وجد رأس المال السعودي في القنوات الفضائية مشروعا استثماريا مربحا ومضمونا في الوقت نفسه، ففي الوقت الذي يشكل مردوده عائدا مرتفعا قياسا بكثير من المشاريع الاستثمارية الأخرى، يبقى هامش المخاطرة فيه منخفضا لا يمكن قياسه بهامش المجازفة في الاستثمار في سوق الأسهم أو البورصات العالمية فضلا عن المجازفة في أسواق العقار أو الاستيراد والتصدير وغيرها من المشاريع الاستثمارية المختلفة. والاستثمار في القنوات الفضائية يأخذ أسلوبين مختلفين يتصل كل واحد منهما بالآخر وينفصل عنه في آن واحد، وإذا كان أحد هذين الأسلوبين هو امتلاك القناة التلفزيونية نفسها ومن ثم الاستثمار من خلال ما تقدمه من برامج أو تستقطبه من إعلانات، فإن الأسلوب الآخر يتمثل في اعتماد الإعلان عبر القنوات الفضائية واستقطاب المستهلكين والمنتفعين بما يتم الإعلان عنه من منتجات سواء كانت هذه المنتجات سلعا أساسية أو مجرد كماليات تغري بها الحياة المعاصرة وتحرض عليها الروح الاستهلاكية العامة. وإذا كان حضور المستثمرين السعوديين بدا واضحا في امتلاك عدد من القنوات الفضائية، فإن الحضور الأكثر وضوحا يمثله المستثمرون السعوديون المعلنون عبر مختلف القنوات سواء تلك المملوكة لسعوديين أو لغيرهم وسواء كانت تلك القنوات قنوات رسمية أو مملوكة للقطاع الخاص. وإذا كان العالم يشكو من ظاهرة الانفلات الإعلامي وخاصة ما يتصل بالفضائيات التي باتت تشكل خروجا على القيم والأعراف والتقاليد الاجتماعية وتشكل بما تعرضه صدمة للذوق والآداب العامة، فإن من المفترض في تلك القنوات التي تعتمد على الاستثمار السعودي سواء كانت مملوكة من قبل سعوديين أو معتمدة على أموال المعلنين السعوديين أن تكون استثناء من بين تلك القنوات التي لا تتورع عن الخروج على قيم الأخلاق والمجتمع وأن تقدم نموذجا يحتذى في الإحساس بالمسؤولية الوطنية التي تجعل منها صورة صادقة لمصداقية السعودي المنتمي لهذه الأرض التي شرفها الله أن جعلها مهدا لخاتم الرسالات وقبلة للمسلمين من شتى بقاع الأرض. ولذلك كله يحق لنا القول إن من واجب المستثمر السعودي سواء كان مالكا لقناة فضائية أو داعما لها أن يستشعر مسؤوليته الوطنية ويترجمها في صورة تؤكد التزامه مستثمرا وداعما من خلال قنوات جادة ملتزمة لا تصدم الذوق ولا تخرج عن قيم الدين والأخلاق. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة