نظمت كلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية بجامعة أم القرى اليوم, محاضرة علمية بعنوان "تأثير الترويج على وصف الأطباء للأدوية", قدمها الأستاذ المساعد بقسم التوعية والتعزيز الصحي الدكتور محمود عبدالله العريفي, بحضور أعضاء هيئة التدريس من مختلف الأقسام بالكلية. وعرّف الدكتور العريفي التسويق الدوائي أنه تجارة الإعلان أو الترويج لزيادة مبيعات الأدوية, مشيراً إلى أن تعريف منظمة الصحة العالمية لترويج الأدوية أنه جميع المعلومات والأنشطة الإقناعية من قبل الشركات المصنعة والموزعين بهدف الحث على زيادة الوصف الدوائي أو العرض أو الشراء أو استخدام العقاقير الطبية, مستعرضاً إحصائيات الإنفاق الكبيرة من الشركات الدوائية على الإعلان والترويج والمقدر بما نسبته 32 % من ميزانياتها, وهو ما يتجاوز الإنفاق على البحوث والتطوير البالغ 11% . وأفصح عن نتائج الدراسة العلمية التي أجراها في إحدى الدول العربية, التي حددت نسب آراء المشاركين من الأطباء حول بعض التفاعلات بينهم وبين ممثلي شركات الأدوية وما يقدمونه من هدايا تراوحت بين عينات مجانية من الأدوية ومواد تعليمية وهدايا صغيرة, وحضور المؤتمرات ودعوات العشاء والنزهات الاجتماعية ومواد تثقيفية للمرضى ومراجع وأدوات مساعدة على الممارسة ومطبوعات ومواد إلكترونية وتحفيز مالي واستشارات شرفية, لافتا النظر إلى أن الدراسة أبرزت تراوح نسبة تقبل الهدايا على نحو كبير في بعض النواحي, بينما قلت نسبة الموافقة على هدايا مثل العشاء والملحقات المكتبية وتقديم الخدمات والحواسيب المحمولة والهواتف النقالة. وأفاد الدكتور العريفي أن التفاعلات بين الأطباء وممثلي الشركات الدوائية تتعرض للتدقيق المتزايد نسبة لتعارض المصالح الشخصية مع العامة عندما يتعلق الأمر بوصف الأدوية للمرضى مما ينطوي على إساءة استخدام الثقة, موضحاً أن هناك أسباباً عديدة للاهتمام بالموضوع منها كون الترويج الدوائي غالباً مضللاً, وزيادة تكاليف الأدوية في النظام الصحي الوطني, وكون الأدوية الجديدة الأكثر ترويجاً هي الأقل وضوحاً من حيث السلامة. وأكد الأطباء في ختام المحاضرة, على أهمية تجنب الأطباء للممارسات المجانبة للأخلاقيات المهنية بتأثير الترويج الدوائي عن طريق وصف الأدوية بأسمائها العلمية العامة وليست التجارية, والتقيد بموجهات السياسات الوطنية الدوائية وتدريب الأطباء والصيادلة على الأخلاقيات المهنية وتجنب بعض الدراسات السريرية المضللة وخدع الشركات الدوائية.