الذهب يستقر بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    سماء غائمة بالجوف والحدود الشمالية وأمطار غزيرة على معظم المناطق    مبادرة لرعاية المواهب الشابة وتعزيز صناعة السينما المحلية    الوسط الثقافي ينعي د.الصمعان    خادم الحرمين وولي العهد يعزيان رئيس الإمارات في الشيخ طحنون آل نهيان    تيليس: ينتظرنا نهائي صعب أمام الهلال    برئاسة وزير الدفاع.. "الجيومكانية" تستعرض خططها    محافظ سراة عبيدة يكرم المشاركين والمشاركات ب أجاويد2    حظر استخدام الحيوانات المهددة بالانقراض في التجارب    سعود عبدالحميد «تخصص جديد» في شباك العميد    الهلال يواجه النصر.. والاتحاد يلاقي أحد    رغم المتغيرات العالمية.. الاقتصاد الوطني يشهد نمواً وتنوعاً متسارعاً    اَلسِّيَاسَاتُ اَلتَّعْلِيمِيَّةُ.. إِعَادَةُ اَلنَّظَرِ وَأَهَمِّيَّةُ اَلتَّطْوِيرِ    يجيب عن التساؤلات والملاحظات.. وزير التعليم تحت قبة «الشورى»    متحدث التعليم ل«عكاظ»: علّقنا الدراسة.. «الحساب» ينفي !    أشعة الشمس في بريطانيا خضراء.. ما القصة ؟    هذا هو شكل القرش قبل 93 مليون سنة !    رئيس الوزراء الباكستاني يثمِّن علاقات بلاده مع المملكة    جميل ولكن..    السعودية تتموضع على قمة مسابقات الأولمبياد العلمية ب 19 ميدالية منذ 2020    أمي السبعينية في ذكرى ميلادها    هكذا تكون التربية    ما أصبر هؤلاء    «العيسى»: بيان «كبار العلماء» يعالج سلوكيات فردية مؤسفة    زيادة لياقة القلب.. تقلل خطر الوفاة    «المظهر.. التزامات العمل.. مستقبل الأسرة والوزن» أكثر مجالات القلق    «عندي أَرَق» يا دكتور !    33 مليار ريال مصروفات المنافع التأمينية    استشهاد ستة فلسطينيين في غارات إسرائيلية على وسط قطاع غزة    الأمير محمد بن سلمان يستعرض مع كيركنتزس استعدادات «إكسبو 2030»    لؤي ناظر يعلن عودته لرئاسة الاتحاد    «سلمان للإغاثة» ينتزع 797 لغماً عبر مشروع «مسام» في اليمن خلال أسبوع    وزير الصحة يلتقي المرشحة لمنصب المديرة العامة للمنظمة العالمية للصحة الحيوانيّة    النصر يتغلب على الخليج بثلاثية ويطير لمقابلة الهلال في نهائي كأس الملك    مدرب تشيلسي يتوقع مواجهة عاطفية أمام فريقه السابق توتنهام    طالبة سعودية تتوّج ضمن أفضل 3 مميزين في مسابقة آبل العالمية    بمناسبة حصولها على جائزة "بروجكت".. محافظ جدة يشيد ببرامج جامعة الملك عبدالعزيز    تعزيز الصداقة البرلمانية السعودية – التركية    إنستغرام تشعل المنافسة ب «الورقة الصغيرة»    في الجولة ال 30 من دوري روشن.. الهلال والنصر يواجهان التعاون والوحدة    دورتموند يهزم سان جيرمان بهدف في ذهاب قبل نهائي «أبطال أوروبا»    العثور على قطة في طرد ل«أمازون»    أشاد بدعم القيادة للتكافل والسلام.. أمير نجران يلتقي وفد الهلال الأحمر و"عطايا الخير"    تنمية مستدامة    تحت رعاية الأمير عبدالعزيز بن سعود.. حرس الحدود يدشن بوابة" زاول"    اطلع على المهام الأمنية والإنسانية.. نائب أمير مكة المكرمة يزور مركز العمليات الموحد    الفريق اليحيى يتفقد جوازات مطار نيوم    أمير الشرقية يثمن جهود «سند»    أغلفة الكتب الخضراء الأثرية.. قاتلة    مختصون: التوازن بين الضغوط والرفاهية يجنب«الاحتراق الوظيفي»    مفوض الإفتاء بالمدينة يحذر من «التعصب»    أمن الدولة: الأوطان تُسلب بخطابات الخديعة والمكر    مناقشة بدائل العقوبات السالبة للحرية    فرسان تبتهج بالحريد    التوسع في مدن التعلم ومحو الأميات    نائب أمير مكة يقف على غرفة المتابعة الأمنية لمحافظات المنطقة والمشاعر    سمو محافظ الخرج يكرم المعلمة الدليمي بمناسبة فوزها بجائزة الأمير فيصل بن بندر للتميز والإبداع في دورتها الثانية 1445ه    وزير الدفاع يرعى حفل تخريج الدفعة "37 بحرية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جرس إنذار: 280 ألف مدمن
ارتفاع معدلات تعاطي الحشيش والحبوب .. وانهيار أسر وضياع شابات وشبان

«حرام ومؤلم أن يجد الأب أحد أبنائه الذي عقد عليه الآمال ورباه وعلمه ينحدر ويضيع في متاهة المخدرات». قالها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، عقب ترؤسه السبت الماضي في مقر وزارة الداخلية في جدة الاجتماع الثاني للجنة، مؤكدا في الوقت ذاته أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوجه دائما بالعمل الدؤوب للقضاء على هذه الآفة وحماية المجتمع من أخطارها.
ووصف سموه الكميات التي تصل إلى المملكة من المخدرات بأنها «غير معقولة، ومزعجة».
تصريحات الأمير نايف هذه، تعكس حجم الخطر المحدق بشباب الوطن، واستهداف المجتمع بالمخدرات، وتؤكد قوله «نحن مستهدفون من جهات متعددة من أجل إفساد مجتمعنا على حساب الأرباح المادية، وإن الأمر «مهم جدا» ويمس كل مواطن، ما يتطلب التعاون مع الدولة والجهات المعنية لمواجهتها والتصدي لها».
«عكاظ» تعيد فتح ملف المخدرات مجددا، ترصد حالات لأسر تضررت من المخدرات، وتستصحب آراء نخبة من الخبراء والمهتمين بالشأن الاجتماعي، لتسليط المزيد من الضوء على الآثار المدمرة للمخدرات وصولا للحلول التي من شأنها محاصرة الظاهرة.
أسر متضررة
تروي ساجدة.خ (معلمة من الدمام) قصتها مع الإدمان: بعد زواج دام 15 عاما أنجبت خلالها ثلاثة أطفال ذقت أنواع التعذيب من زوجي المدمن، فضلا عن ضربه أبنائي مسببا لأحدهم كسورا وكدمات، عندها قررت الطلاق حيث واجهت الكثير من المصاعب، لكن الأمر أهون من البقاء معه.
خلود الهاجري من الدمام ولها ستة أبناء، قالت: تعرضت لضرب مبرح من زوجي المدمن، ولا تنتهي المشاكل إلا بتدخل الجيران، فتحملت الكثير من الديون والقروض بسبب الإنفاق عليه وعلى أبنائه، وكان يأخذ راتبي بالقوة فلم أجد إلا الطلاق لأتخلص منه وأعيش حياتي مع أبنائي وتربيتهم بعيدا عن المشاكل.
أما (أم محمد) من الدمام فتروي قصتها المأساوية مع زوجها المدمن الذي توفي قبل أيام بعد أخذه جرعة زائدة: كان لا يستجيب للنصائح ما جعله يستأجر شقة ويسكنها ليتعاطى المخدرات، حتى تدهورت حالته الصحية، كما فصل من عمله بعد أن حكم عليه بالسجن، وبعد ذلك عاش كالطفل الهائم في الشوارع وازدادت حالة سوءا إلى أن توفي بجرعة زائدة.
جلسة كيف
في جازان انتهت جلسة كيف بين مجموعة من الأشخاص بمقتل أحدهم إثر خلاف نشب بينهم، حيث عثر على الضحية مرميا في الشارع، ومع تواصل التحقيقات عثر على الجناة.
يهيمون في الشوارع
حولت المخدرات حياة الكثير من المدمنين إلى متسكعين في الشوارع، وباتوا نماذج للضياع، بعد أن أصيبوا باضطرابات نفسية، وما (حسين. ح) من جازان إلا نموذج للأشخاص الذين أدمنوا على تعاطي المخدرات وبات يتسكع في الشوارع.
وهناك نموذج لمدمن آخر شاب ثلاثيني يدعى (علي. أ) يخرج على جيرانه في حالة سكر، ويرمي المارة بالحجارة ويسبب الذعر في نفوسهم، وقد ألقي عليه القبض.
إلى ذلك، أرجع سمير أحمد (تربوي) من سكان جدة أسباب عودة المدمنين للظهور دائما تحت جسر الستين إلى قربهم من مصادر بيع المخدرات، مشيرا في الوقت ذاته إلى ضعف الجانب الرقابي لرجال المكافحة، فيما يطالب علي صالح الجهات الأمنية بشن حملات مكثفة على مروجي المخدرات الذين يستغلون منازل أسرهم للاختباء والترويج لسمومهم التي دمرت الشباب وسط الأحياء.
مكافحة المخدرات
إلى ذلك، أكد مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان بن ناصر المحرج، أن رجال مكافحة المخدرات يبذلون جهودا كبيرة لمكافحة آفة المخدرات، وأشار إلى هناك منظمات خطيرة في تجارة المخدرات تجتاح العالم بأسره، ونحن في المملكة جزء من هذا العالم، حيث هناك تزايد في أعداد المدمنين على مستوى العالم.
وأضاف اللواء المحرج أن تجار المخدرات يلجأون إلى غسل أموالهم، والمديرية العامة للمخدرات ترصد مثل هذه الظاهرة، وفي الأعوام الأخيرة تم القبض على عدد كبير منهم، وتم الحكم في كثير من هذه القضايا واتضح من خلال مجريات التحقيق أنهم في الأصل تجار مخدرات.
وأوضح أن الحشيش والحبوب سجلت أرقاما مرتفعة في المملكة من حيث التعاطي والتهريب، حيث وصل عدد المدمنين أكثر من 280 ألف مدمن حسب الدراسات والبحوث الأخيرة، مشيرا إلى أن الوقائع والبحوث تؤكد تنامي ظاهرة التهريب والتعاطي والترويج إلى بعض الدول المستهدفة، وهي دول عربية ومنها المملكة.
التصدي بالتوعية
من جانبه، أوضح أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الدكتور مفرج بن سعد الحقباني، أن من أهداف اللجنة الإسهام في الحد من انتشار المخدرات، وتكوين وعي صحي واجتماعي وثقافي لدى أفراد المجتمع.
ولفت إلى أن من المبررات العامة لأهداف وأنشطة اللجنة أن ظاهرة المخدرات عدو المجتمع، وهى أم المشاكل والظواهر المرضية، كونها تتسبب بدرجات عالية في الطلاق والتفكك الأسرى والبطالة وجرائم القتل والعنف والسرقات، وتدمر الاقتصاد الأسري والأمن المجتمعي، وتقضي على صحة العقل، وتؤدي إلى أمراض النفس، وينظر لها العقل الأكاديمي والأمني والطبي والقضائي، ولا تقتصر آثارها المدمرة على الفرد وحده، بل تطول بالعنف والمرض النفسي أفراد أسرته، ليتحول المتعاطون إلى عدوانيين وانتهازيين ومغالين في ردود أفعالهم، فيما تعاني غالبية أسرهم من الاضطهاد والعنف والاحتياج والمشاكل المفجعة، حيث ينظر إلى أفراد أسرة المدمن نظرة غير سوية من قبل المجتمع فيتحاشاهم، في حين خلفت المخدرات مجانين ومرضى نفسانيين ومجرمين وموتى، وعصابات للسرقة وجرائم عنف ودعارة، ورفعت من معدل السجناء والعاطلين عن العمل، كما خلفت العديد من المطلقات والأطفال المحرومين، فالعلاقة الطردية التي كشفت عنها الأبحاث العلمية بين ظاهرة المخدرات وكافة المشكلات، دلالة على أن المجتمع على موعد مع حرب ضروس ضد المخدرات. وأضاف الحقباني أن الأبحاث الاجتماعية حول ظواهر العنف الأسري والانتحار والمرض النفسي والجريمة والانحراف أظهرت ارتباطا عاليا يصل قرابة 60 في المائة بينها وبين ظاهرة المخدرات.
