تطلق مؤسسة دبي للإعلام اليوم حملة جمع تبرعات عبر وسائل إعلامها المرئية والمسموعة والمكتوبة لأجل إغاثة منكوبي المجاعة التي تجتاح الصومال والقرن الإفريقي، وسيبدأ البث الرسمي للحملة التي تستمر يومين، عبر قناة نور دبي والربط المباشر مع إذاعة نور دبي عصر اليوم، وستخصص المؤسسة برنامجاً لدعم الحملة على قناتي دبي الفضائية وسما دبي. وقال مدير قناة دبي والمدير التنفيذي المكلف لشؤون القنوات التلفزيونية في مؤسسة دبي للإعلام، علي الرميثي، ل«الإمارات اليوم» إن «حملة أعينوهم جاءت بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لجمع التبرعات عبر القنوات الاعلامية التابعة لمؤسسة دبي للإعلام، لإغاثة الصومال والقرن الإفريقي من المجاعة». لافتاً إلى أن «التغطية الإعلامية للحملة، سنتطلق عصر اليوم، عبر قناة نور دبي وإذاعة نور دبي». كما ستُخصص حلقتان من برنامج الدكتور محمد عبدالرحمن العريفي «لك صمت» لدعم الحملة وتوجيه رسائل للمشاهدين توضح ما يعانيه الأطفال في الصومال والقرن الإفريقي من مجاعة وسوء تغذية، إضافة إلى بثّ تقارير مصورة تسلط الضوء على حقيقة المعاناة والفقر وبثّ رسائل توضح الدور الإنساني الذي تقوم به المؤسسات والجمعيات الخيرية لنكبة اللاجئين الصوماليين، إضافة إلى الدعم اللازم لإغاثتهم. وتابع الرميثي أن المؤسسة ستخصص برنامج أبواب الخير لدعم الحملة. كما يُقدم بثّ مشترك مباشر بين مركز الأخبار التابع للمؤسسة وقناة نور دبي لجمع التبرعات لأكثر من ثلاث ساعات، بواسطة إرسال التبرعات على رقم الحساب 01520606666601 التابع لمؤسسة محمد بن راشد الخيرية والإنسانية (بنك دبي الإسلامي)، إذ سيتم خلال البث استقبال مشاركين وداعمين للحملة من رجال الدين والأطباء والعاملين في المنظمات الحقوقية، مشيراً إلى أن الحملة تستقبل جميع أنواع التبرعات سواء المالية أو العينية، وذلك بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد الخيرية، كونها الأكثر قدرة على تحديد نوعية المواد الغذائية والمعونات الطبية التي يحتاج إليها المنكوبون. ولفت الرميثي إلى أن المؤسسة ستعمل على توصيل التبرعات وتوزيعها على النازحين بسبب المجاعة دون وسطاء في إفريقيا، خصوصاً أن المؤسسة تمتلك الخبرة الكافية في التعامل مع الحالات الإنسانية والكوارث البشرية، والتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد الخيرية والإنسانية والمستشفى المتنقل ومركز ايواء اللاجئين والمتضررين. وأضاف أن وفداً من مؤسسة محمد بن راشد الخيرية سيغادر الدولة في 20 رمضان، لتفقد الأوضاع وتقدير الحالة الإنسانية التي وصلت إليها المجاعة في الصومال. كما سيتم توزيع المواد الغذائية والمساعدات العينية، موضحاً أن الوفد سيتحرك من أديس أبابا في إثيوبيا عبر الطرق البرية غير المعبدة للوصول إلى مناطق المجاعة، وانتشال اللاجئين ومساعدة المتضررين. ويذكر أن نحو 3.6 ملايين شخص يواجهون حالياً خطر الموت جوعاً في الصومال، وإن العدد يصل الى 12 مليوناً في منطقة القرن الإفريقي، التي تضمّ أيضاً إثيوبيا وكينيا، وفقاً لتقارير الاممالمتحدة الأخيرة. وتتوقع المنظمة الدولية أن تصبح منطقة جنوب الصومال بالكامل منطقة مجاعة، لأن المقاتلين يمنعون شحنات الغذاء، فيما تكافح لسدّ النقص في التمويل لمواجهة ما وصفوه ب «الكارثة الإنسانية». ولفت برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن جماعات المساعدات لا يمكنها الوصول لأكثر من مليوني صومالي في المناطق الأكثر تضرراً، لأن مقاتلي «حركة الشباب المجاهدين» الاسلامية منعوا معظم وكالات المساعدات من الدخول. ووصل عدد اللاجئين من الصومال إلى إثيوبيا لذروته، حيث بلغ عددهم 2000 شخص يفرون يومياً من مناطقهم، خلال الشهر الماضي. وقالت متحدثة باسم منظمة أطباء بلا حدود إن سكان المخيمات يعانون في الوقت الحالي أمراض الحصبة، والإسهال المائي، وعدوى الجهاز التنفسي. وأكدت أن بعض اللاجئين يجدون صعوبة شديدة في تحمّل الانتظار، ويسير الأشخاص الذين يتمكنون بالكاد من الوقوف على أقدامهم بسبب الجوع، لأيام وربما أسابيع، عبر القفار القاحلة للعثور على وجبة طعام ومياه. كما أن كثيرين منهم خرجوا للبحث عن مساعدة لأطفالهم المرضى، لافتة إلى ان «الجفاف في القرن الإفريقي والمجاعة في الصومال أسفرا عن تعريض أكثر من مليون طفل لخطر المجاعة». ولفت المتخصص في اتصالات الطوارئ في منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف)، كريستوفر تيدي، إلى أن الوضع في الصومال يفطر القلب، خصوصاً أن حالة طوارئ تواجه الأطفال، نظراً الى أن نحو مليون طفل دون الخامسة من العمر يعانون سوء تغذية حاداً، بينهم نصف مليون طفل يعانون سوء تغذية يهدد حياتهم بصورة وشيكة. وتشير «اليونيسيف» إلى أن نحو 470 ألف طفل في جنوب الصومال يعانون سوء تغذية. ويتوقع مسؤولو الأممالمتحدة أنه بنهاية العام الجاري، سيحتاج نصف سكان القرن الإفريقي. أو ما يصل الى 3.5 ملايين شخص، إلى إعانات غذائية عاجلة، في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار الغذاء بسبب انعدام الأمن، وارتفاع أسعار الغذاء عالمياً، وتدهور قيمة العملة المحلية، وشح الأمطار. وخلال الأشهر القليلة الماضية، أكد موظفو الإغاثة أن نسبة الأطفال الذين يعانون سوء التغذية وصلت في هذه المناطق الى 400?، وجاء في أحد التقارير أن جسم الطفل في البداية يذبل وتصاب يداه ورجلاه بالهزال، ويتقشر جلده ويجفّ، وأخيراً ينتفخ بطنه ويتورم، وهي الحالة التي تنتج عن نقص مريع في البروتينات.