المفتي العام للقادمين إلى الحج: لا تزاحموا مرتادي المسجد الحرام في السكن والمكان ولا تكرروا العمرة

- متابعات:- حض سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ القادمين لأداء فريضة الحج على عدم تكرار العمرة ومزاحمة المصلين في المسجد الحرام أثناء انتظارهم حتى بدء أيام الحج، قائلا: «أقول لإخواني المقيمين والمواطنين جميعا، علينا أن نتقي الله في أنفسنا ونراعي المصلحة العامة ونحرص على ألا يضيق بعضنا على بعض، من اعتمر في أول رمضان كفته العمرة، ولا ينبغي أن يكرر العمرة في رمضان ويضيق على الناس، ولا سيما والدولة وفقها الله تنادي الأمة الإسلامية باحترام القرار الصادر بتخفيف الحجاج للخارج 20 في المائة والداخل 50 في المائة؛ لأجل مصلحة تنفيذ المشاريع العامة، فالإنسان يعتمر ويرجع وتكفيه عمرة واحدة ولا يزاحم في السكن ولا المكان ويكون متعاونا مع إخوانه»... فإلى التفاصيل :
عندما يفرغ المسلم من قضاء موسم من مواسم الخير والبركة.. كيف يكون العمل والمحافظة على هذه الثمرات الأعمال الخيرة المباركة في حياته؟
المؤمن حقا من يعمل عملا خالصا لله موافقا لكتاب الله وسنة رسوله بمقتضى قوله جل وعلا: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)، فإن شرط قبول العمل الإخلاص لله فيه وكون العمل على طبق شرع الله كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالعمل الذي يشوبه الرياء لا خير فيه، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)، وفي لفظ (وأنا منه بريء)، الثاني أن يكون موافقا للكتاب والسنة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)، وقوله (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، فإذا أخلصنا العمل لله وكان على مقتضى شرع الله عند ذلك إذا أدى العمل يستقيم على هذا العمل الصالح ويداوم عليه ولا يهدمه بسيئات الأقوال والأعمال، فإن الاستقامة على الهدى دليل قوة الإيمان، فالذي يعمل الخير ويستقيم عليه ولا ينحرف عنه يدل على إيمانه الصادق وقوة يقينه (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا)، أي استقاموا على هذا الايمان ولزموه ولم ينحرفوا لا يمنة ولا يسرة، ولهذا فالاستقامة عنوان الثبات والخير كله، والله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: (فاستقم كما أمرت) كل ذلك دليل على أهمية الاستقامة لأن الاستقامة عنوان محبة الخير والإخلاص والمتابعة ودليل قوة الايمان، أما الذي يعمل صالحا ثم يهدمه بسيئات الأقوال والأعمال كان كقول الله تعالى: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها أنكاثا) امرأة بمكة المكرمة كان تبرم غزلها أول النهار وتنقضه آخر النهار، هكذا غير المستقيم يعمل في رمضان ويستقيم يحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها جماعة يغض بصره يصون لسانه عن الإثم والعدوان، لكن بعد رمضان يفقد تلك المقومات فيضيع الصلوات ويعطل المساجد ويطلق بصره ولا شك أن هذا خطأ عظيم وعنوان الانحراف، نسأل الله الثبات على الحق.
أفضل الأعمال
ما هي أفضل الأعمال بعد شهر رمضان؟
المسلم دائما عمله متواصل لا ينقطع وإن تضاعف في مواسم الخير لكن العمل الصالح لا يزال مستمرا؛ لأن الله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)، مضى شهر رمضان هل الصيام انقطع، لا ، صيام التطوع باق، صيام ستة أيام من شوال يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر)، ثانيا: صيام ثلاثة أيام من كل شهر مع رمضان تكفر العام كله، يقول أبو هريرة رضي الله عنه: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن أوتر قبل أن أنام وأن أصلي ركعتي الضحى وأن أصوم من كل شهر ثلاثة أيام، صيام يوم الاثنين يقول صلى الله عليه وسلم: ذاك يوم ولدت فيه وذاك يوم أوحي إلي فيه، صيام الخميس مع الاثنين جاء في الحديث أن الأعمال تعرض فيه على الله يوم الخميس والاثنين إلا أعمال المتشاحنين والمتخاصمين فإنها ترجأ حتى يصطلحا، صيام تسع من ذي الحجة، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر، قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)، صيام يوم عرفة، يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضي والآتية)، صيام يوم عاشوراء، يقول ابن عباس رضي الله عنه: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صومه من الأيام إلا يوم كعاشوراء، وهكذا الصلوات الخمس ونوافل العبادة، ففي الحديث (من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار)، وفي لفظ (من حافظ في يومه على اثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة)، فالمؤمن دائما يحافظ على الصلوات الخمس وعلى نوافل الصيام والصدقة والصلاة ولا ينقطع عن فعل الخير، وإن كان في مواسم الخير يضاعف الجهد، لكنه بعد مواسم الخير يكون متأثرا بالمواسم فيستقيم ويستمر على صالح القول والعمل.
