعات السائح المحلي؟
صدقني السائح المحلي أصبح على درجة عالية من الذكاء في ما يتعلق بالخدمات السياحة، العالم أصبح قرية بسيطة، عبر الإنترنت يستطيع أن يعمل مقارنة بسيطة بين الخدمات التي تقدم في القرى والمنتجعات السياحة في دول العالم المتقدم التي تملك إمكانيات أقل منا وبين ما يقدم له في المملكة، السياحة لم تعد ترفا بل ضرورة بعد عناء عام كامل وربما أكثر.
المملكة قارة، والحياة الاجتماعية تعقدت تماما فتجد الابن يعمل في أقصى الشرق، ووالدته وأسرته في أقصى الغرب وعندما يريد أن يذهب إليهم، يزورهم، يطمئن إلى أوضاعهم لا يجد مقعدا على طائرة.
الوضع صعب، ومع ذلك نحن عازمون تماما على مواصلة رحلة تطوير السياحة المحلية مهما كان الثمن، ومهما كانت التحديات والعراقيل، يدعمنا في ذلك إرداة قوية من القيادة السياسة في المملكة وهي تنظر إلى السياحة بأنها من أهم المقومات.
أزمة حجوزات
• على ذكر أزمات الطيران والكهرباء يبدو أنكم شخصيا لم تجدوا رحلة تنقلكم إلى أبها على حد ما يتم تداوله في المنتديات؟
مشكلة الحجوزات وتوفير مقاعد في الطيران أكبر بكثير مما يتخيل البعض، لم أجد رحلة لأبها، وفي إحدى المرات أردنا إرسال ثلاثة مسؤولين من الرياض إلى جدة لحضور اجتماعات تخص الهيئة لكننا لم نجد مقاعد على الرحلات، ما اضطرني إلى الحديث مع شخصية مهمة لتأمين حجز، على الرغم من كوني عضو مجلس إدارة في هيئة الطيران المدني، أنا هنا أتساءل لماذا نجحت شركات الاتصالات ووفرت الخدمات بأسعار تنافسية للجميع وبدون مشاكل في الوقت الذي تعجز فيه شركات الطيران المحلية عن توفير مقاعد للمسافرين إلى المناطق الداخلية.
أتفق معك، الأمر غاية في الصعوبة الحجوزات أصبحت مشكلة تضرب سياحتنا الوطنية، أما الكهرباء فهذا شأن آخر، وصلتنا شكاوى من مستثمرين تضرروا بسبب انقطاعات الكهرباء، ونحن ندرسها ونبحثها الآن، لا أعرف مبررات شركة الكهرباء ولكن وضع الصيف والنشاط السياحي يجب أن يصاحبه استعداد في جميع القطاعات ذات العلاقة مياه، كهرباء، طيران، باختصار شديد نريد دعما ونريد أن تؤدي القطاعات ذات العلاقة المباشرة بالسياحة دورها على أكمل وجه، أنا هنا لا أتحدث عن تقصير، ولكن لا ينظرون إلى السياحة كما يجب أو كما ينبغي.
ماذا قدمتم
• قبل أن أسألك عن احتياجكم أريد أن أسأل ماذا قدمتم مقابل ما تطلبون، أقصد ماذا قدمتم لهذه الجهات؟
حددنا بدقة ما نريده منهم، وهناك قرارات صادرة من الوزراء وقبلهم الحكومة بدعم النشاط السياحي، يجب أن يعرف القارئ أننا اصطحبنا رؤساء البلديات في بعض المناطق السياحة إلى جولات خارج المملكة، وأطلعناهم على ما تؤديه البلديات في الخارج وما تقدمه من جهد لدعم السياحة.
كل ما نريده من شركائنا في القطاعات ذات العلاقة أحيطوا به علما، ومع ذلك هناك تحسن لكنه أقل من طموح المواطن الذي وضعنا نحن من أجل خدمته وتهيئة المرافق السياحية لراحته.
• ما هو الدعم الذي تريدونه؟
حزم الدعم المطلوبة رفعت للجهات ذات العلاقة، والبعض الآخر يدرس في المجلس الاقتصادي الأعلى، نبحث مع المالية إنشاء شركة حكومية لدعم السياحة وتقديم التمويل اللازم، وطلبنا إنشاء صندوق لدعم صناعة السياحة وحظي هذا الطلب بموافقة مجلس الشورى إيمانا منهم بأهمية هذا الصندوق.
