تنطلق مساء الأربعاء 18/11/2009 في الثامنة بتوقيت السعودية, المباراة الفاصلة بين فريقي مصر والجزائر, في إطار التصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010؛ وسط دعوات إلى التهدئة وضبط النفس من أطراف عدة، أبرزها: تحذير الشيخ يوسف القرضاوي من أن نار الفتنة يمكن أن تأكل الجميع، وتلتهم الأخضر واليابس, وسيكون المنتصر الحقيقي هو إسرائيل، وأضاف القرضاوي أن كرة القدم مجرد (لعبة) تقام في ملعب، مذكرا المصريين والجزائريين بما بينهم من تاريخ مشترك وقفوا فيه صفا واحدا ضد عدو مشترك. وكانت قد اشتدت حدة التوتر بين مشجعي الفريقين عقب فوز مصر على الجزائر بهدفين نظيفين في استاد القاهرة، ما أعاد إليها الأمل مرة أخرى لاقتناص بطاقة التأهل التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الجزائريين. ولم يتوقف الصراع الدائر بين الجماهير عند حدّ التعصب الكروي, بل انتقل إلى دوائر أخرى اجتماعية واقتصادية، إذ أعلنت شركة (أوراسكوم تليكوم) المصرية, الأربعاء 18/11/2009, أن السلطات الجزائرية طالبتها بضرائب وغرامات مستحقة قيمتها 596.6 مليون دولار. فيما انخفض سهم الشركة بنسبة 7 في المائة عقب الإعلان عن الغرامات المفروضة من قبل السلطات الجزائرية في بداية معاملات البورصة المصرية الأربعاء 18/11/2009، وبحلول الساعة 11:10 بتوقيت جرينتش انخفض السهم بنسبة 7.57 في المائة. وقالت الشركة المصرية: "إن المطالبات الضريبية الجزائرية تعتمد على مزاعم لا أساس لها من الصحة"، وأضافت (أوراسكوم) أن المطالبات الضريبية قد تؤدي إلى انخفاض التوزيعات النقدية من الوحدة الجزائرية خلال عام. يذكر أن جماهير غاضبة اعتدت على مقر شركة (أوراسكوم) في الجزائر، وبعض مقار الشركات المصرية الأخرى الممتدة في المدن الجزائرية. وعلى صعيد آخر, توافد آلاف المصريين والجزائريين على العاصمة السودانية لحضور مباراة منتخبي البلدين، ونشرت السلطات السودانية 15 ألف شرطي لتأمين المباراة. ولم تكن الجماهير العربية من محبي كرة القدم بعيدة عن الأحداث الدائرة، فقد اهتمت الجماهير السعودية بمتابعة وسائل إعلام البلدين للتعرف على ما يجري بين الأشقاء، واتسمت ردود الأفعال بالحياد والدعوة إلى التهدئة، فيما خرجت أصوات مصرية وجزائرية تنادي بعدم الخضوع للتعصب الكروي للتأثير في العلاقات التاريخية التي تربط الشعبين، وخرجت حملة توقيعات شارك فيها فنانون مصريون وجزائريون يحملون شعارات الوحدة والإخاء، ومطالبات بدخول الفريقين إلى ساحة الملعب متشابكي الأيدي، لتحية الجماهير وتهدئتها، لتفويت الفرصة على أي محاولات لإشعال فتيل الأزمة من جديد. يذكر أن أجواء المباراة تمكّنت على مدار أسبوع كامل من خطف الأضواء بعيدا عن الأحداث السياسية والاقتصادية التي تجري في العالم العربي.