يظل باب الكعبة المشرفة من ملامح البيت العتيق والتي يشاهدها الزائر والمعتمر والحاج في المسجد الحرام، وهو نموذج رائع للفن الإسلامي في الزخرفة والخط العربي، والباب الحالي كلف صنعه 13 مليون ريال، وصنع من 300 كيلو جرام من الذهب عيار 99.9 % من الذهب ويعتبر أكبر كتلة ذهبية في العالم، وقد استغرقت صناعته عاما كاملا بدأ صنعه عام 1398ه بقرار من الملك خالد بن عبدالعزيز، يرحمه الله، وشارك في تصميم الزخارف عدد من الخبراء وخلال ثلاثة أشهر قدموا الأفكار الأساسية والدراسات الخاصة المعتمدة على طراز فن المعمار الإسلامي في زخرفة الباب، مع المحافظة على الشكل المعهود للباب ونقش الآيات الكريمة على الذهب، مع إضافة زخارف في الزوايا العلوية تحيط بها الآيات القرآنية المكتوبة، كما أضيفت في الزاويتين العلويتين زخارف متميزة لإبرازها بشكل قوس يحيط بلفظ الجلالة «الله جل جلاله»، واسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والآيات الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم (ادخلوها بسلام آمنين) و (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام) و (رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا) و (كتب ربكم على نفسه الرحمة) و (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)، ويلي ذلك دائرتان على شكل الشمس كتب في وسطهما (لا إله إلا الله محمد رسول الله) بخط بارز، وقد ثبتت على سطح الدائرتين العلويتين حلقتا الباب اللتان تظهران مع القفل في شكل متناسق جميل، وبين الحلقتين والقفل توجد مساحة مناسبة لغرض الفصل بين أنواع الزخارف، وكتب تحت الدائرتين العلويتين الآية الكريمة (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)، أما الدائرتان اللتان تحت القفل فقد كتب وسطهما سورة الفاتحة بخط بارز، وتحتهما كتب بخط صغير العبارات التالية : وقد كتب في الجهة اليمنى من الباب «تشرف بافتتاحه بعون الله تعالى الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود في الثاني والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 1399ه». أما عضادتا الباب فقد زينتا بدوائر بارزة كتب في دوائر العضادة اليمنى عبارات: (يا عالم يا عليم يا حليم يا عظيم يا حكيم يا رحيم) وفي دوائر العضادة اليسرى كتب العبارات التالية: (يا غني يا مغني يا حميد يا مجيد يا مستعان)، وعلى ساكف الباب كتبت العبارات التالية: (يا واسع يا مانع يا نافع) وهذه الدوائر من الذهب الخالص المنقوش، وهي مثبتة على قاعدة من خشب التيك سمكها عشرة سنتيمترات بمادة لاصقة تضمن استمرار التصاق الدوائر الذهبية بالخشب، ويزيد ارتفاع هيكل الباب على ثلاثة أمتار، في عرض يقارب المترين بعمق يقارب نصف المتر، وتم تفصيل الهيكل وتجهيزه بواسطة فنيين مختصين حرصوا على أن يكون هيكل الباب قادرا على تحمل الحرارة الشديدة والأمطار وركبت في أسفل الباب عارضة لمنع المطر من الدخول إلى الكعبة المشرفة، وقد قام بصياغة هذا الباب المرحوم أحمد بن إبراهيم بدر، ابن شيخ الصاغة بمكة المتوفى عام 2009م.