فقدت كرة القدم الجزء الأكبر من متعتها مع غياب الجماهير، وبرهنت الأزمة الصحية العالمية على أن المكونات الأساسية التي صنعت اللعبة الشعبية الأولى لم تكن تقتصر على فكرتها المجنونة بما فيها من جمالية الرسم التكتيكي وسحر مهارات اللاعبين بقدر الصخب والإثارة والحماس النابعة من هدير المدرجات. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل التأثير جراء غياب الجماهير عن حضور المباريات لانقطاع الشريان الرئيسي للدعم المادي عن أندية العالم ما نتج عنه تخفيض رواتب اللاعبين وتسريح عدد من الموظفين في الأندية، وصدور عدد من القرارات الصادمة التي خلقت وجهاً شاحباً للكرة لم نعتده، وهو ما أكده مدرب نادي نابولي الإيطالي جينارو غاتوزو بقوله «خوض المباريات بغياب مشجعين، وبجدول مزدحم باللقاءات، جعلني أشعر أن فريقي يلعب رياضة أخرى غير كرة القدم»، ووافقه مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان بقوله «لا توجد أفضلية. دائما أُفضل اللعب أمام جماهير ولو بعيدا عن ملعبنا لأن هذه هي كرة القدم». ومع إقرار العودة التدريجية للجماهير للمدرجات في جميع الملاعب بتواريخ مختلفة بما فيها ملاعبنا في ال17 من شهر مايو 2021 بنسبة 40% من سعة الملعب، تعود الحياة من جديد ويدبُّ النفس في الساحرة المجنونة بعد أن نظمت وزارة الرياضة؛ ممثلة بالإدارة العامة لتشغيل المنشآت الرياضية ورشة عمل لشرح بروتوكول عودة الجماهير الرياضية للملاعب، وذلك بحضور ممثلين عن الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين والأندية والشركات المشغلة والجهات المعنية. وكانت وزارة الرياضة أعلنت السماح بحضور الجماهير المحصّنين ضد فايروس كورونا في مباراة منتخبنا الوطني وفلسطين في شهر مارس الماضي بنسبة 40% من سعة الملعب. وأكدت الوزارة أن عودة الجماهير إلى المباريات بذات النسبة اعتباراً من تاريخ 5 شوال 1442، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية كافة. وهو القرار الذي علق عليه وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل عبر حسابه في تويتر قائلاً: «نسعد بعودة الجماهير للملاعب الرياضية من جديد. خالص الشكر والتقدير لقيادة وطننا الغالي على الجهود الكبيرة نحو العودة الآمنة للحياة الطبيعية».