النجيمي يتحدى: مليون ريال لمن يحضر هذه الوثيقة

لم يثبت ممارسة كرة القدم (بدون أندية) في الحجاز قبل تاريخ 1341ه الموافق 1921، ولم يكن ذلك من قبل المواطنين السعوديين بل من الجالية الجاوية (الإندونيسية)، وقد ذكرت ذلك عدة مصادر تاريخية من أهمها اللقاء الصحفي المنشور عام 1387ه الموافق 1967م للحارس المكي (شفيق) الذي ذكر (أن أول كرة قدم لعب بها الوطنيون كانت في عام 1341ه).
أما ممارسة كرة القدم من (خلال الأندية) فلم يظهر سوى في العهد السعودي الزاهر، وهذا ما أكده محمد بن شاهين -رحمه الله- وهو أحد من شهدوا بدايات نشأة الأندية في حديث له عام 1379ه، قائلاً: (إن أول ظهور لكرة القدم المنظمة بشكل أندية لم يكن له وجود قبل تاريخ 1344ه الموافق 1925م، وكان عن طريق أشقائنا من مسلمي شرق آسيا من إندونيسيا).
أما الأندية الوطنية فكان ظهورها أيضاً في العهد السعودي الزاهر ومنها الاتحاد والأهلي وأحد، ثم تلاها الخليج وبقية الأندية السعودية الحالية.
أما ما يطرح من مزاعم عن وجود أندية في عهد الحكم التركي العثماني للحجاز الذي اشتهر بمحاربته لكرة القدم فهي مزاعم تخلو من استنادها على أي وثيقة أو شهود معاصرين، بل إن مروجي هذا الزعم اخترعوا تاريخ 1334ه الموافق 1916م، والمعلوم لدى كل باحث في تاريخ الحجاز أنه يوافق تاريخ الثورة العربية على الحكم العثماني، وأن مكة وجدة ظلتا في عامي 1333ه و 1334ه تعيش حرباً لا مجال معها للسماح للكبار والصغار بالخروج في الساحات المفتوحة فضلاً عن إنشاء أندية للعب كرة القدم، ولم تصبح البيئة مناسبة لإنشاء أندية إلا بعد أن نعم الحجاز بالأمن والاستقرار في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز غفر الله له. وقد بحثت في كل الصحف الصادرة من عام 1332ه حتى عام 1340ه فلم أجد ذكراً لكرة القدم وأنديتها في الحجاز.
والحقيقة أن كل ما ذكرته هو أمر مفروغ منه لدى كل مؤرخ وباحث، ولم يعارضه سوى مؤلف كتاب الوحدة الذي ارتكب العديد من الأخطاء في كتابه أبرزها، أنه وقف عاجزاً عن الإجابة عن أسئله بديهية منها: أسماء مؤسسي النادي في التاريخ المزعوم عام 1916م واسم الرئيس الأول للنادي والجيل الأول من لاعبي النادي ومبارياتهم الأولى بعد التأسيس، وألوان شعارهم وقت التأسيس.
فهل يعقل أن هناك نادي كرة قدم يظل لمدة تفوق 20 سنة ليس لديه مؤسسون ولا لاعبون ولا شعار.
وأنا على استعداد لدفع مبلغ مليون ريال إن استطاع الإجابة عن هذه الأسئلة بشرط أن يشفع إجابته بشهادة مكتوبة من شخص ولد قبل عام 1916م أو من أحد الصحف الصادرة حينها.
كما أن مؤلف الكتاب ارتكب خطأ كارثي هو أن كل الشهادات التي أوردها بكتابه هي لأشخاص ولدوا بعد عام 1916م. فهل يعقل أن يتم التلاعب بتاريخ نادٍ على أساس شهادات من هذا النوع.
أخيراً.. أتساءل ومعي كافة المؤرخين والمتابعين لماذا لم تظهر هذه الشهادات إلا بعد وفاة كافة مؤسسي نادي الوحدة الذين أجمعوا أن ناديهم تأسس عام 1945م الموافق 1366ه، وهم الذين كرمتهم الدولة باعتبارهم من رواد الرياضة وصدر بذلك كتاب رسمي من رعاية الشباب حينها وهو كتاب (أوائل المؤسسين للحركة الرياضية بالمملكة العربية السعودية).
* أمين عام مركز التوثيق والأبحاث بنادي الاتحاد