كثيرة تلك الخدمات المقدمة للحجاج في مطار الملك عبدالعزيز في جدة، حيث حرصت المملكة على ضرورة أن يجد الحاج جميع سبل الراحة أثناء إقامته في بلده الثاني المملكة، وخصوصاً بعد تكبده مشقة السفر من بلاد بعيدة. ويبرز دور العديد من الجهات في استقبال الحجاج داخل المطار مثل إدارة المطبوعات، والشؤون الصحية في محافظة جدة، والمركز الصحي المجهز لخدمة ضيوف الرحمن، إضافةً إلى اللجنة الأمنية الإشرافية للمطارات من عدد من الجهات الحكومية، وكذلك وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون الحج والعمرة والزيارة، إلى جانب مكتب الوكلاء الموحد، كل تلك الجهات صبت جميع اهتماماتها تجاه ما يفيد الحجاج عامةً. "الرياض" تجولت في مطار الملك عبدالعزيز في جدة والتقت بعض المسؤولين فكان هذا التحقيق. مطبوعات قيمة في البداية قال "عبدالخالق عبدالله الزهراني" -مدير إدارة مطبوعات مطار الملك عبد العزيز الدولي-: إنهم جندوا كوادرهم المؤهلة لخدمة ضيوف الرحمن وفق التوجيهات السامية، حيث يتجاوز عدد العاملين المؤهلين في مدينة الحجاج (100) موظف، ما بين رسميين ومنتدبين ومترجمين ومتعاونين يعملون على مدار الساعة وفق الخطة المعمولة لهم، موضحاً أن الحاج يجد رعاية منذ دخوله الصالات وحتى مغادرته منها، حيث يزود بالمطبوعات القيمة والكتيبات الإرشادية، وقبل ذلك يستطيع التعرف على "نسك الحج" بلغته من خلال شاشات العرض المعدة له خصيصاً في صالات القدوم، مضيفاً أن هناك مركزاً إعلامياً متكاملاً لخدمة ضيوف الرحمن يقدم العديد من الخدمات الهامة لضيوف الرحمن، سواء من حيث الجوانب التوعوية والإرشادي، أو من خلال استقبال ضيوف وزارة الثقافة الإعلام من إعلاميين ومفكرين وأدباء ومساعدتهم من قبل الزملاء في الإعلام الخارجي. شرف خدمة الحاج مسؤولية الجميع لتقديم الأفضل وتيسير «رحلة الحج» شاشات عرض ويحتوي المركز الإعلامي على مئات العناوين القيمة للكتب التوعوية والإرشادية والثقافية التي تعكس ما وصلت إليه المملكة من فكر وثقافة، وعلى كافة الصحف المحلية الصادرة باللغة العربية وكذلك الصحف المحلية الصادرة بلغات أجنبية، وأيضاً الملاحق الصحفية اليومية التي تصدر بلغات الحجاج المختلفة أثناء موسم الحج؛ لإرشاد ضيوف الرحمن وزيادة معلوماتهم وتزويدهم بكافة الأخبار أول بأول، كما يحتوي المركز على شاشات عرض تلفزيونية حديثة وفق توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان -نائب معالي وزير الثقافة والإعلام- لعرض الأفلام الوثائقية الخاصة بالحج، وبالنهضة الشاملة التي وصلت إليها المملكة بلغات الحجاج المختلفة كي يسهل عليهم فهمها واستيعاب رسائلها. قوى بشرية وأوضح "د.صالح الغامدي" و"د.حازم الحارثي" -القائمين على أعمال المركز الصحي المجهز لخدمة ضيوف الرحمن في مطار الملك عبد العزيز- أن مديرية الشؤون الصحية بمحافظة جدة أكملت استعداداتها وجهزت كافة المرافق الصحية في المنافذ الصحية لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، وقد تم تجنيد القوى البشرية سواء فنية أو إدارية أو أطباء، حيث بلغ عدد المكلفين بمركز المراقبة الصحية بمطار الملك عبدالعزيز بجدة (579) مكلفاً، بينما بلغ عدد المكلفين بمركز المراقبة الصحية بميناء جدة الإسلامي (138) مكلفاً، مضيفين أن هذه المرافق الصحية تعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة، ويطبق الموظفون كامل الاشتراطات الصحية الواجب اتخاذها تجاه القادمين؛ للتأكد من سلامتهم صحياً وخلوهم من أي أمراض وبائية معدية، من خلال مراجعة شهادات النظم الدولية والتأكد من استيفاءها كامل الشروط الصحية، بالإضافة إلى تقديم العلاجات الوقائية من اللقاحات والأمصال وكذلك تقديم الرعاية الصحية والعلاجية لضيوف الرحمن وتحويل الحالات التي تحتاج إلى تخصصات دقيقة أو تنويم للمستشفيات بمدينة جدة. وأكد "د.