لابد من دعم الدولة لتحريك العجلة السياحية وتقديم القروض الميسرة طويلة الأمد حتى نؤسس لصناعة احترافية في مجال السياحة.
نهب مدخرات
• وماذا أعددتم بشأن الأسعار الجنونية التي تنهب مدخرات المواطن الذي يبحث عن سياحة تحقق الحد الأدنى من البهجة لأبنائه؟
أجزم تماما أن من أهم العوامل التي تهدد السياحة هي الأسعار المبالغ فيها للمنتجعات والقرى السياحية المتوافرة، هناك مواقع تبالغ في الأسعار بشكل غير مقبول وغير معقول، ولكن لا يمكننا لجم الأسعار في ظل قلة المنشآت السياحية، وحده العرض والطلب هما صمام الأمان.
عندما تحتكر قرية سياحة وسط البحر سياح البحر وليس لها منافس فمن الطبيعي أن تبيع بالسعر الذي تريده، وبالتالي قانون العرض والطلب كفيل بخفض الأسعار.
للفنادق أعددنا تصنيفا أصبح الآن معتمدا لا يمكن القفز عليه، وأسعار غرف هذه الفنادق ووحداتها لا يتم إلا حسب التصنيف المعتمد، عندما يكون لدينا صندوق لدعم التنمية السياحية ويقدم قروضا لإنشاء فنادق وقرى ومنتجعات ومدن ترفيهية ستجد أن المنافسة تشتد بين مقدمي الخدمة وبالتالي تنخفض الأسعار ويزيد مستوى جودة الخدمة.
أضرب لك هنا مثلا بمنطقة الباحة، تتمتع بجو أخاذ وقبل هذا سكانها الأصليين كرماء ولديهم استعداد لتقديم سياحة متميزة، لماذا لا نجد مستثمرين؟ الأسباب ببساطة غياب البنية التحتية الجيدة وكذلك صعوبة الوصول إليها من خلال شبكة الطرق القائمة وندرة الرحلات الجوية.
أنا أشعر بحرقة بالغة، هذه الملفات نتحدث فيها كل عام، ونجدها تتكرر هذه الأزمات من عام لآخر والحل غائب، القطاع مهمش ويد واحدة لا تصفق يا أخي.
إحاطة دوائر القرار
• إذن أمام كل هذه المشاكل.. لماذا لا تحيطون الجهات العليا في الدولة بالأمر، لماذا تقفون مكتوفي الأيدي؟
ومن قال لك أننا لم نفعل ذلك، يا أخي ليس كل ما نفعله وما نؤديه من عمل يجب أن يعلن في الإعلام، لدينا هذا الصيف أيضا تقرير يرصد كل التحديات والمعوقات التي ضربت السياحة الوطنية، وفي مقدمتها صعوبة حجوزات الطيران، وانقطاعات المياه، والكهرباء، وضعف البنية التحتية، وغياب الشراكة الفاعلة لتحقيق رؤية قيادة البلاد من أجل تحقيق سياحة واعدة متكاملة.
حقائب سياحية
• تتنافس بشكل محموم شركات أجنبية على السائح السعودي.. في الوقت الذي ينحي البعض باللائمة على الهيئة في خلق برامج صيفية مناسبة؟
الهيئة التي تطالها سهام النقد يوميا، عملت منذ وقت مبكر لتنشيط السياحة الوطنية أعددنا برامج مهمة وحقائب سياحية متميزة، عملنا مع شركائنا في جميع المدن وقبل ذلك المناطق لتنشيط السياحة، المؤكد أن هناك إقبال متزايد على السياحة الوطنية بشكل قوي ومؤثر.
نحن لا نريد الآن استقطاب سياح من خارج المملكة وهذا الأمر ليس في أجندتنا الآن، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قال لي «يهمنا بقاء المواطن في وطنه، وتقديم خدمات جيدة وراقية المستوى تلبي رغباته وتجعله يتعرف على وطنه ويرتاح في بلده».
