في الوقت الذي سيبدأ فيه مؤتمر كبير عن الإرهاب وفكره في المدينةالمنورة يوم غد، سجلت القوات الأمنية نجاحا جديدا بالقبض على مجموعة كبيرة من خليط القاعدة وخليتين جديدتين أوشكتا على تنفيذ مخططهما الإجرامي. هذا التزامن، أو التقارب بين الحدثين، المؤتمر والقبض على مجموعة الإرهابيين، يؤكد أنهم لازالوا ماضين في مشروعهم مهما كلف الثمن، ورغم أنهم يتساقطون مجموعة بعد أخرى.. لازالوا يصرون على إرسال رسائل ضمنية وإشارات رمزية يحاولون بها التأكيد أن مشروعهم قائم وأنهم ماضون في عبثهم.. الأعمار الصغيرة لكثير من المقبوض عليهم تشير أن آليات الاستقطاب والتجنيد للشباب مستمرة، وأن صائدي العقول الغضة لازالوا يجدون مجالا واسعا لممارسة مهمتهم.. منذ 2003م حين بدأت الترجمة الفعلية لفكر الإرهاب إلى قتل وتدمير.. كان المفروض ألا نستمر في حسن الظن بالمشبوهين وأنشطتهم التي يستقطبون بها الشباب، كان المفروض أن يكون الحذر في أقصى درجاته، وأن تكون العيون محدقة في كل اتجاه.. ولا نعني بذلك خلط الحابل بالنابل أو البريء بالمتهم، ولكن المراقبة الجيدة للمواقع التي تخرج منها شباب الإرهاب، وضبط تحركات وأفكار القائمين عليها، وفحص جميع الأنشطة البريئة في ظاهرها والملغومة في باطنها.. فكر الإرهاب لا ينضج بين يوم وليلة وإنما يتكون عبر مراحل تهيئة منهجية، والأخطر أن أعداد الأجانب في خلايا الإرهاب الذي يستهدف المملكة بدأت تتزايد، أي أنهم يريدون تحويلها إلى مساحة إرهاب أممي لا قدر الله. الحلول الناعمة مع فكر الإرهاب لا تجدي، ومع معرفتنا بأن السيطرة عليه تحتاج إلى وقت طويل إلا أن الحزم مطلوب في كل خطوة وإجراء. ترك الساحة مفتوحة للخطاب المتشدد أيا كان مصدره أمر لا يجب أن يستمر، لأنه بذرة التطرف الذي يؤدي إلى العنف والإرهاب. وكم نتمنى أن نسمع في مؤتمر الغد وغيره من الفعاليات التي تناقش فكر الإرهاب خطابا واضحا ومباشرا، وأن تسمى الأشياء بأسمائها الحقيقية حتى لا نحصد مزيدا من الخراب. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة