صحيح أن اللقاحات المانعة للإصابة بفايروس كورونا الجديد تمثل الأمل الوحيد في إمكان دحر الجائحة المستمرة منذ عام. بيد أنها أضحت في الوقت نفسه مصدراً لعنف من نوع آخر! فقد غدت حراسة شحنات اللقاحات في الدول المتقدمة، بوجه الخصوص، تمثل همّاً ثقيلاً للحكومات الغربية، إذ إن اللصوص يحاولون سرقة شيء منها. وتصل قيمة بعض الشحنات التي ترسل بالقطارات، والشاحنات، والرحلات الجوية، والبحرية إلى المستشفيات، ومراكز التطعيم إلى مليارات الدولارات، ما يجعلها هدفاً ثميناً للباحثين عن الكسب السريع. ومع أنه يكفي ما سببه وباء كوفيد 19 من فقد للأعزاء، وآلام لملايين المصابين، وخسائر لآلاف الشركات والمتاجر والمطاعم؛ إلا أنه أضحى أيضاً سبباً لوقوع حوادث عنف ضد الكوادر الطبية في أرجاء العالم! في ما يتعلق باللقاحات؛ كانت الشرطة الخاصة بالاتحاد الأوروبي أصدرت إنذاراً في ديسمبر 2020 تحذر فيه من أنها تتوقع زيادة كبيرة في جرائم نهب شحنات اللقاحات. وأضافت أنها تتوقع أيضاً قيام الجماعات المناهضة للتطعيم بعمليات تخريب تستهدف مستودعات اللقاحات، ومراكز التطعيم. وشهد العام الماضي سرقة مليون كمامة طبية من مستودعات شركة للطيران في العاصمة الكينية نيروبي، فيما تمت سرقة قفازات طبية تبلغ قيمتها نحو مليون دولار من حاوية بولاية فلوريداالأمريكية. كما تمت سرقة 200 جهاز لتنفس الأكسجين كانت في طريقها إلى كولومبيا. وذكرت شركة إيسرز الهولندية المتخصصة في نقل الشحنات الحساسة، كالأموال، واللوحات الفنية، أنها اختارت 250 من نحو 600 سائق شاحنة يعملون لديها لقيادة الشاحنات المكلفة بنقل شحنات لقاح فايزر-بيونتك من مصنع فايزر في بلجيكا إلى الدول الأوروبية. وتم تزويد أبواب الشاحنات بأقفال رقمية يتم التحكم فيها عن بُعد. وقالت شركة سويدية متخصصة في نقل شحنات مواد الرعاية الصحية إنها عينت حراساً مسلحين لاصطحاب شاحناتها المحملة بلقاحي موديرنا الأمريكي وساينوفاك الصيني في بعض الطرق الأوروبية. كما أن كل شاحنة مزودة بجهاز للتعقب عبر الأقمار الاصطناعية، وذكرت شركة شحن ألمانية متخصصة في نقل البضائع العالية القيمة أنها جهزت شاحنات من طرازي مرسيدس وسكانيا لنقل اللقاحات، وأنفقت على تجهيز كل منها 300 ألف دولار.
