د. عبدالله الطويرقي - اليوم السعودية اليوم فوجئت بأحد الزملاء في العمل يدخل مكتبي ويستأذنني فى الحديث في موضوع خاص به،وهو بالمناسبة شاب هادئ لطيف مهذب ومتربّ وراعي أسرة ومكافح ما شاء الله عليه ويعمل أكثر من عمل يعني يومه مستثمر فيه بجد ،وأتمنى معظم شبابنا يكونون بهالنوعية..القصة تبدو قصة اقتحام خصوصية إنسان عادية وتحدث لأي رجل أو امرأة هنا وعلى مدار الساعة ولا يكاد يسلم منها أحد في بلدنا المتحضّر ولله الحمد والمنّة.. لكن ما ان اخذ الشاب في سرد تفاصيل قصته حتى أخذت أنا أسرح بفكري في مسائل حق الخصوصيات والحرية للفرد عندنا وعن الجهات المعنية بهكذا أمور لحماية خصوصيات وحياة الناس الخاصة في البلد..ما يهمكم فى قصة الشاب ايها السادة والسيدات أن مواطنا أو مواطنة اغتصب حياته الخاصة منذ ما يقارب الأربعة أعوام-نعم 1460يوما- لم يعرف فيها الشاب ولا أهله طعم الراحة ولا الهدوء ولا راحة البال..الشاب لم يترك جهة رسمية إدارية أو أمنية أو اتصالية لم يلجأ إليها والجميع لم يقدم له ما يعيد إليه حياته الخاصة المغتصبة تصوروا..!!طبعا انتهاك خصوصية هذا الشاب كانت عن طريق الموبايل والهواتف المنزلية الأرضية كل أحاديثه مرصودة كل أرقام الناس اللي يتواصل معها أيضا منتهكة هي وأصحابها من وقت لآخر من هذا المواطن الخطر.. بل لم تسلم زوجته ووالدته المريضة من مهاتفات مروّعة عن الشاب مرات لتشريد الزوجة ومرات لترويع الأم المسنّة على ابنها الشاب بمعلومات لا يحتملها عقل عدو ناهيك عن الصديق..علاقات وبزنس الشاب لم تسلم فلا يكاد يتفق على إنجاز مهمة أو صفقة تجارية حتى يفاجأ في اليوم التالي بأنها في خبر كانا ياما كان،فالأمور المتسلط/أو الأمورة ماإن ينهي الشاب محادثته مع الطرف الأخر حتى تأتيه مكالمة ساخنة تحذره من التعامل مع الشاب فهو رجل خطر ومحتال كبير ونصّاب وعليه الاحتراز منه وهلمّ جرّا..شركات الاتصالات فشلت في تخليص الشاب من مأساته..هيئة الاتصالات العظيمة لم تفعل له شيئا تصوروا أجهزة الرقابة هي الأخرى لم تفلح أيضا في الحد من شرور هذا القرصان لأنه يوقف أنشطته بذكاء فائق عندما يكون هاتف الشاب تحت الرقابة من الجهات المختصة لحين رفع الرقابة عن هاتفه..ويبدو أن صاحب القضية مع الشاب- بحسب وصف جهابذة الاتصالات في البلد- قرصان متمرّس احتل حياته ولا أمل في الخلاص منه ربما إلاّ بتسوية المسألة معه..طيب بالله عليكم هيئة اتصالات ويش كبرها في البلد تترك مواطن يواجه مصيرا شقيا ليل نهار دون ان تفعل له شيء مصيبة بيني وبينكم ما بعدها.. للقصة بقية.