تناولت خلال الحلقات الأربع الماضية العديد من المستندات والوثائق والتي فيها أكد رواد الرياضة السعودية ومنهم رجال الاتحاد والوحدة وكبار المؤرخين أن الأندية الرياضية نشأت مع بداية العهد السعودي، ثم واصلت تطورها التنظيمي والإداري طوال عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حتى تبلورت بشكل أكثر تنظيما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وأنه لا وجود لأندية كرة القدم في الحجاز قبل العهد السعودي. وجميع الأندية السعودية ظل رموزها ومؤسسوها محل احترام وتقدير من المجتمع الرياضي وتم تكريمهم من الدولة، وأُجريت معهم العديد من المقابلات التلفزيونية والصحفية سردوا فيها ذكرياتهم وتناولوا فيها كيف تأسست أنديتهم، ونشرت الكتب والمؤلفات عن تاريخ الرياضة السعودية بوجودهم، بل أن بعضهم ساهم فيها عبر شهاداتهم الموثقة، كما أقامت أنديتهم احتفالات لإحياء ذكرى تأسيسها، فعلى سبيل المثال الاتحاد احتفل احتفالاً مبسطاً بمرور 50 عامًا على تأسيسه واحتفل أيضاً بمرور 75 عاماً ووجدنا ان اول من هنأه هم رجال ومؤسسي نادي الوحدة، وبالمقابل كرم الوحداويون مؤسسي ناديهم مرتين المرة الاولى في عام 1403ه والمرة الثانية في عام 1416ه، حين قرر الواحديون الاحتفال بمرور 50 عامًا على تأسيس ناديهم، وكان أول من هنأهم هم رجال ومؤسسي الاتحاد، وفي كل هذه الاحتفالات كانت القيادة الرياضية حاضرة وداعمة لكل لفتة وفاء. ومن هنا أقول إن جميع الأندية السعودية الموجودة حالياً ومنها الاتحاد والأهلي والوحدة والنصر والهلال يستطيع كل باحث تاريخي أن يحدد كيف ومتى بدأت ومن أسسها ومن هم لاعبيها وكيف كان شعارها، بل ويستطيع إيراد نتائج لبعض مبارياتها في فتراتها الأولى مستنداً في ذلك إما على الصحف أو على شهادات مؤسسيها الموثقة، وعليه أعود فأذكر من يزعم بوجود أندية قبل العهد السعودي الزاهر وتحديداً في عهد الحكم التركي العثماني للحجاز، أن عليه ان يورد ما يثبت ذلك من خلال إيراد أسماء أعضاء إدارة النادي المؤسسين وأسماء لاعبي تلك الأندية ونتائج بعض مبارياتها، ويورد ما يثبت ارتباطها بالأندية الحالية، على ان تكون تلك الإثباتات من أشخاص عاصروا الحدث وشهدوه، لا عن طريق روايات شفهية مبتورة ومن أشخاص ولدوا بعد الحدث الذي يشهدون عنه بعشرات السنين، أو عبر محاولة خلط الأحداث وعدم التفريق بين دخول كرة القدم للحجاز وبدء نشأة الأندية الرياضية. ختاماً، لقد حرصت في هذه الحلقات ألا أستشهد إلا برواد الرياضة السعودية ومنهم رموز مؤسسي الوحدة والمؤرخون وحرصت أيضاً ان تكون الوثائق والمستندات التي استشهدت بها نشرت بتواريخ قديمة جداً وتحديداً في الفترات التي كان فيها هؤلاء الرموز على قيد الحياة ويساهمون في النشاط الرياضي، ورغم ذلك فهناك العديد من الوثائق والشهادات التي لم يتسع المجال لطرحها، كما حرصت أيضاً ألا أضيف وجهة نظري إلا بأضيق الحدود، لذلك على القارئ الكريم ألا يستغرب وجود بعض الأشخاص الذين يقفزون على كل تلك الشهادات الواضحة ويتجاهلون الإجابة على الأسئلة المنطقية ليستمروا في التشويه الممنهج للتاريخ الرياضي السعودي عبر القدح والتشكيك في كل من يخالفهم، بل في كثير من الأحيان يتجاوزون ذلك إلى التشكيك في ذمم مؤسسي الأندية ورواد الرياضة السعودية. إعداد الموثق التاريخي عبدالإله النجيمي