«الموارد» تطلق خدمة «حماية أجور» العمالة المنزليَّة في يوليو    أمير تبوك: خدمة الحجاج والزائرين شرف عظيم ومسؤولية كبيرة    تداولات ب 7 مليارات للأسهم.. المؤشر يقفز 43 نقطة    المملكة رائدة الرقمنة والذكاء الاصطناعي    «الممر الشرفي» يُشعل ديربي العاصمة    برشلونة يرتقي لوصافة الدوري الإسباني بهدفين في شباك سوسيداد    تعادل مثير لأستون فيلا مع ليفربول يقربه من دوري أبطال أوروبا    التجديد إلكترونياً لجوازات المواطنين الصالحة حتى (6) أشهر قبل العملية    سمو أمير منطقة الباحة يناقش في جلسته الأسبوعية المشروعات التنموية والخدمات المقدمة    أمير الباحة يستقبل مدير وأعضاء مكتب رواد كشافة بعد إعادة تشكيله    تغطية أرضيات مشعر منى بالسيراميك.    نائب أمير الرياض يرعى احتفال معهد الإدارة العامة بالخريج والوظيفة ال 28    قلق أممي إزاء عمليات التهجير القسري والإخلاء من غزة    أبل تطور النسخ الصوتي بالذكاء الاصطناعي    يدخل"غينيس" للمرة الثانية بالقفز من طائرة    الكويت في الصدارة مجدداً    سرابُ النصرِ وشبحُ الهزيمة    وزير الخارجية يصل إلى المنامة للمشاركة في الاجتماع التحضيري ل «قمّة البحرين»    أمير المنطقة الشرقية في ديوانية الكتاب    نائب أمير مكة: "لاحج بلا تصريح" وستطبق الأنظمة بكل حزم    الرياض ولندن.. شراكة وابتكارات    في لقاء مؤجل من الجولة 34 من الدوري الإنجليزي.. مانشستر سيتي يواجه توتنهام لاستعادة الصدارة    ضمن الجولة 32 من دوري" يلو".. العروبة في اختبار البكيرية.. والعربي يواجه الترجي    فابريزيو رومانو يؤكد: 3صفقات عالمية على أعتاب دوري روشن السعودي    بطلتنا «هتان السيف».. نحتاج أكثر من kick off    في الإعادة إفادة..    المملكة تتصدر اكتتابات الشرق الأوسط المنفذة والمتوقعة في 2024    تزايد الهجمات السيبرانية في ألمانيا والخسائر 1ر16 مليار يورو    وزير التعليم يزور مدرسة معلمة متوفاة    يستيقظ ويخرج من التابوت" قبل دفنه"    استمرار هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة حتى السبت المقبل    اللجنة الوزارية للسلامة المرورية تنظم ورشة "تحسين نظم بيانات حركة المرور على الطرق"    الداوود يتفقد نطاق بلدية العتيبية الفرعية ويطّلع على أعمال التحسين ومعالجة التشوه البصري    الرزنامة الدراسية !    ماهية الظن    فخامة الزي السعودي    استعراض الفرص الواعدة لصُناع الأفلام    الكويت.. العملاق النائم ونمور الخليج    آنية لا تُكسر    تركي السديري .. ذكرى إنسانية    «Mbc Talent» تحصد جوائز أفلام السعودية وتقدّم المنح    الصحة النباتية    الصحة.. نعمة نغفل عن شكرها    دور الوقف في التنمية المستدامة    الماء البارد    إزالة انسدادات شريانية بتقنية "القلب النابض"    «سعود الطبية» تنهي معاناة ثلاثينية من ورم نادر    حكاية التطّعيم ضد الحصبة    18 مرفقاً صحياً لخدمة الحجاج في المدينة    ما رسالة أمير حائل لوزير الصحة؟    أمير المدينة يرعى تخريج طلاب جامعة طيبة.. ويتفقد مركز استقبال الحجاج بالهجرة    محافظ الخرج يستقبل رئيس جامعة سطام    فهد بن سلطان: خدمة الحجاج والزائرين شرف عظيم ومسؤولية كبيرة    الدكتوراه الفخرية العيسى    النزوح الفلسطيني يرتفع مع توغل إسرائيل في رفح    القنصل العام في لوس أنجلوس والملحق الثقافي في أمريكا يزوران الطلبة المشاركين في آيسف    أمير تبوك يرعى حفل تخريج طلاب وطالبات جامعة فهد بن سلطان    استقبل محافظ دومة الجندل.. أمير الجوف يشيد بجهود الأجهزة الأمنية والعسكرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أفشلت مشروع تحويلي إلى شيخ والعصا نفرتني من العلم الشرعي
حوار الأسبوع عشقت الأدب في قهوة عروة وأحببت طه حسين بالسماع.. الأستاذ الدكتور أحمد الضبيب ل «عكاظ»:
نشر في عكاظ يوم 11 - 09 - 2009

لم أجد غيورا يفني نصف قرن من عمره دفاعا عن لغة القرآن الكريم في مجتمعنا كالأستاذ الدكتور أحمد الضبيب الذي تتنحى أمام صرامته وانضباطه العلمي كل الألقاب الوظيفية .. فالرجل مازال متمترسا في خندق الدفاع عن اللغة العربية ويقاتل بشراسة كل متصيد ومعتد عليها .. جاء حديثه نكئا للجراح والدمامل، التي أصابت جسدها بالهزال فأرسل إشارات حادة ، وألقى أحجارا في المياه الراكدة من المحيط إلى الخليج، وكشف عن إسقاطات فاضحة وجرائم ترتكب بحقها علنا فأصبحت ضحية يومية تنحر من الوريد إلى الوريد على مذبح التغريب والفرنجة .. حوار يحمل في ثناياه عيارات تصيب في مقتل وليتها تجد من أصحاب القرار رجع الصدى .. بدأناه بنبش ذاكرته الثمانينية ومراحل طفولته التي جعلت منه مكيا ومدنيا في آن واحد ..
