من إحدى المشكلات التي تواجه الموظفات في المؤسسات الحكومية، هي مشكلة تأتي بعد إجازة الأمومة وهي فترة رعاية المولود، بعد شهرين من الراحة إبان الولادة ترجع الموظفة لعملها مضطرة إلى ترك وليدها بين يدي شغالة أو مربية أو قريبة أو جارة لست ساعات أو تزيد، لا تدري هذه الأم ما إذا كانت هذه البديلة تهتم فعلا بوليدها أو تؤذيه أو تهمله، وحتى لو كانت على قدر من المسؤولية والحنان فهي لا تضاهي اهتمام الأم ولاحنانها. وهل تعوضه تلك المربية عن ضمه بين ذراعيها وإرضاعه؟ يظل قلب الأم معلقا وعقلها مشغولا بوليدها الذي لا يستطيع الشكوى ولا البوح عما جرى له في غيابها، لا هي أنجزت عملها باتقان وراحة بال، ولا طفلها أخذ جرعته من حنانها وغذاءه منها. لا أجد حرجا أبدا في جعل غرفة في مدرسة أو مؤسسة حكومية نسائية تخصص للمواليد، حيث تستطيع الأم في فترات الراحة أن تباشر وليدها بنفسها وترضعه ويكون تحت رعايتها وناظريها، غرفة واحدة فقط بها بعض أسرة ومربيات ثقة. نستطيع بذلك تجنب الكثير من الحوادث المؤلمة التي نسمع بها من حين لآخر عن قتل الشغالات للأطفال أو محاولة إيذائهم بطرق مختلفة نعلمها ولانعلمها، أو خطفهم أو غير ذلك مما ينتج عنه دمار أسري ونفسي لعائلة آمنة مستقرة.. كم أتمنى أن يعمم قرار بوجوب تفريغ حجرة (حضانة) في المدارس عسى أن يقلل ذلك غياب المدرسات الأمهات المتواصل والذي تأخذه المعلمة عذرا لرعاية مولودها مما ينتج عنه إهمال طالباتها وفوضى في الجداول المدرسية كثيرة التبديل والتغيير، مع تغيير المعلمات باستمرار. وبذلك نضرب عصافير بحجر. لينة عباس جدة