أخطر المشاكل
من جانبه، أوضح مدير معهد الأمير سلطان الصناعي العميد الدكتور صالح بن إبراهيم محمد الطاسان أن تعاطي المخدرات والاتجار بها من المشكلات الكبرى التي تجتاح العالم بصفة عامة والعالم العربي والإسلامي بصفة خاصة، وتعتبر مشكلة المخدرات من أخطر المشاكل، باعتبارها آفة وخطرا يتحمل الجميع مسؤولية مكافحتها والحد من انتشارها، ويجب تعاون الجميع في مواجهتها والتصدي لها ولآثارها المباشرة على عقل المتعاطي وجسده وصده عن واجباته الدينية، وسلب إرادته وقدراته البدنية والنفسية كعضو صالح في المجتمع، كما أن المدمن من الناحية الاجتماعية يعيش بكل تأكيد حياة نفسية مهزوزة ينتابه القلق والاضطراب ويهمل شؤون أسرته وواجباته حيالها ويفقد توازنه العقلي والحسي، فيصبح فردا لا هدف له ولا اهتمام سوى إشباع شهواته، فمدمن المخدرات يصبح قدوة سيئة لأفراد أسرته سيما الأحداث، مشيرا إلى أن تعاطي المخدرات نتيجته الحتمية الخمول وترك الواجبات وكراهية العمل، ما يؤدي إلى فقدان المدمن لمصدر رزقه بسبب عدم التزامه وتدني مستوى كفايته الإنتاجية والعقلية والجسمية، فيصبح عبئا ثقيلا وعالة على الأسرة والمجتمع، وقد أظهرت دلائل كثيرة على وجود تلازم وثيق بين الإدمان وجرائم الاعتداء على النفس والمال وجرائم الاعتداء على العرض والأخلاق.
95% مدمنو تدخين
من جهته، كشف مدير برنامج مكافحة التدخين في مكة المكرمة الدكتور سمير صبان عن البذرة الأساسية وراء تفشي ظاهرة إدمان المخدرات في فئات سنية محدده وصفها بالمستهدفة.
وبين صبان أن ما نسبته 95 في المائة من متعاطي المخدرات هم من مدمني التدخين، وهي المرحلة الأولية للشروع في الخطر الأكبر وهو المخدرات، واستدرك صبان أنه ليس من الضروري أن يكون التدخين عنصرا أساسا في إقحام المتعاطي للمخدرات، لكن هناك عوامل تتضافر لكي تسهل عملية التعاطي من ضمنها التدخين، كما أن الرفقة السيئة مصدر يشكل خطرا أكبر على الشخص وبخاصة المراهقين لعدم إدراكهم لمخاطرها بشكل كبير ووجود دوافع قوية للتجربة وحب الاستطلاع كما وجدت سلبية تم اكتشافها في مدمني التدخين وتنطبق على مدمني المخدرات وهي حب إقحام الغير في طريق الهلاك لكي يتقي نصحه، وهذه السلبية تنتشر بشكل كبير بين الأقارب والأصدقاء، كما أن ما تلقي به الحياة من ضغوطات نفسية تدفع ضعاف النفوس وجاهلي المعرفة للهروب إلى المخدرات لإحساسهم بالقوة المستمدة منها وهذا اعتقاد خاطئ.
وشدد الصبان على أن الإرشاد الذي يقع على عاتق أولياء الأمور سيكون عاملا سلبيا متى ما عطل ولم يستخدم بشكل إيجابي ومفيد وعليهم التنبه إلى خطر الوقوع في شراك المخدرات بعد غياب القدوة في المنزل والمدرسة والمسجد، ومن أبرز روافد الوقاية التثقيف والتربية المجتمعية بالإضافة إلى إدراك ثقافة الاستهداف التي تتعرض لها هذه الفئات السنية.