ولدت في شعب عامر في منطقة تسمى بئر الحمام وكان بيتنا عبارة عن حوش وحوله عدد من الغرف، وأمام منزلنا يسكن الشيخ سليمان الصنيع وبيته أرفع من بيتنا وقد حدثتني الوالدة أنني عندما بلغت الأربعين يوما أخذتني كعادة المكيات ونزلت بي إلى الحرم المكي الشريف مع بعض صويحباتها وهناك طفن بي حول الكعبة المشرفة، وعندما انتهى طوافهن أخذني المطوف منهن ووضعني على عتبة باب الكعبة على الملتزم وبقيت برهة والمطوف يدعو وهن يرددن وراءه وأنا شاخص ببصري إلى الباب، لم أبك ولم أنغص عليهن متعتهن الروحية، ورجعت أمي إلى البيت وهي سعيدة، وبقيت مدة طويلة تكرر ما حدث على مسامعي، فتختلط في نفسي مشاعر الزهو والسعادة، بالرهبة والخشية، ولعل في ذلك أثرا في بعض تصرفاتي.ولعلها أعطتني رفقا لكي أراعي ذلك المشهد العظيم الذي كنت فيه وتشكلهذه المسألة رادعا دائما لي.
• الوالد لم يكن موجودا وقتها في مكة؟
والدي وصل إلى مكة المكرمة عام 1346ه من الكويت وكان شابا في السادسة والعشرين من العمر ويبحث عن وظيفة فوجد إعلانا في جريدة أم القرى تعلن فيه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن رغبتها في شغل وظيفة كاتب ولم يكن قد مضى على إنشائها سوى سنتين فقط، فتقدم بحكم مالديه من معرفة جيدة بأمور الدين والكتابة والحساب لدراسته في الكويت على يد علماء بالمدرسة المباركية إضافة إلى ملازمته الدائمة لخاله الشيخ سليمان الحمدان وتقدم معه خمسة اثنان منهما تم استبعادهما بسبب التدخين وثالث تفوق عليه الوالد في الحساب والفقه، وكان الشيخ عبد الظاهر أبو السمح رحمه الله رئيسا للهيئة وإماما للحرم في نفس الوقت، ثم عمل بعد ذلك في مديرية الأوقاف في مكة وفي هذه الفترة جاءت ولادتي، و خلال السنوات الخمس التي عشتها في مكة كان والدي يعلمني المبادئ الأساسية للقراءة والكتابة ثم جاءت فترة اضطر فيها للرجوع إلى الكويت لظروف عائلية فبقيت أربع سنوات هناك ودرست بعض المراحل الأولية في المدرسة المباركية وفي رياض الأطفال التي افتتحت لأول مرة.
• عايشت مرحلة الفقر والمعاناة ؟
نحن من أسرة متوسطة الحال والحمد لله، وحياتنا كانت جميلة وبسيطة وأوقاتنا مرتبة بشكل جيد، والوالد رحمه الله كان جادا في تربيته لنا ولم يقبل بأن العب في الشوارع مثل بقية أبناء الحي ففتح لي دكانا في البيت كنت أبيع فيه بشكل جيد
ولو استمر بي الحال في التجارة منذ ذلك الوقت لكنت الآن من رجال الأعمال في المملكة، وأتذكر أننا سكنا في حارتين في المدينة المنورة بدءا بجوار التاجوري في ثم زقاق الطيار وآخر سكن لنا كان في الباب المجيدي وكل بيوتنا دخلت في توسعة الحرم النبوي الشريف الآن.
• يقال إنك رفضت رغبة والدك في دراسة العلم الشرعي؟
عندما عدنا إلى المدينة المنورة أدخلني مدرسة العلوم الشرعية لرغبته في أن أسلك طريقه الشرعي وأكون شيخا مثله، ولكنني صدمت من قسوة أحد الأساتذة وحمله للعصا دائما رغم إخلاصه وحبه للتدريس فنفرت من الدراسة وأبديت لوالدي رغبتي في الالتحاق بالمدرسة المنصورية الابتدائية فوافق وأكملت فيها من الصف الرابع وبعد أن حصلت على الشهادة الابتدائية أصر الوالد على عودتي للمعهد لدراسة العلم الشرعي رغم وجود ثانوية طيبة التي كانت تعطي شهادة أقل من الثانوية فيذهب الطالب للحصول على الشهادة الثانوية من مدرسة تحضير البعثات في مكة المكرمة فيما كان المعهد العلمي في المدينة يعطي الشهادة الثانوية ويصبح من حق الثلاثة الطلاب الأوائل الابتعاث إلى مصر ولرغبتي في هذا الأمر فقد اجتهدت حتى حصلت على المركز الأول في المعهد والثاني على المملكة وكان الدكتور عبد العزيز الفدا الأول على المملكة ومرة أخرى تدخل الوالد وطلب مني عدم السفر إلى مصر فاستعنت بوالدتي لإقناعه ففتحت الأبواب لي.
• بمعنى أن أهدافك كانت واضحة ولم تترك شيئا للصدفة؟
الوالد أراد أن أدرس في كلية الشريعة في مكة وفي ذلك التوقيت كنت متشبعا بموضوع الأدب ومعي زميل عمري الدكتور عبد الرحمن الأنصاري الذي زاملني من الرابعة الابتدائية إلى الآن فهو زميل العمر دراسة وعملا، فالعزم على دراسة الأدب ظل هاجسا يطاردني كل يوم خصوصا بعد أن تشبعت من قراءة الكتب لعمالقة الأدباء في تلك الأيام، طه حسين والعقاد وأحمد أمين والزيات والرافعي، وكانت الصحف السعودية والمجلات المصرية تصل إلى المدينة المنورة بانتظام فنتابعها خاصة ما كان منها متعلقا بالثقافة والأدب، ومن آثار نشاطنا أن أصدرنا في المعهد مجلة تكتب باليد ووزعنا أعدادا منها كما أتفقت مع زميلي عبد الرحمن الأنصاري ومحمد الصالح أن نجتمع دوريا لقراءة بعض الكتب الأدبية والتعليق عليها ومكاتبة مؤلفيها والتعرف عليهم ورصدنا ذلك في شكل اتفاق مكتوب وكانت نتيجة اجتهادنا أن تفوقنا حتى على أساتذتنا الذين يدرسوننا.
• ومن منهم شجعك على القراءة وتبناك؟
أكثر من شجعني على القراءة والدي رحمه الله وله فضل كبير علي من خلال مكتبته الجيدة التي كنت أقضي فيها أكثر وقتي لدرجة أني تسببت في تمزيق وكتابة الكثير من الملاحظات على كتبه خصوصا المجلات المصرية كالهلال والمنار، وبالمناسبة فمن الأشياء التي لاتنسى في تلك المرحلة أنني كنت أخرج زميل عمري الدكتور عبدالرحمن الأنصاري إلى قهوة عروة في المدينة المنورة ونحمل معنا تلقيمة الشاهي التي نشتريها بقرشين ثم نعطي القهوجي قرشا ليعملها في البراد وكنا في هذه الطلعات نقرأ ونتسامر مع بعضنا فازداد عشقي للغة العربية وفنونها.
• من الهدوء والسكينة إلى مجتمع صاخب ومنفتح أكيد أنك تعرضت لصدمة حضارية؟
لا، وتبع ذلك وقوع الحرب أيضا ولكنني بفضل الله لم أصب بهذه الصدمة لأنني زرت القاهرة قبل أربع سنوات عام 1952م أثناء وجود شقيقي عبد الله للدراسة فيها وكان كل شيء جميلا ولم نشعر فيها بالغربة.
• وتحقق حلمك بالاستماع لعميد الأدب العربي؟
بدون شك، مع أنني لم أدرس عنده وإنما حضرت محاضراته في الدراسات العليا كل يوم أربعاء في جامعة القاهرة مع جملة المعجبين الذين كانت تمتلئ بهم مدرجات القاعة ،وأنا من المعجبين بالدكتور طه حسين وفكره وقرأت كل كتبه والرجل ظاهرة جميلة وجيدة بالرغم من بعض آرائه في فترة الشباب، لكنه بعد ذلك ركز على ثوابت معينة فلم يعد ذلك الشاب النزق عندما تخرج من فرنسا وقد تغير في آخر أيامه ونضج فكره وأصبح أقرب إلى الواقعية والفهم العميق للحضارة والتراث الإسلامي واللغة العربية.
• وعباس العقاد؟
العقاد كاتب كبير وله اتجاه إسلامي جيد ولكنه ليس منهجيا مثل الدكتور طه حسين ويكتب ولاتعرف مصدر معلوماته ويتكلم كأن الشيء خارج منه فقط وهو بلا شك يعتمد على مصادر ولكنه لايفصح عنها.
• ولكنك تأثرت أكثر بفطاحلة الأدب في كلية الآداب؟
الفوائد التي أخذتها في فترة وجودي في مصر اجتماعية أكثر منها علمية واطلعت على أشياء لم أكن أعرفها وتعاونت مع أمور لم يكن بالإمكان التعامل معها في المملكة وكنت كمن خرج من القمقم إلى محيط كبير وتكونت شخصيتي هناك، ومارست الحياة الطبيعية ولم أكن منعزلا، وهذا كله لاينسيني فضل أساتذتي الكبار الذين تتلمذت عليهم كالدكتور شوقي ضيف والدكتور حسين نصار والدكتورة سهير القلماوي والدكتور شكري عياد وغيرهم.
