بثت وكالة واس السعودية يوم الجمعة الماضي 6 سبتمبر 2013م من جدة ونشرته الصحف السعودية ومنها "الرياض" أغرب خبر رأيته وتعجبت منه. فالبنك الإسلامي للتنمية الذي يقع مركزه الرئيس في جدة وتعتبر المملكة الممول الأكبر له وميزانيته بالملايين بل بالميارات يقول إنه اعتمد تمويلات جديدة بمبلغ 747 مليون دولار أي حوالي 2.8 مليار ريال سعودي. تعلمون إلى أين.؟ منها 190 مليون دولار أي 712 مليون ريال لصالح شركة فارس الايرانية للمياه والصرف الصحي! لتحسين منشآت الصرف الصحي والبيئة العامة في ست مدن ايرانية!. والباقي لمشاريع أخرى. هكذا كما ورد في الخبر. لن اتطرق للأمور السياسية والعلاقات مع ايران في هذه الفترة والكل يعرف الأوضاع الراهنة في الأزمة السورية وما يحدث في الساحة السياسية ومصالح المملكة في هذا الشأن، لكن لي الحق أن اتساءل. اليست ايران من دول الأوبك الغنية والتي لها صادرات ودخل كبير جداً من النفط؟ هل هي من الاقتصادات الاسلامية الفقيرة والمحتاجة التي يرعاها البنك ويدعمها لتحقيق مصالح الدول الإسلامية وخاصة الداعم الأول والأكبر المملكة؟ ألم يفكر مجلس مديري البنك في هذا الأمر قبل اصدار هذا القرار؟ ألا يوجد دول اسلامية فقيرة أكثر حاجة من ايران واقتصادها الضخم؟ ألم يربط هذا القرار بالجوانب السياسية الراهنة والأوضاع الحالية ومصالح المملكة وعلاقاتها بالدول؟ وهي الدولة الأكثر تأثيرا في قرارات البنك؟ اعتقد أن هناك أمرا ما يحدث في اتجاهات وادارة البنك من الواجب معرفتها. فمصالح المملكة السياسية والاقتصادية فوق كل اعتبار واظن الشخص العادي لو يؤخذ رأيه لن يوافق على دعم اقتصاد ايران ونحن في هذه الظروف فكيف بأعضاء مجلس المديرين ولهم الخبرة والمعرفة بهذه الجوانب؟ لم أنقل لكم ما ورد في نفس الخبر أيضاً من أن البنك موّل مشاريع في صربيا أيضاً! ونحن نعرف تاريخها السيئ في إبادة المسلمين إبان حرب البوسنة والهرسك والأدهى والأمر أنها ذكرت بأنها (منح لا ترد) من صندوق الوقف. لا نعلم عن مبررات البنك في هذا التوجه ولا ندري عن سياسته في المساعدات وليت مسؤوليه يعيدون الإيضاح. فقد سبق لي أن كتبت عنه مقالاً بعنوان( البنك الإسلامي والنخلة العوجاء!) ووردني إجابه عن ذلك في ذلك الوقت. لكن هذه المرة أرجو ان تردني اجابة شافية ووافية. أو أن يكون هناك تدخل من المرجعية القانونية له لكي نعرف من المسؤول وماهي مبررات هذا الأمر الحساس جداً. فمصالح المملكة يجب أن تأتي أولا سياسية أم اقتصادية. هل توافقونني اعزائي الكرام أن هناك مجالات داخل البلد أهم من ايران وصربيا أيها البنك؟ أو على الأقل دول في فقر وحاجة وعوز أكثر من ما ذهبت له إدارة البنك في هذا القرار التاريخي.. والله المستعان.