** لو كنت مكان رؤساء الأندية السعودية .. وكذلك رؤساء الأقسام الرياضية بالصحف والمجلات ومقدمي البرامج الرياضية في القنوات الفضائية السعودية منها والعربية.. لخجلت من نفسي وأنا أتذكر حملاتي الشديدة على حكام الكرة السعوديين .. وتشكيكي المستمر فيهم.. وذلك بعد ان رأيت الحكم السعودي المتميز (خليل جلال) يقود مباراة المكسيكوفرنسا الملتهبة بكل اقتدار.. ويتخذ أقوى القرارات وأشجعها بكل عدل وتوازن وثقة.. ** قلت إنني سأخجل من نفسي .. لأن (خليل جلال) اثبت بنجاحه الكبير في إدارة هذا اللقاء وبتكليفه بمباراة الغد بين سويسرا التي هزمت اسبانيا وبين تشيلي المتطلعة إلى مركز متقدم من البطولة ، ان لدينا حكاماً يُعتز ويُعتد بهم.. في الوقت الذي كنا نشكك فيهم.. ونطالب بإبعادهم عن المباريات المهمة للفرق الكبيرة بصورة أكثر تحديداً.. ** كما أثبت (جلال) ان كثيرين منا.. إما انهم يجهلون القانون.. أو انهم يهرفون بما لا يعرفون .. أو انهم يفتقرون – في أحكامهم - إلى الموضوعية.. ويريدون الحُكَّام على مزاجهم.. وذلك أمر غير مقبول على الإطلاق.. ** وما أتمناه هو .. ان يقف كل منهم – مع نفسه – وقفة صادقة وأمينة.. ويراجع مواقفه.. وتصريحاته .. وانفعالاته السابقة.. ويحاكمها.. وان كان الأهم من ذلك هو أن يركز – ان كان رئيساً لأحد الأندية – على تطوير مستوى ناديه.. وتوفير بيئة داخلية ملائمة لنجاحه وبناء قدراته وطاقاته البشرية على أسس صحيحة والعمل على تنمية موارده.. بدلاً من ان يتفرغ لشن الحملات الضارية على الحكام وتبرير إخفاقات فريقه.. وضعف إدارته لناديه.. وإلقاء تبعات الأخطاء على الآخرين.. ** اما بالنسبة للزملاء الإعلاميين .. فإن خليل جلال أكد لهم جميعاً ان وسائلهم بحاجة إلى المزيد من التجرد وعدم مجاراة من يعشقون التصريحات الملتهبة وبالذات ضد الحكام الوطنيين . وان عليهم بدلاً من ذلك .. تكريس الثقة في الحكام.. وتشجيعهم .. وعدم الضغط عليهم.. أو تجييش مشاعر الجماهير الرياضية ضدهم وفقاً لهوى بعض المشتغلين بالأندية.. أو المنسوبين إليها.. ** وقد أذهب أبعد من هذا.. وأطالب الرئاسة العام لرعاية الشباب بألا تستجيب لطلبات الأندية في استبعاد الحكم السعودي من بعض لقاءاتها مع بعضها البعض .. وتوجهها نحو التقليل من الاعتماد على الحكم الأجنبي.. وإلا فإننا سوف نخسر خليل جلال وأمثاله من الحكام المتميزين اذا نحن شاركنا الأندية في تشكيكها بهم.. وبنزاهتهم وكفاءتهم.. ** ولولا ان خليل جلال يمثل عينة ممتازة لحكام سعوديين متميزين.. شأنه شأن (فلاح الشنار وعبدالرحمن الزيد) اللذين شاركا في مسابقات كأس العالم السابقة .. لما اختير للمشاركة كحكم رابع في مباراة الأرجنتين ونيجيريا وكحكم ساحة في مباراة فرنساوالمكسيك الأخيرة.. وكان نجم المباراة الأول دون منازع..وسوف يقود غداً واحدة من أهم مباريات المونديال ** وبمنتهى الحب.. أتمنى على جميع الاخوة في الأندية وفي وسائل الإعلام وفي غيرها.. ان يتوقفوا بعد اليوم عن الخوض في شؤون الحكام الفنية.. وان يحتفلوا معي ومعكم بخليل جلال.. وان يلتزموا الصمت على الأقل فيما يتصل بالأمور الفنية تحديداً.. ** فتحية لخليل جلال.. ولبقية حكام الكرة السعوديين . ** وأصدق التمنيات لأنديتنا في ان تقدم لنا نجوماً قادرين على تمثيل هذه البلاد في كأس العالم القادمة.. وفي ان نرى اكثر من خليل جلال يدير مباريات تلك الكأس.. ** وإن كنت أتمنى أيضاً.. ان أرى رؤساء أندية يتمتعون بروح رياضية عالية.. تُسهم في توعية الجماهير وليس في استثارتها.. وتكرّس القيم الأخلاقية الرفيعة بين صفوفها ولا تدمرها. *** ضمير مستتر: ** (إذا لم تكن قادراً على بذر بذور الحب في من يعيشون معك.. فلا أقل من ان تمنع نشر الكراهية بينهم ).