مابين ألمٍ وأمل تمضي بنا الأيام على عجل ، تسيرُ أعمارنا فيها وِفقَ أقدارٍ جمعت بين بشائر الرخاء و صروف الشِّدة فحينًا تغمرنا بفيضٍ من السعادة و حينًا تُغرقنا في عتمة ليلٍ لا يكادُ يَطلع له نهٌار . إنّ رحلةَ العمرِ بجميع مراحلها هي مزيجٌ من اللذّاتِ والمنغِّصات الأفراحِ والأوجاع النجاحات والانكسارات هي تقلُّبات وصراعات ربما تسيرُ بك نحو الهاوية، أو قد تأخُذك لمنعطفٍ يُغيّر اتجاهك نحو المسار الصحيح. و بين هذا وذاك نحن من يملِكُ القرار الذي يصنعُ الفارق الكبير في حياةِ كل فردٍ منّا. فحين تتأمّلُ أحوال النّاس ستجد من فَطِن أنّ له حظًا من النعيم في هذه الدنيا عليه أن لا يُفرّط فيه فقرر أن يتجاوز عثراته و يهزم انكساراته فينهضَ من سُكون الضعف ليمضي مُتحررًا منكل القيود نحو حياة مليئة بالإنجاز والعطاء حياةً يُسجِّل فيها حُضوره ويُخلِّد على صفحاتها انتصاراته تاركًا له أثرًا من نور على هذه الأرض . بينما هناك آخر رضي بالهزيمة فقرر أن يستسلم لما هو فيه ويبقى حبيس وهنه مُقيمًا بين آلامه و أوجاعه مُتخبِّطًا في عتمة الظروف والنّاس مُكبِّلا نفسه بسلسلة أعذارٍ واهية يتكىء عليها لينجو من الإحساس ببعض المسؤولية تجاه ماهو فيه من بؤس وضياع ! فأيّ الفئتين أنت ؟؟ هل لديكَ " شغفٌ " يدفعك بهمّةٍ وعزيمة لتتجاوز كل ما يعترِضُ طريقك ماضيًا نحو الحياة التي تستحقها ؟ هل تُشرع نوافذ روحك كل صباح لتتنفس إكسير الفأل والأمل بما عند الله و طمأنينة الرضا بما قدَّرهُ عليكَ وقضاه ثم تسيرُ بقوةٍ وثبات ؟أم أنّك ذلك الذي اختار أن يُطيل المُقام بين رُكام أحزانه حتى يأتيه نهارٌ ينظرُ فيه إلى نفسه في المرآة فلا يكادُ يعرفها فقد انطفأت الروح و ذبل العمر !! [email protected]