رعت حرم أمير منطقة الرياض سمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود اليوم ندوة بعنوان "تعزيز دور الأسرة في حماية الأبناء من العنف والإرهاب" نظمتها جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ممثلة بوكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي بالشراكة مع هيئة حقوق الإنسان وبالتعاون مع برنامج الأمان الأسري بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز وعدد من وكيلات الجامعة وعميدات الكليات وأعضاء هيئة التدريس والطالبات وذلك في قاعة المؤتمرات بالمدينة الجامعية. وهدفت الندوة التي تستمر لمدة يومين إلى إبراز دور الجامعة في نشر المعرفة والمساهمة مع الدولة في التصدي للعنف والإرهاب، ونشر الوعي بحقوق الطفل بمشاركة عدد من صناع قرار وممثلون للوزارات المعنية ، مهنيون ممارسون، باحثون وأساتذة جامعات، ممثلون لمنظمات دولية حكومية وغير حكومية، ومؤسسات المجتمع المدني، جهات تمويل وتستهدف جميع شرائح المجتمع. وبدأت الندوة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقت معالي مديرة الجامعة الدكتورة هدى العميل كلمة رحبت فيها بالحضور مؤكدة أن الجامعة ستحتفل سنويا بيوم الطفل العالمي الذي يصادف 20 نوفمبر من كل عام لتسلط الضوء فيها بمواضيع مختلفة تركز على الطفل واهتماماته وواجباته وحقوقه مفيدة أن هذا العام تم اختيار موضوع (الحماية من العنف والإرهاب ودور الأسرة في تأمين هذه الحماية) وذلك لأهمية تصدي المؤسسات العلمية لهذه القضية من خلال العمل المشترك والدراسات التطبيقية واللقاءات العلمية. وأفادت معاليها أن الأسرة تعدّ هي الدرع الواقي والحصن المنيع في مواجهة الانحرافات الفكرية إلا انه في ظل الانفتاح المعلوماتي وثوره الاتصالات تراجع دور الأسرة التربوي لصالح وسائل الأعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مما جعل الأطفال والشباب فريسة سهلة لمروجي الفكر المنحرف ووقودا لحروب يجهلون ماهيتها و أهدافها، لذا جاء تنظيم هذه الندوة للمساهمة في مواجهة هذا الخطر بعمل مشترك يساهم فيه الباحثين والمهتمين والشباب من طالبات الجامعة بهدف الوصول إلي رؤى مشتركة وتصورات عمليه قابلة للتنفيذ على ارض الواقع. بعدها استشهدت سمو راعية الندوة الأميرة نورة بنت محمد بن سعود في كلمة لها خلال الحفل بمواقف في التاريخ عن دور المرأة في تربية الأبناء وتشكيل شخصية الطفل في عمره الأول مؤكدة أن الأسرة إذا لم تمتلك أو لم تطبق آليات التنشئة السليمة قد تكون أحد الأطراف المسؤولة عن الانحرافات السلوكية والاضطرابات النفسية والاجتماعية للأطفال، وبالتالي تسهم في تدهور شخصية الطفل مما قد يؤدي لانجرافِها إلى العدوانية أو الجريمة أو حتى الإرهاب وتدهور المجتمع والدولة كاملة موجهة شكرها لكافة الجهات المشاركة في أوراق العمل على تسخير وقتِهم وعلمهم في إثراء هذه الندوة راجية من الله الوصول لتطبيقات فعّالة ، وآليات تحقّق الأمن الأُسري و المجتمعي ، فالأطفال هم شباب المستقبل ويستحقون الأمان والحمايةَ من خطر العنف وآثارهِ المدمرة. أعقبها ألقت الوكيلة المساعدة لرئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتورة وفاء التويجري كلمة مبينة أن تهدف الندوة إلى تسليط الضوء على بنود اتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها المملكة وكذلك التوعية بحقوق الطفل التي كفلها الإسلام بالإضافة إلى عدد من المحاور الأخرى التي تغطي كافة الجوانب المتعلقة بقضايا حقوق الطفل في بلادنا، مع التركيز على دور المرأة والأسرة والمجتمع في تحقيق وتعزيز وحماية حقوق الطفل في المملكة مؤكدة إن موافقة جامعة الأميرة نورة على مبادرة هيئة حقوق الإنسان لتنظيم هذه الفعالية المشتركة بأهمية دور المؤسسات العلمية في نشر وتكريس مسار عملية حقوق الإنسان، وتتطلع الهيئة إلى استمرار العمل المشترك مع كافة القطاعات المعنية ومؤسسات المجتمع المدني والمبادرات الوطنية الخاصة من أجل تطوير مستويات التنسيق والتعاون وتوحيد الجهود لرفع الوعي العام بقضايا حقوق الطفل وتطوير الممارسات التربوية والثقافية التي تحيط بمجتمع الطفولة وإكساب