ميقات أهل الخليج
اعتمرت في شهر رمضان وأحرمنا قبل وصول الطائرة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة بنصف ساعة أو أكثر، فما حكم هذا الإحرام، وما هو ميقات أهل الخليج العربي، وكيف يحرم المسافر في الجو؟
الخليج العربي ميقاتهم ميقات أهل نجد قرن المنازل، لهذا نقول الذي أحرم في الطائرة قبل نصف ساعة من هبوطها، فالغالب أنه أحرم قبل الميقات بقليل لأن ما بين الميقات ووصول الطائرة يعلن قبل ذلك بعشرين دقيقة، فالذي احتاط لنفسه وأحرم قبل هبوط الطائرة بنصف ساعة، فإنه إن شاء الله على خير، ومر بالميقات وهو محرم فلا شيء عليه إن شاء الله، والاحرام من الطائرة يكون قبل أن تعبر الطائرة مجال المواقيت يخلع ملابسه ويرتدي لباس الإحرام.
الإحرام من جدة
اعتمرنا في شهر رمضان وأحرمنا بعد وصولنا مطار جدة، وكنا جاهلين ولسنا متعمدين، حيث أخذنا سائق التاكسي إلى مسجد صغير بجدة وأحرمنا من هناك، فهل إحرامنا صحيح؟
الإحرام صحيح، لكن عليكم دم لأنكم أحرمتم داخل الميقات، والمطلوب الإحرام عند الميقات، أما إحرامكم داخل الميقات فالإحرام صحيح والعمرة صحيحة، لكن عليكم دم لأنكم تركتم واجبا وهو إيقاع نية الإحرام عند الميقات.
تبييت النية
كيف يكون تبييت النية في صيام الست من شوال؟
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا صيام لمن لم يبيت النية من الليل، فالصيام المعين كستة أيام من شوال ينبغي أن تكون النية من الليل، أما الصيام المطلق هو الذي لا مانع أن تكون النية ولو بعد طلوع الشمس ما لم يأكل، أما نية المعين فينغي تبييت النية من الليل لصوم ست من شوال.
نزول الحجاج إلى الحرم
بعض الحجاج يأتون إلى مكة في وقت مبكر وفي كل يوم ينزلون إلى الحرم للجلوس فيه والطواف مما يحدث ازدحاما في الحرم لكثرة القادمين، فما توجيهكم؟
أقول لإخواني المقيمين والمواطنين جميعا، علينا أن نتقي الله في أنفسنا ونراعي المصلحة العامة ونحرص على ألا يضيق بعضنا على بعض، من اعتمر في أول رمضان كفته العمرة ولا ينبغي أن يكرر العمرة في رمضان ويضيق على الناس، ولا سيما والدولة وفقها الله تنادي الأمة الإسلامية باحترام القرار الصادر بتخفيف الحجاج للخارج 20 في المائة والداخل 50 في المائة لأجل مصلحة تنفيذ المشاريع العامة، فالإنسان يعتمر ويرجع وتكفيه عمرة واحدة ولا يزاحم في السكن ولا المكان ويكون متعاونا مع إخوانه.
صيام الست والقضاء
كيف يصوم المسلم صيام الست وعليه قضاء؟
السنة للمسلم أنه إذا أراد أن يصوم صيام ستة أيام من شوال أن يبادر بالقضاء قبل صيامها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال) فالست من شوال لا تصام إلا بعد استكمال رمضان، فينبغي أن يبدأ بالقضاء أولا فإذا قضى الأيام الواجبة فيبدأ بصيام الست من شوال، وبالنسبة للتتابع فإنه لا يلزم، وبعضهم استحب تتابعها لأجل إكمالها بالراحة.
