اليوم فجرا سأكون في جدة، فأنا وحسب حجز الخطوط السعودية إن لم تتأخر الطائرة كعادتها، سأكون في جدة. علي أن أنبه لأمر مهم، وأن تأخير الطائرات في الخطوط السعودية سببه غالبية المواطنين، فهم كثيرا ما يرردون «الله لا يغير علينا»، لهذا لم تتغير الخطوط السعودية. علي أن أنبه أيضا أن الكثير من الأمور التي لم تتغير لدينا المسؤول الأول عنها المواطن، فهو دائما يردد «الله لا يغير علينا»، لهذا لم نتغير ونحن نقف في الطابور فهذا يدفع ذاك، والآخر يمد أوراقه من فوق رأسك، فيضطر من يريد أن يتغير ويلتزم النظام، أن يردد «الله لا يغير علينا» ويبدأ بدفع الآخرين. كذلك وعلى مستوى القضايا الخطيرة التي تناقش في الإعلام لم يحدث شيء، ولمن يريد التأكد عليه أن يعود للمقالات قبل عشر أعوام، وسيشاهد أننا وقبل الدراسة يبدأ الحديث عن التعليم والكتب والتسجيل في الجامعات، في رمضان تبدأ المقالات التحذيرة بعدم الإسراف، فيما المواطنون يسرفون كل عام، بسبب خاصية أنهم لا يريدون أن يتغيروا. في العيد تبدأ التحذيرات من «الطرطعان أو طراطيع» العيد، مع بعض النكد حين يستحضر الكتاب النكديون المتنبي الذي قال «عيد بأية حال عدت يا عيد». في الإجازات تبدأ المقالات بالحض على السياحة الداخلية وأن علينا أن نشجع السياحة الداخلية، ومع هذا يذهب المواطنون والكتاب للسياحة الخارجية. هذا ما يمكن تسميته بالمقالات الموسمية، هناك مقالات دائمة تتحدث عن المحاكم، البلديات، الواسطة، التعليم، الصحة، المياه، الكهرباء، الصرف الصحي، التلاعب بالأسعار، الغلاء، البطالة، المتخلفين، «أنا هنا أتحدث عن الأجانب بدون إقامة نظامية حتى لا يلتبس الأمر على القارئ، فلا يعرف من المقصود بالمتخلفين». بالتأكيد سيكون الحديث عن الاختلاط وقيادة المرأة هو الطاغي على المشهد الإعلامي، وعن المخططات الخارجية التي تريد إفسادنا، والتي مازالت تفشل لأن المواطن يقاومها ب «الله لا يغير علينا». أعود من جديد لبداية المقال، لأقول: اليوم سأكون في جدة وبداخلي مشاعر أمل ممزوجة بخوف، والخوف أن أجد أهل جدة مازلوا يرددون «الله لا يغير علينا»، فلم يتغير شيء. S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة