عين اليوم - السعودية كنُت وحتى لفترة قريبة أخمن عدد الموظفين الحكوميين ب 2 مليون موظف، لكن التغير الوزاري الأخير وضع الوزير النشط عادل فقيه على رأس وزارة الاقتصاد والتخطيط، فتحول ذلك التخمين إلى معلومة موثقة، أول انجاز للوزير هو نشره تقرير الاقتصاد السعودي لعام 2014، أهم ما في التقرير هي المعلومة المثيرة أن عدد الموظفين الحكوميين في السعودية هو 3.25 مليون موظف. حول العالم لا تعد الدولة هي الموظف الأول أو الأكبر، كمتوسط توظف حكومات العالم 6% من القوى العاملة، في السعودية ترتفع النسبة بشكل شاذ إلى 45%، بمعنى آخر لو تخلت الدولة عن أكثر من 2 مليون موظف حكومي، فسيستمر اداء الدولة دون ضرر جسيم، الموضوع واضح هنا ولا يحتاج إلى فذلكة، لدينا موظفون أكثر مما هو مطلوب، وبالتالي لدينا انتاجية ضعيفة مقابل كل موظف، اذن هناك مشكلة، أو كما يدعو بعض المثقفين من أمثال الدكتور عبدالعزيز الدخيل، الذي طالب مؤخراً بفصل موظفي الدولة لأنهم يحبون الراحة، لذلك انتاجيتهم قليلة في نفس الوقترواتبهم عالية، ما يتغافل عنه الدخيل وزملائه المثقفين هو الجانب الاجتماعي والسياسي، لظاهرة العدد الهائل من موظفي الحكومة. هناك توافق في الدول الريعية أن الوظيفة أو الدخل المريح هو حق للمواطن في هذا النوع من الدول، نعم عندما تدخل إلى دائرة حكومية ستكتشف أن 8 من كل 10 موظفين لا تحتاجهم، لو كنت في بيئة عمل طبيعية، ولكنك لست في تلك البيئة، المجتمع والاقتصاد متكيف لدينا على الراحة والدعة والفلة، الوظيفة الحكومية السهلة وذات الراتب المغري هي جزء من ثقافتنا، وجزء من عقدنا الاجتماعي مع الدولة، مثل السمنة والتدخين وعدم ممارسة الرياضة والقراءة، لدينا الوعي بهذه المشاكل لكن ليس من الضروري أن نتحرك لفعل شئ، والله لا يغير علينا، ويوظف عيالنا وبناتنا، قولوا آمين.
