إنكار النظام السوري اقترافه للمجزرة البشعة التي ارتكبها بحق الأطفال والنساء والأبرياء في غوطة دمشقالشرقية ليس مستغرباً، كما لم يكن مستغرباً ارتكابه لكل المجازر وعمليات القتل والتدمير المنظم للوطن السوري ومقدراته ليس منذ انطلاق الثورة السلمية وتحولها بفعل مواجهة النظام للمتظاهرين السلميين بالسلاح والقتل والتدمير فحسب إلى ثورة مسلحة، بل مع بداية المجازر التي ارتكبها النظام -ولا يزال- منذ تولي النظام وهيمنته على الحكم في سوريا منذ أكثر من أربعين عاماً، لم يتوقف خلالها قتل الأبرياء من أبناء الشعب السوري الشقيق واعتقالهم وزجهم في غياهب السجون، بل لقد طالت عمليات أصبح لزاماً على القوى الأخرى التي تدعي حرصها على الأمن والسلم الدوليين وإدانتها لقتل الأبرياء وفي مقدمتها دول الاتحاد الأوروبي، أن تفي بتعهداتها وتصريحات زعمائها ووزراء خارجية دولها المتكررة عن حماية المدنيين وعدم السماح بقتلهم واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً في ابادتهم. القتل والاعتقال أبناء الشعوب العربية الأخرى وبخاصة الشعبان اللبناني والفلسطيني اللذان مازالا يعانيان من بطش هذا النظام ومخابراته وعملائه حتى اليوم، كما ان هذه المرة ليست المرة الأولى التي يستخدم هذا النظام السلاح الكيماوي في إبادة الشعب السوري وقتله، فقد سبقتها العديد من المجازر التي تتواطأ جهات عديدة في محاولة لطمسها ومحو آثارها والعمل على تبرئة النظام من دماء شهدائها ومنها تريمسة والحولة وأريحا وغيرها، وكما أنكر النظام اقترافه للمجازر السابقة فلا غرابة أن ينكر اقتراف هذه المجزرة أيضاً، وليس غريباً أيضاً أن يكرر الأمريكيون وعلى رأسهم سيد البيت الأبيض تصريحاتهم: إن استخدام السلاح الكيماوي سيكون في المرة القادمة خطاً أحمر، أما الدب الروسي فهو يزداد اصراراً على توظيف الفيتو في حماية قتلة الأطفال والنساء في تواطؤ لا يمكن إلاّ أن يكون مقصوداً بينه وبين الأمريكيين لإدامة عمليات القتل والتدمير التي تشهدها سوريا وسائر البلاد العربية التي ابتليت بعملاء هؤلاء وهؤلاء، وإذا كان موقف كل من الأمريكيين والروسيين قد شجع النظام القاتل -ولا يزال- على ارتكاب مزيد من عمليات القتل والإبادة فقد أصبح لزاماً على القوى الأخرى التي تدعي حرصها على الأمن والسلم الدوليين وإدانتها لقتل الأبرياء وفي مقدمتها دول الاتحاد الأوروبي، أن تفي بتعهداتها وتصريحات زعمائها ووزراء خارجية دولها المتكررة عن حماية المدنيين وعدم السماح بقتلهم واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً في ابادتهم وفي مقدمتها السلاح الكيماوي، وأن تثبت جديتها في هذه المواقف والتصريحات والمبادرة للعمل سوياً وخارج نطاق مجلس الأمن الذي أصابه الفيتو الروسي بالشلل وكما فعلت من قبل في العراق وصربيا لفرض وقف اطلاق النار وحماية المدنيين بالقوة وسوق مجرمي الحرب الذين ارتكبوا المجازر بحق الأبرياء والمسالمين إلى المحكمة الدولية لينالوا الجزاء الرادع لما ارتكبوه، وإلا فإن شريعة الغاب ستسود وسيتمادى المجرمون في ارتكاب مجازر جديدة في أكثر من مكان بل وفي كل مكان، ولا يحتاج المجرم لينجو من العقاب إلا إلى انكار جريمته. ومتى كان المجرم يعترف بما يقترف؟؟ تويتر: @fahad_otaish