إذا كانت البيوت تسيّج قضاياها بالكتمان، وتحتاط كثيراً في الستر والتغطية على كافة شؤونها، تأكيداً للمقولة الشائعة: (البيوت أسرار) وإذا كان الواقع كذلك في الغالب، فإن الروائية قماشة العليان تحطم هذه الأسوار والحوائط الأسرية من خلال روايتها (أنثى (...)
يطلق مصطلح الفوتوغرافيا بشكل عام على فن التقاط الصورة الضوئية (أو فن الرسم بالضوء) سواء أكانت الصورة ثابتة، أو متحركة، وقبل عقود من الزمن كانت هذه المهارة ومتطلباتها تنتشر في نطاق ضيق، ولدى شرائح قليلة من الناس؛ نظراً لكون هذا التصوير يحتاج إلى (...)
عُرفت اللغة على أنها وسيلة للتواصل بين البشر في كل مكان وزمان، وفي الحياة شؤون وشجون تستدعي تواصلاً كلامياً، يتضمن لغة ملفوظة يتم إرسالها، ثم يتم رد الرسالة اللغوية برسالة لغوية أخرى، وإذاً فاللغة على الرأي التاريخي القديم لأحد أعلامها القدماء، وهو (...)
من الجمال الأدبي والابتكار البياني أن يخلع الأديب بعض السمات الإنسانية على الجمادات، أو ما سوى الإنسان، فنراه منذ قول امرئ القيس: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ نراه يخاطب الأطلال، ويسائلها، وآخر يحدث الأقمار ويناجي النجوم (...)
على منابر الخطباء والشعراء في سوق (عكاظ، وذي المجاز، ومجنة) وغيرها من أسواق العرب القديمة، كان صوت الشعر والخطابة والحكمة يعلو على كل الأصوات، وكان مولد الشعر في القبيلة أشبه بمولد الانتصار، ومما يذكره لنا التاريخ احتفاء العرب في مواسمهم وأسواقهم (...)
منذ أن صدح العربي بقصيدته، وترنّم بقافيته، كان للشعر ومازال قدرته الفائقة في تجسيد الهوية، أو التعبير عنها، أو الاعتزاز بها ونقش قيمتها في صفحة الذاكرة والأيام، ومن شعراء وطننا اليوم من يجسّد في العديد من قصائده وصوره الشعرية هوية المكان، والإنسان (...)
يمكن للمواد الحافظة أن تُبقي بعض الأطعمة صالحةً للاستخدام الآدميّ فترةً طويلة من الزمن بعد تعليبها، من خلال الإضافات والتركيبات الخاصة، لكن هذا الغذاء يفقد الكثير من خواصّه الطبيعية والمفيدة، وربما يتجاوز الأمر إلى آثارٍ جانبية ضارة، والأمر قد يكون (...)
بين الشتاء والأدب علاقة روحية منذ أزمنة بعيدة، فحين يطلّ بطقوسه الباردة تنساب إلى الأرواح المبدعة أنسامٌ دافئة، تتدفق منها عادة مشاعر الألفة والاحتواء، يداهما بتياره البارد فتسكنها رغبة في الاقتراب من أطرافٍ أخرى، إنه يأتي كل عامٍ نهاراً بارداً في (...)
برع (جوستاف لوبون) في تأسيس مرجع نفسي واجتماعي مهم من خلال كتابه (سيكولوجية الجماهير)، إذ سلّط فيه الضوء على تلك التوجهات الجماهير ية العامة، وطريقة تفاعلها وكيفية التعامل معها، ومن الحقائق المهمة التي أسّس لها في هذا المرجع الثمين أن تحكيم العقل (...)
بصمةٌ من الحزن، أو اللوعة أو الحرمان، تطفو غالباً على نص (الروايئة) حين تبني مشروعها الروائيّ، يبدو ذلك واضحاً في معظم الروايات النسائية (المحلية)، والتي صدرت في العقود الثلاثة الأخيرة مثالًا لا حصرًا، وتبدو بوادر هذه الشعرية الحزينة من خلال (...)
