تقول الأنباء أن طالبات بجامعة أم القرى تحولن في ضحى يوم واحد إلى أشباه سجينات في غرف كعنابر سجن، وهؤلاء الفتيات هن القادمات من محافظات ومدن مجاورة للدراسة في الجامعة، بعد أن وفرت لهن إدارتها سكنا وحراسة طوال سنوات مضت، ولكنها على ما يبدو بدأت تتململ من هذه الحكاية ففكرت في أساليب جديدة حتى لا تفكر أي فتاة قادمة من بعيد بالنزول في ضيافة الجامعة مستقبلا. وذلك على ما يبدو أيضا يصب في توفير ميزانية الجامعة لاستثمارها في أمور أخرى لا نعلمها. بقيت لأسبوعين أسيرا لفحوى رسالة إليكترونية بتوقيع من (طالبات جامعة أم القرى، إسكان الزاهر رقم ج). لم أستوعب ما جاء فيها لأنه يشبه حكايات السجن والسجناء وليس طالبات جامعة، رسالة فيها حديث عن حالات (حشر) لطالبات في غرف ضيقة، وفيها تفاصيل يومين عمل قامت فيهما مشرفات السكن بأمر من الإدارة بالتنقيب عن الأماكن غير المستثمرة كالممرات وغرف الملابس المخنوقة وتوزيع الفتيات فيها (على حسب الطول والحجم)، وأتبعنها بتحذيرات وتهديدات يطالبن فيها الطالبات بالرضا والهدوء وابتلاع الاعتراضات بعد شكر الجامعة على اهتمامها بهن (فغيرهن محرومات من هذه النعمة)، ويواصلن حديثهن عن (فرمانات) تصدرها المشرفات في السكن ليل نهار، وكأنهن مأمورات في سجن نسائي: لا قبول للاعتراضات أو مناقشة للقرار الذي صدر بدمج مجمعين سكنيين في مبنى واحد، ومن تجد من الطالبات أنها مخنوقة وتتعارك مع زميلاتها على استنشاق الأوكسجين في غرفتها، فدونها الجدار ومعها رأس تضربه فيه. لا حديث للصحف أو كتابة شكوى، طلبات الأكل مرهونة برغبة السائقين في الذهاب إلى المطعم المجاور، وإذا لم تكن لديهم رغبة .. فلا أكل. ثم ينهين شكواهن بالحديث عن احتجاج قدمنه لمسؤول بالجامعة زارهن قبل أيام، لكن على ما يبدو للمرة الثالثة لم يثر الموضوع اهتمامه أو يحرك فيه ساكن قرار، وكتبن: نعرف أن أحدا من إدارة الجامعة لن يهتم كثيرا فهم لم يعيشوا معنا هذه العيشة التي لا تطاق، ولم يجربوا حياة تشبه تلك التي يعيشها السجناء المتراكمون بالعشرات في عنبر واحد، هم لم يستيقظوا يوما ونصف أغراضهم في الممرات ونصفها الآخر متراكم في الحمامات والمطابخ، صدقونا نحن لم نعد نستطيع ترتيب أولوياتنا في الحياة هنا، هل نتجه لدراستنا أم نهتم لأمر تدبر أكلنا وشربنا ونومنا في سكن يشبه علبة مشروب صغير؟ أخيرا نود إخبار المسؤولين عنا بأننا لن نرضى أن نكون مسرحا لقرارات مستعجلة تتخذ في يوم وليلة، ونعتقد أن الجامعة بميزانيتها تستطيع تدبر أمر الاختناق المعيشي هنا، تدبروا أمرنا أو دعونا نحن نتدبره بطريقتنا، ولكن لا تغضبوا منا. أعتقد أن الأمر أهم من البحث عن (تصنيف عالمي جديد)، فليت مسؤولي الجامعة يهتمون بالفضائح الداخلية، ويدعون أمر الخارجية لوقت آخر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة