•• من أراد وصفة نجاح للخروج من داء «المثالية المفرطة»؛ فعليه أولاً الاعتراف بمشكلة «الهوس بالكمال» باعتبارها نصف الحل.. ثم تأتي الثقة بالذات للشعور بدرجة أكبر من الرضا.. وفي مرحلة امتلاك مفاتيح القوة الثلاثة: التفكير والعمل والتصميم؛ تبنى الحياة (...)
•• أراه منذ أعوام بنفس المكان في المسجد يفرش سجادته ويصلي «التراويح» على كرسيه.. حين صليت بجانبه شعرت أنه يحمل كماً من التوهج الإيماني ومن جمال الأريحية.. ذلك المُسن المليء بالأمان والأماني؛ أنظر إليه كحزمة ورد أحمر متقطفة من حديقة عامرة.. قلت له: (...)
•• سألتني ابنتي (البتول) سؤالاً: «هل يختلف العيش عن الحياة؟.. نظرت إليها بابتسامة وأجبتها: «الحياة» فضاء مفتوح للجميع، أما «العيش» فواحة خضراء تُوهَب لمن يحجز مكاناً متميزاً في النفوس.. ثم قلت: «اسمعي يا حبيبتي من يمد عروق التواصل وينساب على من حوله (...)
•• ذات صباح رقيق بأضوائه القزحية وغيومه المفروشة في السماء؛ صدح بذاكرتي جملة «شِقُ تمرة» الواردة في عدة أحاديث نبوية أغلبنا يعرفها.. نهضت من مكاني حيث متعتي نحو مخبئي وسط ضريح أرفف مكتبتي الصغيرة أبحث عن دفء فيض العلماء عن «شِق التمرة».. قضيت وقتاً (...)
•• قال لي صديقي في تهنئته بالشهر الفضيل: «رمضان بالأمس له قيمة، واليوم أصبح خاوياً من بريق كنا ننتظره سنوياً».. تلك العبارة التي أؤمن ببعضها صنعت أمامي رماداً من الحسرة على كل شيء جميل ذهب دون رجعة.. قلت: إن كنت تقصد العادات الاجتماعية في الحارات (...)
•• ودٌ معتق وذكرى قديمة تسريان بيننا.. كنا ننظر لبعضنا نظرة مشاعر حميمة.. عندما جاءني صوته الهاتفي قبل أيام؛ سقط جرسه على جَنَان وجداني.. لقد أصبح ذلك المدير العام السابق الذي كان يشتكي من قِصر الوقت؛ يتضجر الآن من بطء انتهاء يومه، فيَعُد ساعاته (...)
•• عشقت في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم كل شيء؛ حرمها النبوي وساحاته، حواريها العتيقة وأزقتها، بيوتها القديمة وأحواشها، وحتى رائحة النعناع والحبق.. واكتنز في جوفها فرحاً بأهلي وأصدقائي.. وفي آخر زياراتي أصابني جرح عميق على صديق يقطنها لم أره من (...)
•• قبل جمعة من احتفاليتنا نحن السعوديين بيوم التأسيس؛ كنت جالساً مع من يمنحني صفحات بيضاء من الحب والابتسامة (أسرتي الصغيرة).. سألني أحدهم سؤالاً انتابني بالفرحة وجعلني على نافذة البهجة مغرداً.. غمرني ذلك السؤال بالتفاؤل بأسرة تعيش وتنمو في قلبي.. (...)
•• فيضٌ من دروس ثرَّة وافرة تعلمتها من الناس والحياة.. وفائض من علوم ثرية وارِفة أخذتها من جدي وأمي.. فأَثِيث إلا أن تكون في عمق أعماق أبنائي منذ طفولتهم.. أردت بذلك إبطال مفعول مخاوفهم الداخلية بإخراجها إلى النور، واستدعائه كل صباح لينشروا شعاعه (...)
•• في المرحلة بين الطفولة والمراهقة كانت المهنة الرفيعة (الطب) هي الرغبة الأعمق والأكثر في داخلي.. شاءت الأقدار ألاّ تكون تلك الأمنية لتكون.. رفعت يديّ لرب الناس: ربِّ إن لم يتحقق لي حلمي فاجعله في أحدٍ من أبنائي.. جمال حلم الأمس الحميم صنعته لي من (...)
•• حين كنت رئيساً للمراسم في سفارتنا بالقاهرة في التسعينات الميلادية؛ زارني في مكتبي شاعر عربي يتحدث بكل حباله الصوتية وكأنه قادم من زمن بعيد.. سألته بعفوية: لماذا أنتم المثقفون تعيشون في عزلة عن الناس تتعاملون مع العامة من برج عاجٍ؟.. أحنى ظهره (...)
•• التقيت ذلك الرجل ذا الابتسامة المشرقة في طائرة أقلتني إلى «جُدَّة» مدتها ست ساعات.. استمتعت بما قاله عن جمال أحلامه المليئة بالدفء.. قائمة اختياراته من الأماني الواقعية تبعث أملاً وتطلعاً.. ذلك المخلوق الجميل بقلبه المفعم بالود وامتلاكه المقدرة (...)
•• حين جاءني ذلك الصديق المتقاعد متوجعاً من الوحدة؛ تذكرت نصيحة قديمة لأمي، شفاها الله: «تحصَّن بنعمة الحياة، فإذا جعلتها جنة ستمنحك الارتواء في كِبرك».. تساءلت بعد خروج صديقي من مكتبي: لماذا ينكفئ بعض المتقاعدين على أنفسهم كأشجار يابسة؟.. ولماذا (...)
•• من يعرفني جيداً يعرف اعتزازي بأهلي وأجدادي.. فمع أول العام الميلادي (2024) كنت على ضيافة أحد أبناء عمومتي.. في تلك العشية الملفتة التي وهبت السعادة لحاضريها؛ خرَجَت من تلابيب ذاكرتي الذكرى ال90 لوفاة جدي الشريف ناصر بن علي (1934).. القائد الذي (...)
•• ما إن أغمضت عينيَّ لقيلولة الظهيرة، إلا وتلقيت اتصالاً أطار النوم من أجفاني وأسال دمعي على قناتي الدمعية.. يخبرني الطرف الآخر بوفاة صديق قديم لم أره منذ أعوام طويلة.. أعرفه رجلاً مثالياً ومن أهم صنَّاع الأمل في الحياة.. حصَّن حائطه الإنساني بحب (...)
•• سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، العسكري الدبلوماسي، المعيّن قبل أيام أميراً لمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، في وظائفه السابقة بالملحقية العسكرية بسفارتنا في واشنطن، ووزيراً مفوضاً بوزارة الخارجية، ونائباً لوزير الدفاع؛ أثبت أنه ممن وهبهم الله من (...)
•• ذات يوم هادئ نهايات مراهقتي؛ نفضت الغبار عن فكري في دنيا أعيشها لأضع لنفسي استفهامات غيّرت أسلوب حياتي المبعثرة.. كيف أصنع لمستقبلي خريطة حياتية واضحة؟.. كيف لي أن أعيش حياة حافلة بالمعرفة تعجّ بالنشاط العملي؟.. وكيف لي عند كِبَري أن أمنع وقف كل (...)
•• عدت من سفري إلى منزلي متشوقاً لأبنائي.. هم يعلمون ماذا تعني لي الحياة بالقرب منهم.. انشغالي المتكرر لا يمنعني من بث بقعة حب لهم حين أكون بينهم.. أشعر بجوارهم بكمية من البهجة تدور في داخلي.. كأنني أقول للعالم الخارجي: أُغلق عينيَّ عنكم لأستمتع (...)
•• كنت في انتظار دوري للدخول على طبيب الأسنان متكوناً على نفسي من ألم «الضِرس»، وإذا بشاب أنيق بجواري يشنِّف روحه بكتاب يقرأه بنهم من جهاز «الآيباد».. أحب أولئك الأشخاص الذين يعرفون طريق الوصول لأهدافهم، وأشعر معهم برائحة الأبوة وطعم الفخر.. أنساني (...)
•• ما إن توقفت السماء عن إشباع الأرض بمائها حتى تذكرت ذلك الرجل الذي يهرول في الحياة بما يعانيه من ضنك وفاقة.. رأيته في مخيلتي وكأنه يردع دموعه المتلألئة في عينيه.. هذا الرجل العامر قلبه بالحياة يدفع فاتورة انزوائه عن الناس توقِّياً لنظراتهم (...)
•• قبل أيام أعلنت الجامعة العربية عن تلقيها طلباً من فلسطين والمملكة لعقد دورة غير عادية لقادة الدول العربية برئاسة المملكة، لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.. سقط من هذه العشوائية ما يقرب من تسعة آلاف (...)
•• جلست ذات يوم صامتاً على مد تفكيري، محدقاً في الأحوال الممتدة للمفهوم الواعي في حياة الأسرة.. أقارن بين زوجين آمنين متوهجين يشتاق كل منهما للآخر، وآخران يعيشان تحت سيطرة معارك صغيرة تنتهي إلى الفراق.. هواجس جاءتني حين اتصلت بي هاتفياً إحداهن تشتكي (...)
•• داهمني اكتئاب حاد وانقباض في كياني حين جاءني ذلك الشاكي من أبنائه.. ومن ديدن رباني عليه جدي ألا أسأل أحداً عن تفاصيل ما أراه يشكي منه.. هذه المرة غيرت من عادتي وسألت ذلك الباكي عن كَمَده.. فاجأني بدقائق توجعه وجزيئات تأوهه ثم اختتم حديثه بسؤال (...)