مدمنو الجسر
أكد مدير الشؤون الاجتماعية في منطقة مكة المكرمة سابقا الدكتور علي الحناكي أن مباشرة حالات المدمنين تحت جسر الستين في جدة ليست من اختصاص وزارة الشؤون الاجتماعية في المقام الأول، مؤكدا في الوقت نفسه أن فرع الوزارة أعد في وقت سابق دراسة اجتماعية عن المشردين والهائمين والمفترشين، تم توزيعها على الجهات ذات العلاقة ومن بينها إمارة المنطقة والشرطة والصحة وغيرها من الجهات ذات الاختصاص.
المخدرات والطلاب
من ناحيته، أوضح مدير إدارة التربية والتعليم للبنات في مكة المكرمة حامد السلمي أنه تم الأخذ في الاعتبار مدى الخطورة التي تشكلها المخدرات على حياة الطلاب، والمداخل التي يمكن الولوج لهم عن طريقها، الأمر الذي يؤدي إلى العواقب الوخيمة التي يخلفها هذا الداء، وعليه فقد تم إنشاء قسم متخصص في الإدارة للتوعية والتوجيه لمثل هذه المخاطر من خلال المحاضرات والدروس وورش العمل بالتعاون مع دعاة ومشايخ ومعنيين في برامج مكافحة المخدرات لتكون ضمن المنظومة التي تنطلق في المدارس لعامها الثاني ضمن برنامج (ديني القويم شموخ واعتزاز) ، بالتحذير منها عن طريق بيان الرؤية الدينية لهذا الجانب ومعرفة الأبعاد السلبية التي تنتج عنه .
وأضاف السلمي لعل الفكرة الخاطئة التي تشاع حول المنشطات في أيام الامتحانات هي الأخطر على الطلاب، حرصا منهم على تقديم الأفضل دون معرفة الأبعاد الحقيقية لهذا الخطر، وهنا يأتي دور الأسرة الرقابي بعد أن نفذت المؤسسات التعليمية والتثقيفية المجتمعية دورها في التوعية.
جين الحشيش
كشفت الدكتورة منى الصواف استشارية ورئيسة قسم الأمراض النفسية في مستشفى الملك فهد في جدة، أن هناك تجار مخدرات يجرون تعديلا جينيا لبذرة الحشيش، يضاعف خطورته ليعادل الهيروين في ضرره، وهذا من المخاطر الكبيرة التي يجب التنبه والتصدي لها، وحذرت الصواف من لجوء بعض الأمهات لاستخدام مضادات الحساسية وما يعادلها أو بنوعية من الماء لتهدئة الأطفال بشكل مستمر، حيث إن هذا يجعل الطفل مسترخيا ما يعرضه أكثر للإدمان عند الكبر.
عامل مشترك
وأوضحت الأخصائية الاجتماعية في صحة مكة المكرمة هدى العساف أنه عبر تتبع الخط الزمني لمروجي المخدرات وجد أن الفقر لدى الكثير منهم جزء من حياتهم السابقة، فيكون من دوافعهم لسلك هذا الطريق هو البحث عن الثراء بأسهل الطرق في ظل ضعف الوازع الديني بعد تكالب عدة عوامل يشترك فيها المدمنون والمروجون، ومنها الخلافات الزوجية وغياب الدور الرقابي للأسرة والتأثر بالإعلام الفاسد، مع التأكيد على خطورة تأثير العمالة الأجنبية على الفرد والمجتمع.
إحباط تهريب
في جازان، أوضح قائد حرس الحدود في المنطقة اللواء ابراهيم العايدي أن تهريب المخدرات خصوصا الحشيش يتم ضبطه بشكل متزايد في المنطقة، مشيرا إلى ضبط وإحباط العديد من هذه العمليات بشكل مستمر.
وقال إن الأطفال المهربين يحالون لدار الملاحظة ويتم الحكم عليهم من قبل الحاكم الشرعي بما يراه مناسباً، وأما الكبار فيطبق بحقهم نظام أمن الحدود على حسب الجريمة، مشيرا إلى أن استغلال النساء في عمليات التهريب نادر جدا وعند القبض عليهن يتم ترحيلهن، موضحا أنه تمت السيطرة على عمليات التهريب عن طريق الحمير المدربة، بوضع حواجز وصبات على الشريط الحدود لمنعها من الوصول للأراضي السعودية.
