ذكرت تقارير لرئاسة الحرمين أن باب الكعبة المشرفة وباب التوبة الذي يقع داخل الكعبة وصلت تكلفتهما 13 مليونا و420 ألف ريال عندما أمر الملك خالد -رحمه الله – بتغيير باب الكعبة بعد أن أثرت عليه بعض الخدوش، قبل أن يشرف الملك فهد -رحمه الله- على صناعة البابين من الذهب الخالص. وكان باب الكعبة المشرفة شهد تغييرين في العهد السعودي، حيث تم تركيب بابين، الأول في عهد الملك عبدالعزيز، رحمه الله، عام 1363، 1944، حيث تم صنع باب جديد من الألمنيوم بسمك 2.5 سم، وارتفاعه 3.10 أمتار، ومدعم بقضبان من الحديد، وتمت تغطية الوجه الخارجي للباب بألواح من الفضة المطلية بالذهب، وزين بأسماء الله الحسنى، وقد صنعه شيخ الصاغة في ذلك الحين. وبرزت فكرة تغيير باب الكعبة للمرة الثانية عندما لاحظ الملك خالد 1397- 1977، قدم الباب حين صلى في جوف الكعبة، ورأى آثار خدوش في الباب، فأصدر توجيهاته فورا بصنع باب جديد، وباب التوبة من الذهب الخالص، وكان لتوجيهات الملك فهد بن عبدالعزيز (كان وليا للعهد آنذاك) على أن يظهر العمل بالصورة التي تتمناها نفس كل مسلم، وقد زار حين ذاك مقر العمل، حيث كان لزيارته أثرها الفعال في دفع طاقة العمل والانطلاق به، حيث انتهى العمل قبل الموعد المحدد. روعي في صناعة باب الكعبة: 1 تحقيق الانسجام بين التصميم الجديد للباب وستارته باستخدام خط الثلث كعنصر مهم مميز مع الزخرفة. 2 اختيار نسبة وحجم بروز الزخرفة في التصميم الجديد ومطابقة ذلك على الموقع. 3 تنفيذ الزخرفة بالحفر والنقش على الذهب مع استخدام قليل من الفضة بالإمكانات المحلية وبواسطة شيخ الصاغة في مكة. 4 إمكان الربط بين طريقة التنفيذ والزخرفة الإسلامية الأصيلة التي تمتد إلى التراث العريق في التزيين المعماري الهندسي. 5 استخدام أحدث الطرق التقنية في الهيكل الإنشائي للتوصل إلى درجة عالية من المتانة والجودة بحيث يقوم الباب بوظيفته بدون الاحتياج إلى الصيانة. وفي ضوء هذه المبادئ اختيرت للزخرفة طريقة التزيين التي تغطي المساحة، وهي من صميم التراث الفني الإسلامي نظرا لإمكان تنفيذها بالحفر على الذهب، أما المساحات الباقية في الوسط اتخذت فن الزخرف الإسلامي، حيث وضعت في وسطها دوائر لكتابة الآيات الكريمة بالطريقة المعتادة، مع إضافة زخرفات في الزوايا العلوية ليكون شكل الباب العام مقوسا دائريا يحيط بالآيات القرآنية المكتوبة حسب الترتيب الموضوع لها. وتمت التجارب المركزة في شكل إخراج الزخرفة، واكتشفت طريقة في النقش وإبراز الأشكال، وتباين المساحات والفصل بينها. واختيرت الزخرفة من أنواع متجانسة أهم عناصرها هي زخرفة الإطار البارزة، وهي الزخرفة التي تستمر في مستوى مكان القفل حيث تعطي له الأهمية اللازمة، لأن قفل الكعبة المشرفة له شخصية خاصة في الشكل التراثي والوظيفي. وأضيفت في الزاويتين العلويتين زخارف متميزة لإبراز شكل قوس يحيط بلفظ الجلالة (الله جل جلاله) واسم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والآيات القرآنية الكريمة: ((ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ)) ((جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ)) ((رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْق وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْق وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا)) ((كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)) ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)) ويلي ذلك حشوتان على شكل شمسين مشرقتين في وسطها كتابة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) على شكل برواز دائري، وقد ثبتت على أرضية الحشوتين العلويتين حلقتا الباب اللتان تشكلان مع القفل وحدة متجانسة شكلا ونسقا. وبين الحلقتين والقفل مساحة بارتفاع مناسب بغرض الفصل بين أنواع الزخارف المتجانسة شكلا والمتباينة نسبة ليكون الشكل العام مريحا للنظر، وكتب تحت الحشوتين العلويتين الآية الكريمة: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) والحشوتان اللتان تحت القفل، ففي وسطيهما كتبت سورة الفاتحة على شكل قرصين بارزين، وتحت هاتين الحشوتين، عبارات تاريخية بخط صغير: صنع الباب السابق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود سنة 1363 وتحتها: صنع هذا الباب في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود سنة 1399. وضمن زخرفة خفيفة كتب في الدرفة اليمنى عبارة: (تشرف بافتتاحه بعون الله تعالى الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود في ال22 من شهر ذي القعدة سنة 1399)، وفي الدرفة اليسرى، عبارة: صنعه أحمد إبراهيم بدر بمكةالمكرمة، صممه منير الجندي، واضع الخط: عبد الرحيم أمين). كما وضعت زخرفة دقيقة خاصة لأنف الباب المثبت على الدرفة اليسرى. أما الجانب فصمم بطريقة فنية ومثبتة حسب التصميم الزخرفي بعد مراعاة اللوحات الدائرية البارزة التي تحمل أسماء الله الحسنى وعددها 15: – فوق الباب: يا واسع يا مانع يا نافع – الجانب الأيمن: يا عالم يا عليم يا حليم يا عظيم يا حكيم يا رحيم – الجانب الأيسر: يا غني يا مغني يا حميديا مجيد يا حنان يا مستعان. مقاسات الباب: يزيد ارتفاع باب الكعبة المشرفة عن ثلاثة أمتار، ويقارب عرضه المترين، وبعمق يقرب من النصف متر، وهو مكون من درفتين متساويتين. كلفة صناعة بابي الكعبة والتوبة: (13.420.000) ريال استغرق العمل: 12 شهرا كمية الذهب المستخدم: 280 كجم عيار 9.999% بدأ العمل في: غرة ذي الحجة 1398 أقيمت ورشة خاصة لصناعتهما.