يعكف وزراء مالية وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة ال 20 نهاية الأسبوع في لندن، على دراسة الاقتصاد العالمي المتعافي لكنه في مرحلة نقاهة والبحث عن وسائل التصدي لأزمة جديدة وتفادي التجاوزات في المستقبل ولا سيما مسألة المكافآت المصرفية. وينعقد في هذا الاجتماع مساء اليوم والسبت لتحضير قمة رؤساء دول مجموعة ال 20 التي ستجرى في 24 و25 سبتمبر في بيتسبورغ في الولاياتالمتحدة. ويعقد هذا الاجتماع في وقت يبدو أن الاقتصاد بدا يتعافى. وخرجت فرنسا، ألمانيا، واليابان من مرحلة الانكماش في الربع الثاني من السنة الجارية وأخذ الاقتصاد الأمريكي يتحسن. وأعلن وزير الخزينة الأمريكي تيموثي غايثنر آخر مسؤول أمريكي يعرب عن تفاؤل حذر، أمس الأول أنه بدأ يرى «مؤشرات النمو (الاقتصاد) الأولى» في الولاياتالمتحدة والعالم، لكنه اعتبر أن الطريق «ما تزال طويلة» قبل العودة إلى النسق العادي. ولا تزال البطالة في كل البلدان تثير القلق. وبعد أن اتخذت إجراءات استثنائية لدعم البنوك والاقتصادات منذ سنة متسببة في أوضاع عجز ضخمة، يتوقع أن تبحث مجموعة العشرين في ضرورة تنسيق «استراتيجيات الخروج» من الأزمة. لكن وزير المالية البريطاني اليستير دارلنغ حذر أمس في حديث لصحيفة ذي إندبندنت، من وقف سابق لأوانه لإجراءات الدعم كي لا يتعرقل تعافي الاقتصاد بشكل دائم. وستبحث مجموعة ال 20 أيضا في وسائل تفادي أزمة جديدة. وستكون المكافآت المصرفية في صلب المناقشات، حيث إن الطمع في تلك الأموال الضخمة قد يكون سببا في انحراف البنوك نحو فقاعة قروض كالتي انفجرت منتصف 2007. وأبدى رجال السياسة اهتماما خاصا بهذه المسألة لا سيما أنها تثير استياء كبيرا في الرأي العام. وأقنعت فرنسا بعد معالجة داخلية «لفضيحة المكافآت» كما يسميها الرئيس نيكولا ساركوزي، الأوروبيين الآخرين «باتخاذ موقف مشترك قوي» حول هذه القضية. لكن سيصعب على وزيرة المالية الفرنسية كريستين لاغارد كسب تأييد البريطانيين لفكرتها المتمثلة في الحد من المكافآت لأنهم يريدون صيانة جاذبية «لا سيتي» (حي الأعمال اللندني). أما الأمريكيون فهم يرون قضية المكافآت المصرفية «خارج الموضوع» كما قال مسؤول أوروبي متأسفا.