سامي بن محمد باداود" -مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة- على أن جميع الخدمات تقدم لحجاج بيت الله الحرام على مدار (24) ساعة، مع الاهتمام بالجوانب الوقائية، مضيفاً أنه تم الحرص على أن يأخذ الحاج لقاح "الحمى المخية الشوكية" ولقاح "مرض الكوليرا" وكذلك "شلل الأطفال" و"الحمى الصفراء"، إضافةً إلى "حمى الضنك"، مع التركيز على برامج التوعية الصحية والتثقيف الصحي لتوعية الحجاج، مشيراً إلى أنه تم تطعيم العاملين ب"مستوصف حجاج البحر" والعاملين بصالة الركاب بالميناء، وكذلك العاملين بمراكز المراقبة الصحية بالمطار من موظفي الجهات الحكومية والقطاع الخاص، ضد "الحمى الشوكية" و"الانفلونزا الموسمية"، مبيناً أن هذه البلاد وحكومتها الرشيدة قد شرفها الله بخدمة ضيوف الرحمن الذين يتوافدون إلى البلاد المقدسة لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، ونحن نتشرف جميعاً أن نكون في خدمة حجاج بيت الله، مع تقديم كافة الخدمات الصحية والوقائية والعلاجية. وأكد الشيخ "طلال بن أحمد العقيل" -مستشار وزير الشؤون الإسلامية لشؤون الحج والعمرة والزيارة ورئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية في الحج- على أن الشيخ "صالح آل الشيخ" -وزير الشؤون الإسلامية لشؤون الحج والعمرة والزيارة- حرص على أهمية التركيز على مفهوم التيسير ورفع الحرج عن الحجاج، مشيراً إلى أن الحجاج القادمين من الخارج عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية، سوف يقدم لهم منسوبي الوزارة هدية عبارة عن ثلاثة كتب وشريط؛ وذلك لشرح مناسك الحج والعمرة والزيارة والفتاوى للرجال والنساء، وأثناء فترة الموسم تنظم لهم الوزارة مئات الندوات والدروس والمحاضرات في جميع مناطق المملكة ومكةالمكرمة والمدينة المنورة والمساجد الواقعة في أماكن ومواقع سكن الحجاج، موضحاً أن توعية الحجاج تتم كذلك عبر الحافلات، ومن خلال البرامج المرئية المسجلة بالتعاون مع القنوات الفضائية والإذاعية بلغات عالمية مختلفة، ومن خلال مراكز التوعية، وكبائن إجابة السائل الرد على أسئلة واستفسارات الحجاج عبر الهاتف المجاني 8002451000، مبيناً أنه يحظى هذا المشروع المبارك بمتابعة شخصية على مدار الساعة من لدن الشيخ "صالح آل الشيخ" الذي يهتم بالجديد وماله ارتباط بتقنية المعلومات، إلى جانب إشرافه على مراحل تسجيل وتصوير هذه البرامج شخصياً، بل ويقدم توجيهاته المتواصلة واليومية، ويركز ويحرص على تطوير الذات للدعاة ورفع مستوى وحجم القدرات وأداء القائمين على برامج توعية الحجاج من الدعاة والمترجمين والموظفين، بما يحقق لهم النجاح المتواصل ويحقق تنوعا مطلوبا في مضمون برامج توعية الحجاج. لة نوعية وأوضح الشيخ "العقيل" أن برامج التوعية شهدت في السنوات الأخيرة نقلة نوعية وكمية، وما زالت تسير وفق خطة معتمدة وواضحة وعصرية، تعتمد على خطوات فيها من النوعية والشمولية ما يحقق النفع السريع عبر الاستخدام العلمي والواقعي والفعلي لوسائل الإعلام، حتى أصبحت برامج الوزارة بفضل الله تعالى خلال السنوات الأخيرة تنافس غيرها من البرامج الإعلامية على مستوى العالم، بشهادة أهل العلم في هذا الجانب؛ لما تحتويه من تعليمات ذات علاقة حقيقية وحميمة بالوسطية، وواضحة المعالم والمعاني والشكل والمضمون، إلى جانب مساهمتها في أداء الحجاج لمناسكهم في يسر وسهولة خلال السنوات الأخيرة الماضية، إضافةً إلى شرحها الأحكام والواجبات بما حقق للحجاج الاستقرار الذهني والتفرغ للعبادة والذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى، مشيراً إلى أن تجربتنا نجحت