صعدت قوى الشارع السوداني من ضغوطها أمس (الأربعاء) على المجلس العسكري الانتقالي لسرعة تحقيق مطالب الحراك الشعبي، بتسيير مظاهرات حاشدة وصفت بالمليونية، إذ جاب آلاف الأطباء الشوارع، انطلاقا من المستشفى الرئيسي في الخرطوم باتجاه ساحة الاعتصام أمام قيادة الجيش، على وقع هتافات «حرية، سلام، عدالة». فيما خرج عشرات الصحفيين في مسيرة منفصلة، وقفوا خلالها أمام وكالة الأنباء الرسمية (سونا) مطالبين بحرية الصحافة ورافعين لافتات تطالب بأن يدير وسائل الإعلام الرسمية صحفيون «مستقلون ومهنيون». ورد المجلس العسكري أمس بالإعلان أن السلطة ستنتقل إلى الشعب في أقرب وقت ممكن . وأعلنت مصادر غير رسمية أمس نقل الرئيس «المُقتَلع» عمر البشير من «مكانه الآمن» إلى سجن «كوبر» العتيق في حبس انفرادي. بحسب مصدرين من عائلة البشير ومصدر أمني، فإنه نقل في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول (الثلاثاء). وقال مصدر في السجن، إن البشير محتجز في حبس انفرادي تحت حراسة مشددة. وأضاف المصدران، أنه كان محتجزا تحت الحراسة المشددة منذ عزله في المقر الرئاسي الموجود داخل المجمع الذي يشمل أيضا وزارة الدفاع. وقال وزير الدولة الأوغندي للشؤون الخارجية أوكيلو أوريم أمس، إن بلاده تبحث منح حق اللجوء للبشير، وأضاف «أوغندا لن تأسف على الإطلاق على بحث طلب يقدمه البشير». ورغم الأجواء الاحتفالية التي شهدتها ساحات الاعتصام، إلا أن التوتر ساد أخيرا في ظل مخاوف من فض الاعتصام بالقوة. واعتقلت السلطات السودانية أمس رئيس البرلمان إبراهيم عمر في مطار الخرطوم عقب عودته من قطر ووضعته في الإقامة الجبرية بمنزله، وأغلقت حساب البرلمان المالي بالبنك المركزي. من جهة أخرى، اعتقلت السلطات السودانية أمس في مطار الخرطوم، رئيس البرلمان إبراهيم عمر. ونقلت صحف سودانية عن مصادر موثوقة قولها: إن السلطات اعتقلت عمر عقب عودته من قطر، وأنه جرى التحفظ عليه ووضعه في الإقامة الجبرية بمنزله في أم درمان، كما تم إغلاق حساب البرلمان المالي بالبنك المركزي. فيما أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان أمس وقف العدائيات من جانب واحد في كل المناطق الواقعة تحت سيطرتها حتى نهاية يوليو القادم. وقال عبدالعزيز آدم الحلو في بيان، إن هذه الخطوة تأتي كبادرة حسن نية تجاه الحل السلمي للمشكلة السودانية وإعطاء فرص للتسليم الفوري والسلس للسلطة للمدنيين.