• جربت الحب في تلك الأجواء الرومانسية ؟
لم أجرب الحب إلا في الخيال ولا أخفيك أننا ذهبنا بكثير من القيم واحترام المرأة والحياة وسيطرة الحرام والحلال على سلوكياتنا نتيجة التربية الدينية الجيدة التي تلقيناها وإلا فالمغريات كثيرة.
لندن كانت بالنسبة لك نقطة التحول الحقيقية وليست القاهرة كما حدث مع زملائك؟
عندما ذهبت إلى بريطانيا تعبت اجتماعيا ولكنني استفدت فائدة عظيمة وأنا أدين لهذه الفترة في تكويني العلمي الحقيقي لأنني أخذت المنهج ووفقت في مشرف مخلص ودؤوب وعالم حريص على علمه هو الدكتور (سرلين) وهو أمر لم يتهيأ لكثير من زملائي الذين درسوا في بريطانيا في ذلك الوقت، فبعضهم لم يكن يرى المشرف إلا مرة أو مرتين في السنة بينما كان المشرف على رسالتي يراني مرتين أسبوعيا ويناقشني في كل مرة ماذا فعلت؟ والطريف في الأمر أنني ذهبت في اليوم الأول لمقابلته وفي يدي خطة البحث على طريقتنا فنظر إلي وقال لي: بدري وتحتاج إلى فترة كبيرة للتهيئة، فقلت له: ماذا تقصد، فقال لي: أقصد أن تقرأ التراث الغربي من جديد وأن تعرف بعض اللغات السامية وكذلك بعض اللغات الأخرى كالفرنسية والألمانية على الأقل، وبعد ذلك نجلس سويا فنرى ماذا نكتب وماذا نصنع وأخذت هذه القضية مني سنتين كاملتين لكنني بعد ذلك انفتحت على آفاق رائعة من المعرفة لم أكن أحلم بها وكان يسألني أسبوعيا: ماذا قرأت وقدم لي تقريرا بما صنعت وبهذا الشكل درست التراث الغربي دراسة مستوعب وليس قراءة عابرة ودرست كل ماكتب حوله من المستشرقين وغيرهم ودرست الأرامية والسريالية والعبرية كمبادئ منهج وتعرفت على علاقتها باللغة العربية وعشت في المكتبة من الصباح إلى الساعة الثانية عشرة ليلا وخد ما تشاء من الكتب ولو طلبت كتابا من الصين يحضرونه لي ..فماذا أريد أكثر من ذلك؟ وكانت هذه المرحلة جنة من جنان المعرفة بالنسبة لي.
• لم تكن قد تزوجت بعد ؟
مع بداية السنة الثانية لمرحلة الدكتوراة تزوجت من قريبة زوجة الشيخ منصور الخريجي وأخذتها معي إلى لندن.
• حصلت على الماجستير والدكتوراة في رسالة واحدة؟
المفروض أنها رسالة ماجستير ولكن البريطانيين إذا وجدوا جدية من الطالب ورسالته ناضجة وجيدة فيتم رفعها إلى الدكتوراة وهذا ماحصل معي حيث مدد لي في الوقت فأخذت الدكتوراة في خمس سنوات من 1961م إلى 1966م.
• الكل يعتبر أن جيلكم أحدث فارقا تاريخيا في الحركة الأدبية والثقافية في المملكة ؟
هذا صحيح، فعندما عدنا إلى المملكة وكنا ستة تقريبا كان في ذهن كل واحد منا شيء معين يريد أن يطبقه وفقا لما رآه ، وأن نطور ونحدث أثرا في حياتنا الثقافية خصوصا أن جامعة الملك سعود كانت في بداية نشأتها وممتلئة بالأساتذة المتعاقدين وأردنا أن تكون نموذجا كالجامعات التي درسنا فيها، فهي أنشئت في البداية على نمط جامعة القاهرة التي مازالت على وضعها منذ مائة عام فيما اقتدت جامعة الملك سعود بالجامعات البريطانية والأمريكية بعد ذلك وتطورت بشكل كبير جدا وكنت قد عملت رسالتي في الأمثال العربية القديمة ومقارنتها بالأمثال السامية وهذه الأمثال لها جانب في التراث الشعبي، ولم أكن مهتما بهذا الجانب عندما كنت في جامعة القاهرة إلا أن مداركي تفتحت في بريطانيا عندما أصبحت عضوا في جمعية الفولكلور الإنجليزية فأصبحت مهتما بالتراث الغربي القديم والحديث وحاولت أن أجمع مفردات هذا التراث الشفهية والعينية والفنية لأنني كنت أتوقع وهذا ما حدث أن الزمن سوف يقضي على اللهجات القديمة، وأسست جمعية اللهجات والتراث الشعبي وسجلنا الكثير من المفردات في صورة أشعار وأمثال وأغان ورقصات وكنت أذهب إلى حراج بن قاسم ومعي زميلي الدكتور حسن شاذلي فرهود عالم النحو المعروف وهذا الرجل كان معي في جمعية اللهجات فكنا في كل يوم ننزل سويا فنشتري مانراه سواء على حسابنا أو على حساب الجامعة كما اشترينا من بعض الأشخاص المهتمين بهذا الجانب من مكة ونجد ثم أسست متحفا وكلما وجدت بقايا موجودة أشتريها ونظفتها فتكون لدينا رصيد هائل، ثم أصدرت كتاب الأمثال لأبي قيد الدوسي عام 1390ه وهو أول كتاب أدبي لأكاديمي سعودي فوجد رواجا ملفتا واهتم به المفكرون والباحثون كالأساتذة أحمد عبد الغفور عطار ومحمد إبراهيم الغزاوي رحمه الله، وفي ذلك الوقت كانت كل المملكة تحتفي إذا صدر كتاب أما الآن فتصدر الكتب بالعشرات ولا تشعر بشيء والسبب الكثرة بدون فائدة فأصبح الصدى قليل جدا لما يؤلف.