إحرام أهل المدينة
أنا من أهل المدينة وسوف آتي إلى الرياض لغرض وأذهب لمكة المكرمة، فمن أين أحرم؟
من أول ميقات السيل إن سار من طريق الرياض مكة، وإن جاء من المدينة فمن ذي الحليفة.
الظروف وصيام الست
يكون لدي نية صيام الست من شوال لكن يحول بيني وبينه ظروف كمرض أو نحوه.. فهل ذلك دليل على الحرمان؟
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا مرض المسلم أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحا مقيما)، فإذا كانت النية موجودة لكن حال المرض أو السفر دونها وفي النية صومها فأرجو إن شاء الله أن تأخذ أجر الصائمين.
فضل الجلوس بعد الفجر
بالنسبة لمن صلى الفجر في جماعة ومكث في مصلاه حتى تطلع الشمس، هل تشمل الرجال والنساء؟
إن شاء الله.
أدى العمرة وعاد
من أدى العمرة في شهر شوال لكنه عاد إلى الرياض وهو يريد الحج، كيف يكون ذلك؟
إذا عاد من أحرم بالعمرة في أشهر الحج متمتعا إلى مكان إقامته ألغي تمتعه، ويحرم بحج مفرد إذا أراد، لأن من شرط التمتع ألا يرجع إلى مكان إقامته على القول الصحيح.
عبادتان بنية واحدة
ما حكم عمل عبادتين بنية واحدة، كأن يصوم الست مثلا ومعها الخميس بنية الست من شوال؟
النبي صلى الله عليه وسلم فرق، وقال من صام ستا من شوال، فالست مستقلة، يدخل في ضمنها الاثنين والخميس لكن يكون الثواب للست كاملة، وهو على خير إن شاء الله.
الإنابة في العمرة
ماذا يقول المنيب في العمرة عند الميقات؟
لبيك اللهم عمرة عن فلان
نذرت قيام الليل
ما حكم من نذرت أن تقوم الليل كله ولكنها الآن لا تستطيع؟
هذا نذر غير صحيح، النبي صلى الله عليه وسلم ما استكمل قيام ليلة كاملة، حتى في العشر الأخير من رمضان كان يجمع بين الذكر والدعاء والقيام، فنذرها أن تقوم كل الليل نذر غير صحيح وعليها أن تكفر عن يمينها.
زكاة الفطر
كنت مسافرا ولم أؤد زكاة الفطر فهل يجوز قضاؤها؟
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) ما ينبغي للمسلم التساهل فيها هذه فريضة ينبغي الاهتمام والعناية بها، وإذا سافر وكل من يخرجها عنه أو أخرجها في البلد الذي سافر إليه إن أمكن لا ينبغي التهاون في هذا.
البدء بصيام الست
في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال)، هل يعني ذلك البدء به مباشرة بعد يوم العيد، أم الأمر واسع؟
** الأمر واسع، لكن بعضهم فهم من الموضوع أن من كمال الاتباع أن تعقب رمضان، لكن المعروف أن هذا ليس على ظاهره وأن شوال كله محل الصيام، المهم أن يكون في شوال.
وجوب الزكاة
متى تجب الزكاة ؟ وما وقت وجوبها ؟ ومن هم مستحقوها؟
تجب زكاة الأموال إذا ملك المسلم نصابا وحال عليه الحول، وكان المالك حرا. ومقدار النصاب عشرون مثقالا بالنسبة للذهب، وهو ما يقارب اثنين وتسعين جراما، ومن الفضة مائتا درهم، وهو ما يقارب ستة وخمسين ريالا سعوديا، فمتى ملك النصاب وتمت السنة من ملكه له وجبت الزكاة، وهي ربع العشر. ففي مائة ريال مثلا ريالان ونصف، وفي الألف خمسة وعشرون ريالا، وهكذا.
ووقت وجوبها: حسب ملك النصاب، فإن ملكه في محرم وجب في مقابله من العام المقبل، وهكذا، وليس وجوب الزكاة مربوطا برمضان، وإنما المسلمون يتحرون إخراج زكاة أمواله في رمضان لمضاعفة الأجر فيه، ومن تم حول زكاته في غير رمضان وجب إخراجها، ولا يؤخرها إلى رمضان، وإن عجلها قبل تمام السنة ليوافق رمضان فلا بأس به إن شاء الله.
وأما مستحقوها: فهم المذكورون بقوله تعالى: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم.