لا يزال باب الكعبة المشرفة منذ بدايته وإلى اليوم من أسرار التاريخ، حيث تم استخدام طرق فنية في الهيكل الإنشائي للباب، للتوصل إلى درجة عالية من المتانة والجودة، بحيث يقوم الباب بوظيفته بدون الاحتياج إلى صيانة، وقد جرى تفصيل الهيكل وتجهيزه بواسطة فنيين أخصائيين، في ضوء مطابقة التصميم الزخرفي من جهة، ومراعاة عوامل الطقس والموقع في تحمل الحرارة الشديدة والأمطار من جهة أخرى. وأعدت أحدث الاحتياطات الفنية لمعالجة النقاط التفصيلية والارتباط بين الباب والحلق من جهة، والجوانب من جهة أخرى، وزودت نهاية الباب بعارضة من الأسفل لمنع دخول المطر إلى داخل الكعبة المشرفة، وتحتوي على قضيب خاص يضغط حرف الباب على العتبة عند الإغلاق. أما بالنسبة إلى الزخرفة والكتابة على الباب، فقد اختيرت من أنواع متجانسة أهم عناصرها هي زخرفة الإطار البارز، وهي الزخرفة التي تستمر في مستوى مكان القفل، حيث تعطي له الأهمية اللازمة، لأن قفل الكعبة المشرفة له شخصية خاصة في الشكل التراثي والوظيفي. وأضيفت في الزاويتين العلويتين زخارف متميزة لإبراز شكل قوس يحيط بلفظ الجلالة (الله جل جلاله)، واسم رسول الله صلى الله عليه وسلم والآيات القرآنية الكريمة (ادخلوها بسلام آمنين) و(رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ) و (كتب ربكم على نفسه الرحمة) و (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)، ويلي ذلك حشوتان على شكل شمسين مشرقتين في وسطهما كتابة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) على شكل برواز دائري، وقد ثبتت على أرضية الحشوتين العلويتين حلقتا الباب اللتان تشكلان مع القفل وحدة متجانسة شكلا ونسقا. وبين الحلقتين والقفل مساحة بارتفاع مناسب بغرض الفصل بين أنواع الزخارف المتجانسة شكلا والمتباينة نسبة ليكون الشكل العام مريحا للنظر، وكتب تحت الحشوتين العلويتين الآية الكريمة (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)، والحشوتان اللتان تحت القفل، كتبت في وسطيهما سورة الفاتحة على شكل قرصين بارزين. وتحت هاتين الحشوتين عبارات تاريخية بخط صغير: صنع الباب السابق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود سنة 1363 ه، وتحتها صنع هذا الباب في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود سنة 1399 ه. وكذلك فإنه كتب في الدرفة اليمنى وضمن زخرفة خفيفة عبارة : تشرف بافتتاحه بعون الله تعالى الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود في الثاني والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 1399 ه، وكتب في الدرفة اليسرى عبارة : صنعه أحمد إبراهيم بدر مكةالمكرمة، صححه منير الجندي، واضع الخط عبد الرحمن أمين. كما وضعت زخرفة دقيقة خاصة لأنف الباب المثبت على الدرفة اليسرى. أما الجوانب فقد صممت بطريقة فنية ومثبتة حسب التصميم الزخرفي بعد مراعاة اللوحات الدائرية البارزة التي تحمل أسماء الله الحسنى وعددها خمسة عشر: فوق الباب : يا واسع - يا مانع - يا نافع . الجانب الأيمن : يا عالم - يا عليم - يا حليم - يا عظيم - يا حكيم - يا رحيم. الجانب الأيسر : يا غني - يا مغني - يا حميد - يا مجيد - يا سبحان - يا مستعان. القاعدة الخشبية على القاعدة الخشبية تم تثبيت لوحات الذهب الخالص بطريقة النقش والحفر، وهذه القاعدة الخشبية مؤلفة من ثلاثة مستويات، في البروز منها عملت الزخرفة الإطارية المستمرة والثانية تحمل الآيات الكريمة.