• ولكن قسم اللغة العربية تراجع بعد توليك مسئوليته ؟
لا، لم يتراجع ولكن نشأت لدينا مشكلة في استقطاب الطلاب بسبب تخفيض المكافأة الشهرية لطلاب كلية الآداب، لكننا لم نيأس وطورنا القسم وأصبح أكثر انضباطا من ذي قبل وعندما انتقلت إلى قسم شؤون المكتبات كأول عميد لهذا القسم على مستوى جامعات المملكة كانت تستهويني فكرة أن أنقل التجربة البريطانية وكانت المكتبة صغيرة ومحدودة جدا وبها ثلاثون ألف عنوان فقط واستخدمت كمستودع للكتب والأشخاص الذين يرغبون في التخلص منهم، فقلبت عاليها سافلها وتوسعت المكتبة خلال ست سنوات وتركتها وبها أكثر من مليون عنوان كما تطورت ميزانيتها من نصف مليون إلى ثمانية ملايين ريال ثم أصبحت لنا مبادرات وشراكة مع دور النشر الخارجية وأقمنا أول معرض دولي للكتاب في المملكة وأستمررنا لأكثر من تسع سنوات على هذا المنهج وأدخلنا الرياض على خارطة المعارض الدولية ثم تولت المسألة وزارة التعليم العالي والآن وزارة الثقافة والإعلام.
• وكدت أن تكون في عداد الأموات وأنت عميد لشؤون المكتبات؟
هذه حادثة لا أنساها أبدا وأنجاني الله منها بفضل دعاء الوالدين فقد ذهبت إلى السودان لأول وآخر مرة عام 1979م لحل مشكلة رفض جامعة الخرطوم السماح بسفر أمناء المكتبات ووقتها كنت مسؤولا عن عمادة شؤون المكتبات في الجامعة فاضطررت للتحرك بنفسي وعندما وصلت للخرطوم وأنهيت المشكلة وبحثت عن طائرة للعودة فوجئت بعدم توفر حجوزات طيران على الخطوط السعودية وكذلك السودانية إلى المملكة لمدة شهر فاستعنت بالملحق الثقافي السعودي آنذاك وتم توفير مقعد لي في اليوم التالي مباشرة، وبعد صعودنا إلى الطائرة تم الإعلان عن تأخر الإقلاع وأطفئت أنوار الطائرة بسبب وصول طائرة الرئيس السوداني جعفر نميري فانتظرنا حتى هبطت على المدرج ثم تحركت طائرتنا للإقلاع وفي هذه الأثناء حدثت ثورة الشيوعيين الدامية ضد نميري وقتل معظم من في المطار آنذاك وأنقذتني العناية الآلهية من موت محقق وكانت هذه رحلتي الأولى والأخيرة للسودان ولاأظن أنني سأعود بعدها.
• يقال إنك جاملت عمداء الكليات العلمية على حساب الأقسام الأدبية التي خرجت منها لإدارة الجامعة؟
يعلم الله أنني عاملتهم جميعا بما يستحقون ولم أتجاوز عن ذلك .
• مابين جامعات القاهرة وليدز والملك سعود .. أين نحن من قضية التقاليد الجامعية يادكتور أحمد؟
قضية التقاليد غير موجودة في عموم جامعاتنا، والسبب أننا مع بداية العمل الجامعي لم تكن لدينا تقاليد موجودة وأصبحت قضية السعودة الشغل الشاغل فرئيس القسم لابد أن يكون سعوديا وهو لايملك درجة الأستاذية، ولم نشترط في العميد أن يكون أستاذا أو أستاذا مشاركا وإنما يوضع حتى لو كان أستاذا مساعدا، فالتراتبية التي يحب أن تكون موجودة في الجامعات لم توجد ذلك الوقت ولكنها بدأت تظهر الآن وهذا ماجعل الأمور تختل، ولوسارت الأمور وفق التقاليد بأن الأستاذ غير الأستاذ المشارك أوالأستاذ المساعد، وأن العميد ورئيس القسم وحتى وكيل الجامعة ومديرها لابد أن يكونوا أساتذة بمعنى ( full professor ) لأصبحت لدينا تقاليد مثل الآخرين.
