كان من نتاج العولمة، أن بدت الحاجة جلية إلى التعاون الدولي من أجل حفظ الأمن الصحي العالمي، وهذا لن يتسنى إلا بتعزيز الأمن الصحي على المستويين الوطني والإقليمي، ولن يكون ذلك إلا من خلال العمل المؤسسي، الذي تتكامل فيه التخصصات الصحية والقانونية والإدارية مع العاملين في مجال العلاقات الدولية، لمتابعة ما يستجد على الساحة المحلية والإقليمية والعالمية لتعزيز الأمن الصحي الوطني، ما ينعكس إيجابا على الأمن الصحي الإقليمي والأمن الصحي العالمي ووضع الخطط الاستباقية لإدارة الحشود في المناسبات الدينية والوطنية والرياضية وكذلك في حالات الفاشيات التي قد تكون عابرة للقارات وقد تُهدد الصحة العامة على المستوى العالمي. التنسيق رفيع المستوى الذي تم إبان فاشيتي متلازمة الشرق الأوسط التنفسية والإيبولا كان مثالا لأهمية الدبلوماسية الصحية، وهو ما أسهم وبشكل كبير في الحد من انتشار العدوى وحصرها في نطاق جغرافي محدد، مما يسهل عملية السيطرة عليها، وحتى يتم تفعيل الدبلوماسية الصحية في عالمنا العربي ينبغي الاستثمار في تدريب وتأهيل الكوادر البشرية في المجالات ذات العلاقة، وفتح المجال أمام العمل الجماعي للتخصصات المختلفة فتنصهر الخبرات في بوتقة الهم الوطني وتحفظ للوطن أمنه الصحي الذي هو ركن أساسي في الحفاظ على الأمن القومي.