في القرب منه نهار سعيد وعلم غزيرٌ وقلبٌ كبير… جليس كتابٍ فلا عين ترنو ولا صوت يعلو… سوى صوت المعلم يهز المكان وعند الإجابة صوت الرفاق… فيا…مُقالً… من أجل بقايا ورق… كنت ومازلت أنتَ نبع الحياة ومن قَهَرَ الجهل وزرع في دروبنا الإرادة والعزيمة والأمل… ففي البعد عنك…تضيق الرحاب… ونغدوا عراة بين الذئاب أمام الصعاب… فإن همشوك…او أبعدوك… فأنت للعلم نور وللكون ضياء… فسل…من ابعدوك بكل هدوء وانت الأساس… أين العدالة…أين النظام…؟! وأين منكم شهيد الدرج…؟! ضحية إهمالٍ بلا ذنبٍ او سبب… أين الصيانة والسلامة…ام انها ايضاً بقايا حِبرٌ في بقايا ورق..! وَسَلَّ…شهداء العلم فجراً..كل يوم يرحلون وقد لايرجعون في خطوطٍ مظلمةٌ وعتمةٍ وخوفٍ من المجهول ونفق طويل مَليٌ بحكاياتٌ حزينةٍ ومآسي وعِبر… العائد منهم مولود والمفقودون شُهداء كُثر… وَسَلَّ…عن هدر أموالٍ تمطر كالمطر بين اكوام الورق… في أي وادٍ بلا تخطيطٍ سالت… وفي أي بَنكٍ سُيلت… وعن مباني بالتقارب والمصالح مهترئة مستأجره… وفصول حُشرت في دوامٍ بين صبحٍ ومساء… لاحلول تُذكر ولا خُطط…حتى ضاق الكون كما أرادوا بنا… حتى وصل الحال بمسؤولٍ يبني قراراته على بقايا ورق…! لاتحزن…يامُقال العِلمِ…وشهيد بقايا ورق… فأنتَ الحياة…وأنت الأمل… وأنتَ من سطر للتاريخ وأبدع وملءَ بعلمه كل الورق… من مراجع ودواوين وموسعات عِلمٍ وكتب من جواهر ودرر. ■فالحديث عن هيبة المعلم او مدير المدرسة القائد بالمسمي الجديد يطول ويطول والذي أُهتم فيه باالظاهروالمظهر وتغاضوا فيه عن الباطن والجوهر …والباطن مما حصل فيه ادهى وأمر والمسيرة التعليمية في مكانك سر…والقرارات العشوائية بلا تخطيط لاتبقي ولاتذر الصحيح منها قليل والأخطاء بالكم الهائل من كثيرٍ لكثير…إدارية…تعليمية…فنية…ولاتصحيح ولاتقدم يذكر في ظل الدعم الكبير اللامحدود من ولاة الأمر والمليارات المهدرة من كل حدبٍ وصوب. هيبة المعلم الضائعة في أروقة وزارة التربية والتعليم ودهاليسه والتي تحمل بين طياتها الكثير الكثير من ألمٍ وحسرةٍ على ماضٍ جميل رحل بطيبته وقوة مسؤوليه اللذين جعلوا للعلم والتعليم ورجاله هيبةً ووقار بحسن تخطيطٍ وفكرٍ سليم خالٍ من التزييف والتخبط والقرارات العشوائية والأفكار المغلقة. ولاكن مازال هناك بصيص من أمل لبعض افكارٍ ناضجة وواعية لإحياء هيبة المعلم بعد ان فقدت رونقها وروعتها وجمالها في شخص المعلم الذي كان في زمنٍ مضى هيبته طغت على هيبة ولي الأمر…فكنا إن رأيناه في طريق سلكنا طريق آخر من هيبته لاخوفاً منه بل إحتراماً وتقديراً له نِتاج مازرعه فينا من تربية حسنةٍ وخلق رفيع بكل حب وصدق وأمانة وإخلاص لما يلقاه من دعمٍ سخي وصلاحيات مفتوحة مدروسة للتربية والتعليم لصلاح الأجيال فكان النِتاجُ يفوق الخيال…فكنت ومازلت أيه المعلم الكفء كما وصفوك وتباهو بك بأنك قدأشعلت روحك في الآفاق مصباحاًورحت تزرع في الأوطان أرواحا ورحت توقد في الأبدان مفتخرا عزيمة تغمر الأكوان إصباحا ورحت تبني منارات العلا شهبا وتوقد الحلم آمالا وأفراحا حملتَ همّ بناء الجيل متّخذا من درب أحمدَ للأمجاد مفتاحا فما تعبتَ وما كلّت جوارحكم وما مللتَ ولكن زدتَ إلحاحاً.