• ألم تحاول وضع بصمتك الخاصة عندما كنت مديرا للجامعة؟
حاولت بقدر الإمكان وفي آخر أيامي تطورت بهذا الشكل، وأتذكر عندما أصبحت وكيلا للجامعة أنني كنت الأول في هذا المنصب برتبة أستاذ فيما كان وكيل الجامعة يعين من قبل أستاذا مساعدا ويأخذ الأستاذية بحكم المنصب وليس بأستاذية علمية، وكذلك مدير الجامعة فيصبح أستاذا بحكم المنصب وكان راتبي أكثر من راتب وكيل الجامعة المعين في المرتبة الخامسة عشرة، وكنت أنا والدكتور عبد الغني حمزة وكيل جامعة الملك عبد العزيز نعاني من هذا الأمر لأن رواتبنا نقصت ورفعنا خطابات بشأنها ومن بعدها أصبح وكيل الجامعة يعين بالتكليف.
• سمعنا عن ترؤسك لجنة للفراغ النظامي ولكنها ماتت في مهدها دون أي أثر ؟
عندما كنت وكيلا لجامعة الملك سعود كلفت برئاسة هذه اللجنة فقط وموضوعها كان طارئا وليس دائما ولم تستمر.
• حضرت أمينا عاما لجائزة الملك فيصل العالمية وغادرتها بهدوء.. لماذا؟
ذهبت لجائزة الملك فيصل وأنا أتولى مسؤولية عمادة المكتبات في الجامعة، وبعد أن عينت وكيلا للدراسات العليا والبحث العلمي لم يعد باستطاعتي الجمع بين العملين فقررت التفرغ لعملي الأساسي، ولكني مازلت أشعر بالفخر لما أنجزناه ونجحنا في وضع أسسه والانطلاق بهذه الجائزة خلال عام واحد.
• اعتمدت على رؤيتك الشخصية وعلاقاتك؟
فلسفتي كانت ومازالت تعتمد على قلة عدد الموظفين وحصر الأمر في أضيق دائرة للانتاج، واستمررت مدة طويلة أعمل كأمين عام مع سكرتير واحد فقط وتعاونت معنا جائزة نوبل وجهات أخرى فوضعنا لها أنظمة وقواعد وأنجزنا من الأعمال مالايصدقه عقل خلال مدة وجيزة.
• والفارق بينها وجائزة نوبل؟
لا يوجد فرق كبير بينهما فجائزة الملك فيصل عالمية ومفتوحة للعالم كله وفيها إنجازات كبيرة جدا ويكفي أن من أخذوها أخذوا بعدها جائزة نوبل أيضا وليس العكس وخصوصا في الطب والعلوم وهذا يعطيك فكرة عن أسس الجائزة وضوابطها الصارمة فليس فيها مجاملات لأحد .
• الغريب أنك تركت كرسي التدريس ورضيت بنظرية (مت قاعدا) وأنت قادر على العطاء؟
منذ أن تقاعدت لم يطلبني أحد للتدريس ولاتوجد لدي موانع ، والحقيقة أن جامعة الملك سعود اتصلت بي من حوالي شهرين وسألوني عن رغبتي في التعاون معهم فأبديت موافقتي على ذلك بدءا من العام القادم .
• هذا يعني أنك مشغول الآن بمشروع معين؟
لدي مايشغلني دائما في البحث والتحقيق حتى عندما كنت مديرا لجامعة الملك سعود، وأعترف بأنني قصرت في حق أسرتي وأولادي ومازلت بسبب هذا الأمر فأنا مازلت رئيسا لتحرير مجلة العرب ولدي بحوث ودراسات تشغلني.
• المجلة التي ترفض التجديد؟
هذا قرار اتخذته أسرة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله برفضهم التجديد الشكلي للمجلة وابقاءها على ماهي عليه، لكننا نمارس فيها من الداخل تحديثا دائما.
• بقيت اثنتي عشرة سنة عضوا في مجلس الشورى ولكن بلاحراك ملفت.. لماذا؟
عضوية مجلس الشورى تعطي الإنسان إطلالة مهمة على المجتمع بكل فئاته ومؤسساته ونشاطاته وليس شرطا أن يكون وجود العضو مدافعة فقط عن هذه أو تلك.
• ومناوشاتك مع الشيخ عبدالله بن خميس .. أين رست يادكتور؟
لم تكن أكثر من مقالين ، فقد كان عندي مقترح أن يسمى الشعر الشعبي ب(البدوي) على تسمية إبن خلدون له على ضوء ماسمعه من بدو بني هلال في تونس، لأن الشعر الشعبي ليس له قائل ويشيع بين الناس كأناشيد الفرح والفلاحين والأمثال وهذه كلها ليس لها قائل معروف فلماذا نسميه شعرا شعبيا؟.. فالشيخ عبدالله شافاه الله رد علي دفاعا عن كتابه الذي أسماه (الشعر الشعبي في جزيرة العرب ).
•وهذا يتعارض أيضا مع فلسفتك لقضية التراث الشعبي؟
بصراحة، لاأوافق على كثير مما يسمى ب(التراث الشعبي)، وهو ليس الشعر النبطي المعاصر وجوائز شاعر المليون وغيرها وإنما التراث القديم غير المكتوب الذي كان يلقى شفاهة بين الناس ومحفوظ في الصدور وليس له قائل أو أن قائله أمي وليس مسجلا..هذا الذي نريد أن نحفظه أما هؤلاء الشعراء الشعبيون فليسوا شعبيين.
• هذا موقف حاد ومتصادم مع موروث يفرض نفسه في الساحة؟
أنا ضد التطرف فيها وزيادتها والمبالغة فيها ووضع الجوائز لها بهذا القدر واعتمادها على التسطيح والتصويت.
• ولكن هناك إجماع على نجاح برنامج (شاعر المليون) ؟
برنامج بهذا الحجم لاينجح فيه المستحق لأنه يعتمد على التصويت و التحزب والاصطفاف بشكل قبلي وهذا أمر لايصح فالفن يجب أن تحكم فيه هيئات علمية متخصصة تعطي رأيها بشكل مدروس وليس عامة الناس، كما أن هذه الأجواء غير الصحية تفرق الناس وتشتتهم ولا يمكن أن نبني مجتمعا بهذا التشرذم.
• يادكتور.. اللغة العربية نفسها تنحر من الوريد إلى الوريد كل يوم في حياتنا وشوارعنا وتعاملاتنا؟
البلوى أصبحت كبيرة جدا، وللأسف أن هناك من المسؤولين من ينفذ هذا الأمر ولا يحاول أن يوقف المد فقلبه مع اللغة العربية وسيفه مع اللغة الأجنبية والموضوع يحتاج إلى أنظمة وقوانين لديها شعور كبير بأهمية اللغة العربية فإلى جانب أنها لغة القرآن والدين والثقافة والحضارة والتراث العربي فهي اللغة الرسمية للمملكة، والمادة الثانية من نظام الحكم تنص على ذلك وطالما هي اللغة الرسمية فلا بد أن يكون هناك قانون يحميها ويفسر هذه الفقرة ويدافع عنها والواقع يقول إن اللغة العربية ممتهنة أشد الامتهان.
• تقصير من القطاعات الثقافية كالأندية الأدبية والجامعات مثلا؟
هذه مسؤوليتها أكبر وينبغي أن تدافع عنها السلطات الموجودة من خلال مجمع لغوي تكون له سلطة لغوية على المجتمع بحيث يرتب الأمور ويدافع عن اللغة ويحميها ويقدم البدائل، أما الجامعات فقصة أخرى وفيها انحراف شديد عن نصوص النظام التي تؤكد على استخدام اللغة العربية كلغة رسمية ويجوز في حالات خاصة وبموافقة مجلس الجامعة عند الاقتضاء استخدام لغة أخرى، لكن انعكست الأية فأصبح الأصل هو الاقتضاء وتحولت اللغة العربية إلى لغة ثانية وهذه انتكاسة كبيرة وأعتقد أن هذه الجامعات لن تسهم في توطين العلم والتقنية في البلاد إلا إذا استخدمت اللغة العربية أما إذا استخدمت اللغات الأجنبية فستظل عالة ولن يتوطن لدينا شيء ولن نبدع إلا بلغتنا.
• أعتقد أن اقتراح المجمع اللغوي قديم؟
طرح ومر على مجلس الشورى عام 1420 ه ووضع له نظام ورفع للمقام السامي منذ عشر سنوات.
• المشكلة أننا أصبحنا مضطرين للتراجع عن لغتنا مقابل الإنجليزية التي تعد لغة تخاطب عالمي لجميع الشعوب؟
للأسف أن سوق العمل لدينا (منقلز ومفرنج) ولا نستطيع أن نفرض اللغة العربية إلا إذا كان لها سوق، ولا أدري لماذا يصر رجال الأعمال والعاملين في سوق العمل على استخدام الإنجليزية ،ولماذا لانتعاطى من خلال فاتورة بقالة أو سوبر ماركت بالعربية وليس الإنجليزية ، فأنا كمواطن لا أعرف الإنجليزية وأريد أن أعرف ما أخذت بلغتي العربية وكذلك السجلات والفواتير لماذا لاتكتب بالعربية أيضا ؟ لأننا جئنا بعمالة من الخارج مع أن لدينا عمالة من السعوديين والعرب تستطيع أن تقرأ وتكتب الفواتير بالعربية.
