كثفت قوات النظام السوري المدعومة من حزب الله اللبناني قصفها لمدينة القصير بريف حمص، بينما تواصلت المعارك على جبهات متفرقة في عدة محافظات، وخلفت عشرات القتلى معظمهم في درعا. وأفادت الهيئة العامة للثورة أن عدد القتلى الذين سقطوا جراء القصف المتواصل على القصير ارتفع إلى 39 بينهم طفل خلال الساعات ال24 الماضية. وذكرت الهيئة أن أغلب القتلى سقطوا أثناء الاشتباكات مع قوات حزب الله اللبناني. من جهته قال اتحاد تنسيقيات الثورة: إن الطيران الحربي جدد قصفه على المدينة صباح الاحد، بالتزامن مع محاولات عناصر من حزب الله اقتحام قرية الحميدية في ريف القصير، لكن الجيش الحر قال: إنه تمكن من صد محاولاتهم. وأكد ناشطون في وقت سابق إرسال قوات النظام تعزيزات عسكرية على طريق دمشق حمص الدولي باتجاه القصير. وقال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة هادي العبدالله، في اتصال مع الجزيرة في وقت سابق: إن ما لا يقل عن 24 قتلوا وأكثر من مائتين أصيبوا بمختلف أنواع الأسلحة التي قال: إن حزب الله استخدمها وحده. وأكد أن عناصر الحزب يديرون وحدهم محاولات اقتحام القصير والعمليات العسكرية هناك. وقال العبدالله: إن حزب الله لم يدخر أي نوع من الصواريخ إلا استخدمه، مما أدى إلى وقوع معظم القتلى من المدنيين، وأكد أن مقاتلي المعارضة سمعوا على أجهزة اللاسلكي أن عناصر حزب الله يتلقون أوامر بتدمير القصير على أهلها. من جهته قال اتحاد تنسيقيات الثورة: إن الطيران الحربي جدد قصفه على المدينة صباح أمس، بالتزامن مع محاولات عناصر من حزب الله اقتحام قرية الحميدية في ريف القصير، لكن الجيش الحر قال: إنه تمكن من صد محاولاتهم. جبهات مشتعلة من ناحية أخرى، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس الأحد سقوط عشرات القتلى في محافظات مختلفة معظمهم في درعا، بينهم 13 من الجيش الحر. وتجددت الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على أسوار مطار دير الزور، حيث قال اتحاد تنسيقيات الثورة: إن الجيش الحر يستهدف المطار بقذائف الهاون. وفي درعا البلد قالت التنسيقيات: إن أحد عناصر الجيش الحر قتل في الاشتباكات المتواصلة. كما ذكرت شبكة شام أن قوات النظام قصفت بالمدفعية والدبابات حي برزة بدمشق، بالتزامن مع بدء قوات النظام حملة دهم للمنازل في حي ركن الدين. وفي ريف دمشق أفاد الناشطون بوقوع قصف عنيف على بيت سحم وداريا ومخيم خان الشيخ ومعضمية الشام، كما شنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في بلدة الرحيبة بمنطقة القلمون. وعلى جبهة أخرى شهدت داريا تصعيدًا عسكريًا بعد وصول تعزيزات من جانب قوات النظام في محاولاته لاستعادة السيطرة على المدينة. ووفق ما ذكر الناشطون فقد استمر القصف المدفعي والصاروخي العشوائي والمتقطع من جبال الفرقة الرابعة والثكنات والحواجز العسكرية المحيطة بالمدينة، ما خلف دمارًا بأحياء المدينة والبنية التحتية. أوامر إيرانية ودخل حزب الله اللبناني بقوة على خط النزاع السوري بطلب من داعمته إيران التي ترغب في الحفاظ على موقع حليفها الرئيس السوري بشار الأسد مهما كان الثمن، لكن هذه المشاركة بدأت تضر بسمعة الحزب في لبنان كما العالم العربي، بحسب ما يقول محللون. ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في باريس زياد ماجد: إن «مشاركة حزب الله في الحرب في سوريا نابعة من قرار إيراني بدعم النظام حتى النهاية بالاستناد على لاعبين إقليميين، وفي مقدمهم حزب الله». ويشارك نحو 1700عنصر من الحزب في القتال إلى جانب القوات النظامية السورية، وخصوصًا في اقتحام مدينة القصير الاستراتيجية الذي بدأ الأحد الماضي. ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية غسان العزي: إن «الإيرانيين طلبوا من الحزب المشاركة في المعارك داخل سوريا بشكل نهائي وعلني لأن على هذه الحرب أن تقرر مستقبل التحالف بين إيران وسوريا، وربما مستقبل كل المنطقة». إلا أن أسبابًا إضافية تقف خلف المشاركة العسكرية للحزب في المعارك داخل سوريا، بعدما كان يشدد على أن ترسانته العسكرية الضخمة مخصصة حصرًا ل»مقاومة» اسرائيل. ويقول وضاح شرارة أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية ومؤلف كتاب «دولة حزب الله»: إن «فقدان آل الأسد للحكم ستكون له انعكاسات قاتلة على حزب الله، ليس فقط لجهة تزويده بالسلاح وعبور العناصر والمال، لكن أيضًا على المستوى السياسي لأنه سيحرم من الدعم السوري الكامل». ويرى ماجد أن أحد منطلقات سلوك الحزب هو «رغبته في أن يظهر نفسه كلاعب أساسي في المنطقة وليس فقط في لبنان. يريد أن يقول إنه قادر على التدخل بطريقة حاسمة على مسارح العمليات في خارج البلد».