خطط دقيقة
• ألمحت إلى عزمكم تقديم خطة للسنوات المقبلة ما أبرز ملامحها؟
بعد السنوات العشر وطبقا لاستراتيجية الهيئة يجب أن نقدم الآن في غضون شهرين، خطة للسنوات الثلاث المقبلة لكل ما يتعلق بقطاع الآثار، المتاحف، التراث العمراني، وبالطبع السياحة والترفيه أيضا، هذه الخطة تحوي مخططات دقيقة وبرامج مفصلة عن الاحتياجات وأدوار الشركاء الرئيسيين في الوزارات ودوائر صناعة القرار، نتوقع أن نبدأ في حصد الثمار قريبا بإذن الله.
حزم الدعم
• متى يمكننا القول بأن السياحة في المملكة وصلت إلى المستوى الذي يرضي تطلعاتكم؟
لو مكنا من دورنا، ووفرت حزم الدعم التي نطالب بها من سنوات أستطيع أن أقول، وهذا الكلام محسوب علي، إن ثلاثة أعوام كافية تماما لنرى الأمور على أرض الواقع.
الناس متحمسة تماما لمشاهدة سياحة جيدة، ويريدون خدمات عالية بأسعار تنافسية، هذا حقهم ونحن نتفق معهم، كل يوم يمر من عمر الزمن ونخسر فيه ثقة سائح نشعر بالألم والكبير.
حملات تعريفية
• هناك من يطالب بأن تكون السياحة والحفاظ على التراث العمراني والحضاري من الحقائب الدراسية في الجامعات وحتى لطالبات وطلاب التعليم العام؟
لدينا تعاون مع وزارة التربية والتعليم، حيث نعمل على تعريف المعلمين والطلاب بالمواقع الأثرية والمتاحف والتراث العمراني، ونحرص أيضا على تعزيز الوعي لدى صانعي السياسات وقيادات الفكر المؤثرين على جيل المستقبل، أقمنا ورش عمل وبرامج هدفنا المحافظة والتركيز على أهمية تراثنا كجزء مهم من الهوية الثقافية ودورهم في حمايته.
تطوير قلب جدة
• خلال الفترة الماضية تكفل سمو ولي العهد بتمويل وترميم قصر المؤسس، فيما لايزال قلب جدة التاريخي في وضع مزر، هل من حلول ليس لجدة التاريخية فقط بل لجميع المناطق الأثرية؟
قلب جدة التاريخي يحظى باهتمام كبير على الرغم مما تعرض له في الفترة الماضية من إهمال وتعمد لتشويهه، إمارة منطقة مكة المكرمة ممثلة في الأمير خالد الفيصل تولي هذا الملف اهتماما كبيرا، وحسب علمي أنشأت أمانة جدة أخيرا بلدية لرعاية المنطقة التاريخية، وهناك شركة ستطلق قريبا للعناية بهذه المنطقة التي تمثل تاريخ الإسلام، وستكون جدة التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي المعتمد في اليونسكو.
لدينا مشروع طموح لترميم أوسط المدن التاريخية والقرى والبلدات التراثية والأسواق الشعبية، ويجري تقديم تسهيلات مالية حكومية للراغبين في ترميم المباني التراثية والاستثمار في المباني التي يملكونها وتشكل جزءا من التراث.
أحرزنا تقدما على صعيد وضع أرشيف حول تاريخ المملكة. وجمعت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ومكتبة الملك فهد العامة ومؤسسة التراث الخيرية بالفعل تم إنجاز عدد من سجلات المواد المكتوبة والصور المهمة عن تاريخ المملكة.
• ماذا بقي من حوارنا سمو الأمير؟
المملكة تشهد اليوم تنفيذ برنامج إنمائي هائل بقيادة الملك الشجاع صاحب الرؤية وبعد النظر، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. والذي يعكف على رسم توجهات جديدة والبناء على الإنجازات العظيمة لأسلافه، وخير دليل على اهتمامه بالفكر والثقافة الجنادرية هذا المشروع الرائد الطموح المتقدم، يؤازر الملك وذلك بمؤازرة ولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي له مبادرات رائعة أيضا وكبيرة في مجال التراث الوطني، ومنها كما أسلفت تكفله يحفظه الله بترميم قصر المؤسس في مكة المكرمة على نفقته الخاصة.
إن مرحلة التطوير الراهن التي رسمها الملك عبدالله تعد تحولا كبيرا وتتميز بطابع ضخم وجريء ومتقدم، هذه التحويل يستمد جذوره من فهم عميق لتراثنا وقيمنا وشعورنا بالهوية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.