فنارُ الوقت

قلمٌ يجري ،
ويمرّغ سحنتَهُ
وجهُ الإعصار ..
وتهزّ الريحُ عباءَتَهُ
ويطوفُ فنارَ الأرضِ
بغير قرار ..
يجري ما بين مساماتِ الأحجار ..
ويرى الأشجارَ تودّع خطوته العجلى..
فيصلّي خلفَ خيوطِ الضوءِ
ضاعتْ قِبلتُه الأولى
ويحيط بمركز كون الأرضِ
يرتابُ ويبحثُ عن (سينين)
وعن رسمٍ لبقايا (الطورِ)
عن الأحقافِ
عن الأخدودِ
عن صالح .. عن ناقتهِ
عن عادٍ وثمود ..
وعن أشياءٍ أخرى
إذْ يعرفُ تاريخَ حكايتِها
وهناك يخططُ موقعَها
بل يدركُ خارطةَ الأشياءِ
ويبني بيتاً يسكنُهُ ....
إلا النّساك..
......
وعلى أرصفةِ الوقتِ المنسيّ
يغردُ عصفورُ الوادي
والليلُ يعابثُ وجهَ الشمسِ
ينادي سنبلةً وجلى..
تغتسلُ الدنيا
في عينيها الشاحبتين..
وتكسي الأهدابُ نضارتَها
وتجر عباءَتها الخيباتُ
تسيحُ على خدّ المرمرْ
ما بين الأخضرِ والأحمرْ
وهضيمُ الكشحِ
يهشّمُ فلسفةَ الساقين
إذا التفّتْ
جنحتْ بخيالك أروقةٌ
وفنارٌ ثانٍ يتدثرْ ..
........
لا وقتَ لدى هذا الحافي
ليجفّفَ دمعتَها الخجلى
يستلّ عباءتَهُ هرباً
من وجهِ الريح،
وينامُ على غصنٍ غافي..
يتمايل مابين الفيّة والفينة
والريح تدغدغ وجنته
يبتسمُ النجمُ على وجعٍ
ويقهقهُ ماءُ الشجرِ الأخضر!
والقمرُ الواقفُ في (المخفر)
يتحسّرُ غلباً يتحسرْ..
والغيمة حبلى..
لا تمطرْ ..
............
والليلُ ينامُ وحيداً
لا يأبه بالظلمة والنورِ
لا تشغل بالك يا ولدي..
لا تشغل بالك!!
فالأعمى يفعل موالك..
يبني أحلاماً عاليةً
والوقتُ يداهمُ وجهَ الفجر ..
والديك (يقاقي) فوق الصور..
(كوكو كوكو ) بان النور ..
لكن الليل يباغته
أسود من لون مساحتِهِ
وينام وحيداً في الديجور ..
..........
يا سيفَ الوقتِ تمهّلْ
لا تقطع حبلَ الوصلِ
ولا حبلَ الأفكارِ
مازالتْ.....
في وسطِ أريكتِها الأجملْ..
تتدثرُ ملحفةَ الأنثى
وحريرُ الوقتِ على كفٍّ
يتبخترُ فيها يتبخترْ..
.......
يا شمسُ،
الفجرُ متى غدُه؟
والنورُ يشعّ ومولدُه
سألَ السّمارَ فعابثهم
في الوقتِ ،يردّدَ مرقدُه
كلّ الصاحينَ يؤرقّهم
في الحبّ ويدركُ موجِدُه
والطيرُ
يدوزنُ لحنَ هوىً
وينام بفيها منشدُه
والشوقُ يرتّل أياتٍ
تغدو للبحر وترفدُه
والحبّ يؤثثُ أوردةً
في القلب فعز تصيّدُه
---------
ااجمعة 23 ذي القعدة 1440
26 يوليو 2019