بعد الركود الذي سببته الأجهزة اللوحية لسوق أجهزة الكمبيوتر المحمول التقليدية أعادت أجهزة ألترابوك «Ultrabook» الكمبيوتر المتحولة إلى حلبة المنافسة مجددا، فقد سعت الكثير من الشركات ومطوري البرامج لجعل الأجهزة اللوحية توازي أجهزة الكمبيوتر في أدائها على مستوى البرمجيات والتطبيقات والخدمات، إلا أنها لم تتعد نطاق التصفح والتعديل المتواضع على البيانات ولم تبلغ حتى الآن مبلغ الإنشاء الكامل للبيانات أو الاستفادة من البرامج المخصصة. ويتكهن بعض الخبراء أن ينهي جيل الكمبيوترات الهجينة عصر الأجهزة اللوحية قريبا، كونه ألغى فارق الحجم، بفضل تصنيعه بمميزات وأحجام أقل سمكا وأخف وزنا وأعلى أداء من بعض الأجهزة اللوحية. وقال المدون التقني محمد بالفقيه «إن انتشار الكمبيوترات المتحولة سيؤثر على سوق الأجهزة اللوحية بشكل كبير كونها تعتبر الخيار الأول والأخير للمستخدم، الأجهزة اللوحية صممت بشكل عام مع التركيز على تلقي البيانات ومشاهدتها، وليس لصنع هذه البيانات، وهو ما ارتبط تاريخيا بالأجهزة المزودة بلوحات المفاتيح. فهو الذي يقرر مدى احتياجه لجهاز لوحي أو لجهاز كمبيوتر متحول، كما أن هذا التأثير سيكون سلبيا جدا على الأجهزة اللوحية لأن المستخدمين الجدد الذين لا يملكون أجهزة لوحية أو كمبيوترات شخصية سيكون الجهاز الهجين أو المتحول بالنسبة لهم هو خياره المفضل لقدرته على الدمج والاستفادة من الجهاز ككمبيوتر أو جهاز لوحي في الوقت ذاته». وتابع «مما سيسهم في سحب البساط من تحت الأجهزة اللوحية لصالح المتحولة هو دعمه لنظام ويندوز 8 وتطبيقاته إضافة إلى خفة وزنه وطول عمر البطارية، إضافة إلى احتوائه على منفذ «usb» الذي يفتقده جميع مستخدمي الأجهزة اللوحية وذلك لتوصيل الطابعة والذاكرة الفلاشية وغيرها، أما المآخذ التي لم تتخلص منها أجهزة الكمبيوتر الهجينة حتى الآن فتكمن في فقدانها لحساسية شاشة اللمس مقارنة بأجهزة أبل وسامسونج اللوحية فتعتبر الشاشات أقل كفاءة منها، إضافة إلى أنها مزودة بشاشات كبيرة الحجم مقارنة باللوحية». وأكد بالفقيه أنها تعتبر أحد الحلول الجيدة التي تخدم قطاع الأعمال في إنجاز المهام اليومية داخل المكتب وخارجه لأنها تميزت عن الأجهزة اللوحية بوجود لوحة مفاتيح وماوس تسهل أداء الأعمال والتعديل عليها، بالإضافة إلى كونها تستخدم الويندوز كنظام تشغيل لها مما أتاح للمستخدمين خاصة في قطاع الأعمال الاستفادة منها لعدم تعارضها مع أنظمة التشغيل في أعمالهم على عكس ما يعانونه من أنظمة تشغيل الأجهزة اللوحية أندرويد وأبل، التي عادة ما كانت أنظمتها تتعارض مع نظام الويندوز لصعوبة توافقه معها. وأشار مدير عام شركة لينوفو بالمملكة أنيرود كول إلى أن جميع التوقعات أشارت إلى أن مرحلة ما بعد الكومبيوتر الشخصي وصلت إلى زوال وشيك للكومبيوترات الشخصية، إلا أن هذه التوقعات فشلت على مدى عدة عقود، وإذا نظرنا إلى ما جرى في التسعينيات، فقد استمر الكومبيوتر الشخصي والتقنيات المرتبطة به بالتطور، وزادت مبيعاته، ولا يزال حتى اليوم يعتمد الأفراد والشركات على الكومبيوتر الشخصي في أعمالهم وكتابة المراسلات الإلكترونية وتصفح شبكة الإنترنت. وأكد كول أن قطاع الأعمال شهد تغيرا كبيرا بعد توفير الكومبيوترات المحمولة للموظفين، حيث أصبح «التنقل» هو كلمة السر، ومنذ ذلك الحين سعى منتجو الكومبيوترات بشكل متواصل لتزويد الأفراد وقطاع الأعمال بالكومبيوترات المحمولة، وحتى وقت قريب كانت الكومبيوترات المحمولة كبيرة وثقيلة الوزن، وفي بعض الأحيان كانت غير عملية، لكن هذه العوائق تلاشت تباعا مع كل جيل جديد، وباتت الأجهزة الآن مصممة ببطارية أطول عمرا، وذات مواصفات متقدمة، وشاشات أفضل، ووزن أقل، وإمكانات اتصال أوسع: بدءا من»واي فاي» وحتى اتصالات الشبكات اللاسلكية واسعة النطاق «WWAN» واتصال الجيلين الثالث والرابع. وتابع «إن الأجهزة اللوحية صممت بشكل عام مع التركيز على تلقي البيانات ومشاهدتها، وليس لصنع هذه البيانات، وهو ما ارتبط تاريخيا بالأجهزة المزودة بلوحات المفاتيح، ونتيجة لذلك، ظهرت فئة جديدة من الأجهزة تدعى الكومبيوترات المتحولة «Convertibles» وهي كومبيوترات هجينة، أي محمولة ولوحية معا، إذ يمكن تحويل الجهاز إلى كومبيوتر محمول أو لوحي، حسب الحاجة». وتقدم الأنواع المختلفة من الكومبيوترات المتحولة وظائف مختلفة. فمثلا، يعتمد أحد أنواع الكومبيوترات المتحولة على شاشة قابلة للفصل تحول الجهاز المحمول إلى كومبيوتر لوحي يعمل باللمس. ويعتمد نوع آخر على شاشة ذات مفاصل تلتف إلى الخلف بالكامل، الأمر الذي يحول الكومبيوتر المحمول إلى لوحي دون الحاجة إلى فصل الشاشة عن لوحة المفاتيح. ويسمح جهاز مماثل ذو مفاصل بتدوير الشاشة لتغطي لوحة المفاتيح، ما يعني أن أمام المستخدم ثلاثة خيارات من فئات الأجهزة المتحولة للاختيار من بينها. وأشار تقرير لشركة «IDC» أن الأجهزة اللوحية لن تقضي على أجهزة الكمبيوتر، بل سترغمها على التطور، وأن الأجهزة اللوحية ستحل محل الكثير من أجهزة الكمبيوتر المحمولة، لكن هذا الأمر سيعزز مبيعات أجهزة الكمبيوتر التقليدية لأن الجهاز اللوحي لا يستطيع القيام بكل ما يقوم به الكمبيوتر، مما سيجبر الشركات على إعادة ابتكار لأجهزة الكمبيوتر التقليدية.