وأضاف أن حرس الحدود وضع خططا محكمة لتمشيط الحدود على مدار الساعة ووضع أبراج للمراقبة مع وضع «صبات» وخنادق على طول الحدود وكاميرات حرارية للمراقبة عن بعد.
من جانبه، علق مدير الصحة النفسية في منطقة جازان الدكتور إبراهيم عريشي أن جازان منطقة حدودية وقد زاد أخيرا عدد الحالات وتنوعت المواد المستخدمة كالكبتاجون والحشيش وهي مصنعة بطرق مختلطة ويكون أثرها سيئا وتسبب مشاكل عقلية واضطرابات نفسية، وتكون الاضطرابات ظاهرة ويصاب المدمن بنوع من الشكوك قد تصل لحد القتل والعنف الأسري.
أعراض ودعارة
وفي تبوك، أكد مدير مستشفى الصحة النفسية في منطقة الحدود الشمالية عبد الله مهلي العنزي أن إدمان المخدرات من مسببات هتك الأعراض وامتهان الدعارة كطريق للحصول على المال اللازم لشراء المخدر، مشيرا إلى دراسة عن تعاطي الحشيش أظهرت أن 76 في المائة متهمون بارتكاب جرائم، وأن أكثر الجرائم هي الاعتداء المباشر على النفس أو الشروع في القتل.
رعاية الطفولة
يرى الأمين العام المساعد في المركز الوطني لأبحاث الشباب الدكتور نزار بن حسين الصالح، أن الرعاية لا بد أن تكون منذ الطفولة، لأن الطفولة السوية المتوافقة ستؤدي بطبيعة الحال في الغالب إلى مراهقة سوية وشباب ناضج، مشيرا إلى أن من أهم ما يواجه أطفال اليوم هي الاضطرابات الأسرية المتكررة والمستمرة، والتي تولد لديهم الشعور بالخوف وعدم الأمن، وهذا يولد في الغالب أطفالا شخصياتهم مهزوزة، عديمي الثقة بأنفسهم وبالآخرين، مترددين ويميلون للانعزال والسلبية، وربما تولد لديهم الشعور بالعدوانية وحب الانتقام.
مستشفيات الأمل
ومن جهته، أكد عبد الحميد الحبيب مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية في جدة أنه لا توجد أية إحصائية عن نسبة المدمنات في المملكة،موضحا أنها قليلة جدا.
وعن دور مستشفيات الأمل في علاج الإدمان أشار الأخصائي النفسي والمشرف على برنامج مكافحة التدخين ومدير العلاقات العامة والإعلام الصحي في مستشفى الأمل في جدة سليمان الزايدي، إلى أن مستشفى الأمل هو أحد المستشفيات المتخصصة في علاج الإدمان، يقدم الخدمات العلاجية للمرضى الذين يعانون إدمان المخدرات، ومنذ نحو ثلاثة أشهر تم افتتاح العيادات الخارجية لعلاج النساء، وجار التجهيز لاستقبال الحالات التي تحتاج إلى التنويم خلال الشهور المقبلة.
ودعا عمر أبو حية (أستاذ اجتماع في جازان) للتوسع في التعليم على كافة المستويات والتركيز على التدريب المهني والتقني، فيما شدد علي بن إبراهيم خواجي مدير مدرسة ثانوية في جازان على التواصل بين المدرسة وولي الأمر في متابعة سلوك أبنائه، لافتا إلى أن انتشار المخدرات بين أوساط الشباب لا بد أن يقابله حزم من قبل الجهات الأمنية، وتوعية من الجهات التعليمية واللجان الاجتماعية.
ودعا محمد مظفر (من أعيان منطقة جازان) لإتاحة المزيد من فرص العمل للشباب العاطلين للحصول على عائد مادي مناسب، وزيادة سعودة الوظائف في القطاعات الحكومية والأهلية، والتصدي لمشكلة البطالة التي ربما دفعت بعضهم إلى تهريب وتعاطي المخدر وترويجه، كما دعا سلطان بن محفوظ إلى زيادة الإمكانات البشرية والمادية والفنية، وتوفير الأجهزة والمعدات لإحكام السيطرة على الحدود والمنطقة، والتصدي لمشكلة تهريب المخدرات عبر الحدود.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.