بعد التنسيق مع (80) قناة فضائية أهديناهم مجموعة كبيرة من البرامج الجديدة تجاوزت (350) حلقة تلفزيونية جديدة، إلى جانب مجموعة أفلام وحلقات مناسك بتسع لغات، وقد لمسنا ثمراتها وفوائدها ونتائجها التي كنا نتطلع إليها، ذاكراً أن هذا النجاح الذي تم هو بفضل الله تعالى أولاً، ثم ثمرة الدعم الكبير الذي تلقاه برامج توعية الحجاج من ولاة الأمر في هذا البلد المبارك، مؤكداً على أن الوزارة تسعى من خلال هذه الباقة المتنوعة من البرامج الدعوية الإعلامية المختلفة لنشر ثقافة وعلوم المناسك بين أوساط الحجاج، وهو جزء من الدور المهم الذي كلفت للقيام به من ولاة الأمر الكرام، لخدمة ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام. وأوضح "د.عاصم يحي بخاري" -عضو مجلس إدارة مكتب الوكلاء الموحد والمشرف على الفترة الصباحية بمطار الملك عبد العزيز الدولي- أن المكتب يعمل ضمن منظومة مؤسسات أرباب الطوائف في خدمة ضيوف الرحمن للبدء في خطته لموسم حج هذا العام، مضيفاً: "كثفنا جهودنا لخدمة ضيوف الرحمن بمطار الملك عبد العزيز الدولي من خلال كفاءات وكوادر وطنية شابة لا تألو جهداً في خدمة الحاج الكريم". وذكر "د.عبدالإله بن محمد جدع" -عضو مجلس الإدارة المشرف على العلاقات العامة والإعلام بمكتب الوكلاء الموحد- أن المكتب وفي ظل مجلسه الجديد الذي جاء تشكيله تنفيذاً لتوجيهات وزير الحج في اجتماع عقده مؤخراً "حاتم قاضي" -وكيل الوزارة لشؤون الحج رئيس اللجنة العامة للإشراف على الانتخابات بمقر المكتب بجدة- يعمل بمنظومة الخدمات، واضعاً نصب عينيه تنفيذ التوجيهات السامية فيما يخص رفع نسب السعودة وطرح الوظائف للشباب في مختلف التخصصات، مضيفاً أنه تمت الاستعانة بالشباب بنسبة (100%) خلال موسم الحج الحالي عبر (16) منفذ جوي وبري وبحري بالمملكة؛ لخدمة ضيوف الرحمن، مع تسهيل اجراءات قدومهم للأراضي الطاهرة ومغادرتهم إلى بلادهم، مشيراً إلى أنه هدف استراتيجي من أهداف الدولة يتبناه المكتب الموحد، وسيتم فتح باب التقدم للوظائف الموسمية بواقع (8500) وظيفة، برواتب وحوافز، علماً أن السعودة في الوظائف قد بدأت خطتها منذ عام 1405ه، حين كانت نسبة الأجانب إلى المواطنين (94%) للأجانب، من إجمالي القوى العاملة في المكتب، وأصبحت بنسبة (100%) في ظل التعاون الوثيق بين المكتب ووزارة الحج ومكتب العمل في منطقة مكةالمكرمة. تأهيل الشباب وأوضح "د.جدع" أن المكتب يحرص على اجتذاب وتأهيل العديد من الشباب للعمل في منافذ الوصول والقدوم؛ لتحقيق رغبتهم في الحصول على فرصة عمل تدر عليهم دخلاً موسمياً، حيث تم خلال الموسم الماضي توظيف أكثر من (4000) آلاف شاب من حملة الدراسات العليا والجامعيين والوكلاء وأبنائهم، كما حقق المكتب نسبة (100%) من توظيف المواطنين في الوظائف الإشرافية، ونسبة (92%) في الوظائف الإدارية خلال الموسم الماضي، إلى جانب الاهتمام بتقديم البرامج التعريفية بأعمال المكتب، وكذلك توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة في أعمال المكتب ودمجهم في سوق العمل، مؤكداً على أن الخطة التشغيلية لموسم حج هذا العام ستكون أكثر واقعية وطموحاً من الأعوام الماضية، بعد رصد السلبيات وتطوير عدد من الأقسام والإدارات، منها إدارة الاستقبال والتوجيه والنقل والمواصلات وخدمات الحجاج، بما يحقق مستوى عالياً من الجودة في الخدمات المقدمة للحجيج. يذكر أن دور مكتب الوكلاء الموحد في المنافذ البرية والبحرية والجوية للمملكة يعمل على خدمة الحجاج فيما يخص إنهاء إجراءات دخولهم المنافذ والاستعداد المبكر لاستقبال الحجاج بتوفير الموارد اللازمة والتطوير المستمر والتنسيق المتواصل والبناء مع الجهات ذات العلاقة بالشؤون الإدارية والخدمية للحج والحجاج.