دون أن نشعر نجد الإعلان التجاري يستدرجنا باتجاه تفاصيلَ تغمرها الدهشة، ويكتنفها الفضول في تحليل المحتوى، والإحاطة بأبعاد المعنى، ومقتضى الدلالة، فأسلوب الدعاية التجارية المعاصر نمطٌ بلاغيٌّ يستحق التأمل والنظر، إنّه يعتمد على المناورة، والمخاتلة (...)
يؤثر بعض الأدباء والكتاب والمبدعين أن يسطروا في مراحل متأخرة من أعمارهم سطورًا من سيرتهم الحياتيّة، ويوثقون محطاتهم العمريّة، من خلال أدب (السيرة الذاتية) وهو فنّ له طابعه الآسر الجذاب، إذ يجد القارئ متعةً أدبيّة، وهو يسير في قراءة تجربةٍ حياتيّةٍ (...)
مع تطور العالم المعاصر، وازدهاره تقنيًا، تتنامى فرصٌ كثيرة للاندماج في مستجداته، وبات بالإمكان أن يكون لكل شخصٍ شخصياتٌ افتراضية أيضًا، بل ربما شخصياتٌ بلا عدد، ولم يعد الواقع هو الخيار الوحيد لمن يريد، إذ بإمكان الحقيقة أن تصبح حقائقَ أخرى بطريقةٍ (...)
كتب نجيب محفوظ روايةً من أشهر رواياته في مقهى (الحرافيش)، ومَهَرَ عنوانها باسم المكان، وسطَّر العقادُ كثيراً من مقالاته، ومقولاته في مقهى (الفيشاوي)، وفي بغداد كان مقهى (الزهاوي) منبرًا ثقافيًا وأدبيًا شهيرًا يصلُ صداهُ إلى مختلف الدول العربية، وفي (...)
تشير العديد من الدراسات التي تهتم بدراسة الرواية المحلية إلى أن ما تمّ صدوره بعد نهاية القرن العشرين أي بعد عام 2000م قد فاق من حيث الكم ما صدر من الروايات المحلية منذ بواكير الظهور الأول لها عبر رواية: (التوأمان) لعبد القدوس الأنصاري، في العام (...)
الحالة الثقافية لأي مجتمعٍ ما، هي تركيبةٌ متمازجة لكثير من العوامل، والتفاعلات الإنسانية، منها الدينية والقيميّة، ومنها ما يستند على العادات والتقاليد والأعراف، ومنها ما تشيده حركة الفنون والإبداع الإنساني عبر الزمن، إلى غير ذلك من المؤثرات، ومن (...)
جُبلت الأرواحُ على الألفة والاجتماع، وطُبعت على الاستئناس بدفء مَنْ تطمئنُّ إليه، وترتاح له، يستوي في ذلك كلّ من له روحٌ وقلب، حتى لو كان من أشرس الحيوانات وأشدها فتكًا وضراوة، وتأْنفُ النفس عادةً من الفراق، وتتهرّب منه، وتتألم من وقعه ومرارته، فحين (...)
انفضّ السامر وانتهت فترة معرض الكتاب، الذي احتضنته جامعة الملك سعود بالرياض قبل أيام، وبين لحظةٍ وأخرى، كانت تداهمني علامات استفهامٍ وأسئلةٍ متنوعة، بعضها يبحث عن إجابةٍ، والبعض منها يحضر في خطرات البال، ولحظات التأمل، ولو من باب الفضول والرغبة في (...)
تتنوع جبهات المواجهة التي تخوضها حكومتنا الرشيدة لمواجهة المتربصين بها في هذا الوقت وما أكثرهم، وبقدر هذا التنوع تتنوع أساليب الهجوم وأساليب الدفاع، وكذلك أساليب الرد وأساليب العلاج.
فهناك جبهات الحرب على أرض الواقع وعلى حدود وطننا الغالي يقودها (...)
من الناس من يقول ويفعل، ومنهم من يقول ولا يفعل، ومنهم من لا يقول ولا يفعل، وأما من يفعل ولا يقول فقلة، (وقليل من عبادي الشكور) بالأمس كنت مع أحد رجالات عسير، نتجاذب عذب الحديث، وقد كان فيما كان من الرياض التي قطفنا حلو أزهارها، ورتعنا بين داني (...)