• تشعر بحالة انفصام بين وضع الأنظمة وتطبيقها على أرض الواقع؟
هناك نوع من الشذوذ في هذا السوق فكل بلدان العالم تكتب بلغتها ففي كوريا وجدت أن السوبر ماركت والمحلات الكبيرة تكتب بالكورية وليس فيها حرف من اللغة الإنجليزية، ويرتادها كل الناس وكذلك في اليابان وألمانيا وفي فرنسا لايقيمون للإنجليزية وزنا وهؤلاء أقرب للإنجليز منا ومع ذلك يتمسكون بلغتهم لأنها قضية كرامة بالنسبة لهم، أما نحن فمستهترون بكرامتنا وثقافتنا وقيمنا وحضارتنا والله يعلم إلى أين سنذهب، وأنا أقول مما درسناه في التاريخ أن العرب ينقسمون إلى ثلاثة أقسام عرب بائدة وعاربة ومستعربة وإذا استمررنا على هذا النهج فسنضل إلى مرحلة العرب الغاربة.
• كأني بك.. لست متفائلا في الجامعات الجديدة التي انتشرت في معظم مناطق المملكة ؟
السؤال ماذا نريد من هذه الجامعات؟ وهل الواجب أن نجعل من كل سعودي جامعيا، وهل هذا موجود في العالم كله؟ وهل هو دليل تقدم؟ وإذا كان من المعروف الآن أن كثيرا من تخصصات الجامعات لاتنسجم مع سوق العمل فلماذا نؤسس لجامعات جديدة؟ وماذا تعمل هذه السبعة ملايين من العمالة الوافدة؟.. أعتقد أن أكثرهم يعملون في مواقع يمكن استيعاب السعوديين فيها بشيء من التدريب، ومن ثم فنحن بحاجة لمعاهد تدريب أكثر من حاجتنا إلى جامعات .
• هاجمت دكتوراة الصيف كثيرا في عدة مقالات صحفية .. لماذا؟
لأن الدكتوراة الآن لم تعد لقبا يشرف صاحبها فقد ابتذلت ابتذالا شديدا وفقدت ذلك المفهوم السابق الذي نفهمه بحيث يمثل الدكتور مرجعية في تخصصه وفنه فالدكتوراة فلسفة وسيطرة على التخصص من جميع أقطاره، وللأسف أن كل ماهو موجود الآن غثاء وأصبح كل من هب ودب دكتورا ضمن نظرية الاستهلاك بحيث تصبح الدكتوراة مثل البضاعة المستهلكة، فلم تعد هناك قيمة للعلم.
• مسألة غياب ضوابط ؟
صعب أن تسيطر على الوضع في ظل غياب هيئة اعتماد أكاديمي لاعتماد الشهادات والمسألة ليست مرتبطة بوزارة التعليم العالي لأن الناس لا يريدون الشهادات من أجل التدريس في الجامعة وإنما كوجاهة اجتماعية وهناك من يعطيهم هذا المظهر بثمن بخس ولا قيمة لهذه الدكتوراة في سوق العمل.
• لديك شاعرية مخبأة كما يقول الدكتور منصور الحازمي .. فلماذا لاتظهرها ؟
الشعر بالنسبة لي حاضر دائما منذ أن كنت طالبا في معهد العلوم الشرعية في المدينة المنورة، وقلته في مسامراتي مع زملائي ومنافساتنا مع المدارس الأخرى وعندي ديوان صغير قد يظهر في يوم ما، ونشرت لي في تلك الفترة أول مشاركة في شكل نشيد وطني في جريدة البلاد السعودية.
• ولكنك توقفت بعد قصيدة نسرين ؟
ولدت نسرين واحدة من بناتي ومن نصيبها أن قلت فيها شعرا ساعة ولادتها فقط فخرجت تلك الأبيات.
• ولماذا تعترض على تدريس الإنجليزية لأطفالنا الصغار؟
اللغة الإنجليزية أصبحت تفرض على أبنائنا وتقنن لقمة عيشهم وهذا لايصح، لأنه من حق كل إنسان أن يحصل على العمل بلغته، كما أن من حق الطفل أن يتعلم بلغته وهو أمر منصوص عليه في حقوق الطفل الدولية كمادة ثابتة ، ومايحدث حاليا من فرض اللغات الأجنبية عليهم منذ الصغر وتنحية العربية مسخ لهم ويتعارض مع أبسط حقوق الإنسان.
• ومشروعك القادم ؟
أكثر جهودي مسخرة للخارج حاليا لعضويتي في عدد من مجامع اللغة العربية ومؤسسات البحث العلمي في أكثر من قطر عربي، ولعل من الطريف أن أذكر هنا أنني شاركت في المؤتمر الأول للأدباء السعوديين الذي عقد في مكة المكرمة عام 1394ه وقدمت بحثا عن نظرة في حركة إحياء التراث في المملكة وبعدها انفتحت لي الأمور ومازلت منذ ست وثلاثين سنة أعمل على إنجاز هذا الحلم العلمي الذي أعكف عليه الآن، والحقيقة أنني كنت واعيا منذ صغري بأهمية ماأكتب فاحتفظت بكل مسوداتي ودفاتري وكتبي من مرحلة الابتدائية حتى الآن وكنت أضعها في صندوق خشبي وأقفل عليها بالقفل ومازلت أحتفظ حتى بالكتب الخاصة لوالدي وجدي أيضا وهذه قد تكون مقدمة جيدة لمذكراتي الخاصة في المستقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.