كافة البرامج والتنظيمات المتعلقة بالأسرة والطفل الصفة والسمة الحقوقية وفقاً للنظام الأساسي للمملكة وكذلك التزاماتها الدولية لإيماننا الكامل بالعلاقة الوثيقة بين نشر ثقافة حقوق الطفل وبين عملية محاصرة قبول الأفكار العنيفة والمتطرفة لدى هؤلاء الأطفال لاحقاً في مرحلة المراهقة والشباب. بعد ذلك استعرضت المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني الدكتورة مها المنيف نبذة عن البرنامج ونشأته . ثم انطلقت الجلسة الأولى بكلمة صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز قالت فيها: إنّ حماية الأطفال من العنف هي مسؤولية مشتركة بين جميعِ مؤسسات المجتمع، والأسرة هي أولى المؤسسات المعنيّة بتأسيس قواعد هذه الحماية، لهذا فإنّه من المهم أنْ تكون على وعيّ بالدور المنوط بها ويشمل العمل بالقواعد السليمة في التربية كما في الكتاب والسنة وتطبيقها فعلياً، حيث إنّ وعي الوالدين يشكل توجهَ شخصية الأطفال في أعوامه الأولى قبل أن يأتي دور المدرسة كما أجمع عليه معظم علماء النفس فيمكن أن يصابَ بأمراضٍ نفسيةٍ لا يستطيع تخطيّها مع مرورِ الزمن تؤثر على حياتِه المستقبلية وينتج عنها انحرافات خطيرة يصعب تعديلُها في مرحلة لاحقة. ثم شاهد الجميع فيلما وثائقيا من إعداد قناة العربية (اتفاقية حقوق الطفل ونظام حقوق الطفل المقر من مجلس الوزراء). بعدها انطلقت الجلسة الثانية بورقة بعنوان (تجارب الطفولة السيئة وتأثيرها بعيد المدى) قدمتها المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني الدكتورة مها المنيف .ثم ناقشت الجلسة الثالثة موضوع (تعزيز دور المرأة في حماية المجتمع من العنف والإرهاب) حيث شارك فيها مستشارة الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة الأميرة نورة الدكتورة عزيزة المانع وعضو مجلس الشورى أستاذ علم النفس المشارك بجامعة الأميرة نورة الدكتورة لطيفة الشعلان وعضو مجلس الشورى قاضي بوزارة العدل الدكتور عيسى الغيث. وقد تناولت الدكتورة المانع بعض التساؤلات المتعلقة بدور المرأة في حماية المجتمع، مثل ما مدى أهمية أن تنغمس المرأة في البحث عن حلول للمشكلات الأمنية في المجتمع وإنهاء العنف داخله؟ وهل ذلك فعال في جعل المجتمع أكثر أمنا وسلاما؟ هل يمكن للمرأة أن تكون شريكا فاعلا في حماية المجتمع من العنف والإرهاب؟ كيف نطلب من المرأة أن تكون حامية للمجتمع من العنف، وهي نفسها تعاني من ذلك وتطالب المجتمع بحمايتها منه؟ كيف نعين المرأة على أن يكون لها دور فعال في حماية مجتمعها من العنف والإرهاب؟ وبعض المقترحات التي قد تكون ذات فائدة في الانتفاع من جهود المرأة في حماية المجتمع من العنف. فيما أبرزت الدكتورة الشعلان عن المرتكزات التربوية للتنشئة الأسرية التي تقود للعنف والإرهاب مستعرضة نماذج واقعية لمجموعة من النساء من البيئة المحلية، تورطن في فكر وعمليات الإرهاب ممثلا في "القاعدة" أو "داعش" وأخيرا بيّن الدكتور اللغيث عن دور المرأة ورعايتها لأسرتها من منطلق شرعي من خلال القرآن والسنة. وفي الختام قامت معالي مديرة الجامعة بتكريم راعية الندوة الأميرة نورة بنت محمد والأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز بدروع تقدير عبارة عن منحوتات من عمل كلية التصاميم والفنون ثم تكريم المشاركات والمتحدثات ورئيسات الجلسات والرعاة. ثم تم عرض المبادرات الفائزة المقدمة من قبل طالبات الجامعة حيث هدفت الجامعة من ذلك إلى مشاركة طالباتها وتشجيعهن لعرض مواهبهن ومهاراتهن وتبادل الخبرات بينهن وتنمية حس الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع والتوعية وزرع ثقافة الحوار وحب المناقشة بين الطالبات، وقد تم فوز المبادرة المقدمة من قسم علم النفس / كلية التربية، والمبادرة المقدمة من كلية التصاميم والفنون، والمبادرة المقدمة من كلية الخدمة الاجتماعية، والمبادرة المقدمة من كلية المجتمع، والمبادرة المقدمة من كلية الصحة وعلوم التأهيل. ويصاحب الندوة معرض يشارك فيه 40 جهة حكومية وخاصة وجمعيات خيرية بإشراف أخصائيين يقدمون استشارات مجانية للأسر ويعرفون على الخدمات والبرامج الخاصة بالطفولة.