باشر 10 آلاف مثقف خليجي و150 مؤسسة أهلية إعداد وثيقة مؤتمر الاتحاد الخليجي لرفعها إلى القمة الخليجية (37) التي ستعقد في ديسمبر في مملكة البحرين. ويطالب المثقفون قادة دول الخليج بتسريع خطوات إعلان الاتحاد الخليجي. وأكدت وزيرة الإعلام السابقة في مملكة البحرين سميرة رجب ل «عكاظ» أن الاتحاد الخليجي بات ضرورة في ظل التحديات التي تمر بها المنطقة والعالم. مشيرة إلى أن معظم التكتلات القوية تحققت دون هوية مشتركة، كون الدول الفردية لن تفلح في مواجهة مصالح القوى العظمى، لافتة إلى أن مبادئ وشروط التحول إلى الاتحاد متوافرة، وما على دول مجلس التعاون، التي يجمعها مستقبل ومصير مشترك، إلا أن تخطو خطوة إضافية لتحقيق هذا الاتحاد. وقالت رجب «إن تأثير العولمة الاقتصادية والثقافية على استقلال ووحدة الهوية الوطنية أمر واقع، بعدما تم الانتهاء نظريا من العمل بنظام القطبين، وأصبح المنطق الغربي هو المنطق السائد في مجالات الاقتصاد والمعرفة والتكنولوجيا والإعلام وما تبعها من صناعات ثقافية ذات تأثير قوي على صعيد الهوية المحلية والإقليمية». وأوضحت أن الهوية الخليجية، وبرغم تعرّضها المباشر لنتائج العولمة الثقافية والاقتصادية، فإن دول مجلس التعاون نجحت إلى حدّ كبير في المحافظة على تراثها وإرثها الثقافي الخليجي، وتمكنت من الاستفادة من التطور التكنولوجي والاقتصادي العالمي، دون إهمال أو تطاول على الإرث الثقافي الخليجي، وعدّت القبائل والعائلات العربية التي عاشت وتنقلت بين أرجاء الجزيرة العربية معززاً أكبر لتأصيل الهوية الخليجية من خلال المكون العرقي المشترك لدول مجلس التعاون، وتفعيل الإرث الثقافي المشترك بين شعوب دول مجلس التعاون في الشكل والجوهر . واعتبرت التقارب في الخصائص الجغرافية للبلدان، وتجانس الأنظمة السياسية لدول مجلس التعاون، من عوامل دعم الهوية الخليجية السياسية، كون النظام الملكي المعتمد في دول المجلس يسهّل بصورة كبيرة عملية التعامل السياسي. إضافة إلى تقارب مستوى التنظيم القانوني والإداري لبلدان مجلس التعاون، وتوحيد أنظمة التعليم في دول مجلس التعاون، ما يؤكد أن جميع عناصر وشروط مفهوم الهوية متوافرة بين أيدي الخليجيين، ويعيشونها بشكل يومي وتتم ممارستها بشكل طبيعي، ما يوجب توظيفها ضمن الإطار الصحيح والسليم، وتفعيلها في مشروع اتحاد خليجي يجمعنا ويوحد رؤانا السياسية والثقافية والاقتصادية ويقوّي مجتمعاتنا ويدافع عن مصالحنا الحيوية والإقليمية ضمن فلسفة الامتداد الطبيعي لوطننا العربي. من جهته، يرى الدكتور علي فخرو أن قضية الوحدة والاتحاد خليجياً وعربياً، (بين قطرين أو أكثر) وسواء كانت (تدرجية) أم (اندماجية شاملة)، تحتاج إلى أن نبعدها عن منطق النفعية وعن مساومات الربح والخسارة الموقتة، حتى يصبح هدف الوحدة أقرب إلى المقدس منه إلى العابر. ويؤكد الدكتور محمد الرميحي أن قطاعات واسعة من أبناء الخليج يطالبون باتحاد بين دول الخليج بشكل سريع بسبب مجموعة من التهديدات الخطيرة التي قد تتعرض لها منطقة الخليج. وعزا التحفظ على فكرة الاتحاد إلى قلة الوعي عند بعض المواطنين بأهمية الاتحاد الخليجي. وعبّر الرميحي عن خوفه من التهديدات في حال عدم الذهاب لاتحاد خليجي وأولها تهديدات قومية من إيران، وتهديدات إستراتيجية تتمثل في تغير إستراتيجي واسع في الدول الأوروبية وأمريكا، إضافة إلى تهديدات بيئية من إيران من خلال إنشائها منشآت نووية، مشدداً على أهمية إنجاز دول الخليج موقفا موحدا ودفاعا مشتركا لتجنب التهديدات.