يتعدد معنى مصطلح «تعليق» في اللغة العربية إلى أكثر من معنى وأنا هنا بدوري سأذكر ما يطرأ على بالي حاليا وسامحوني في ما نسيت واشكروني على ما ذكرت. هناك نوع من التعليق وهو التعليق على المباريات وهو وصف ما يحدث أمامنا من مجريات للمباراة واحداثها مع وجود صوت لشخص مختبئ عند المايكروفون كأن يقول (الكورة مع اللاعب ماجد وبيعدي من الاول ويراوغ الثاني ويحطها كوبري من الثالث وبعدين «يعلّق» الحارس ويضع الكورة في سقف المرمى) فهذا هو النوع الأول. أما النوع الثاني فهو «تعليق» الملابس وهو المضاد ل»تصفيط» الملابس في الدواليب ، أما الثالث فهو طلب إبداء الرأي على موضوع ما كأن يوجه المذيع سؤالا لضيفه فيقول : أستاذ ماجد نريدك أن «تعلق» على موضوع الطرق والشوارع والحفريات عندنا. قمة الفشل في أن تعيد في كل مرة نفس التجربة ومن ثم تتوقع نتيجة مختلفة ، إلى متى نحل قضايانا الأساسية الرئيسية بشكل مؤقت عن طريق المسكنات ، للأسف كلما ازدادت المشاريع كثرت المشاكل و أذكر في المدرسة الإبتدائية حين هطول الامطار كان المدير يؤكد على حضورنا في اليوم التالي وحتى ان استمرت الامطار فلا عذر اطلاقا اما النوع الأخير فهو نوع جديد تم اكتشافه مؤخرا وهو «تعليق» الدراسة ، وهو أعجب وأطرف تعليق من أنواع التعليقات التي ذكرتها أعلاه ، فهذا النوع من التعليق هو ما يجلب السعادة لأناس كثيرين ويزيد من تعاسة آخرين ، فما أن يطرأ أي تغيّر جوي أو غير جوي أيضا إلا وتأتي هذه الدراسة لتُعلّق ، فحين حدوث موجة من الغبار تعلق الدراسة وحين هطول الامطار تعلق الدراسة وهذا اعتراف واضح وصريح بأننا لا نملك أي طريقة لمواجهة أي نوع من المتغيرات إلا «التعليق» ، وما حدث في هذا الاسبوع من تعليق للدراسة في الرياض وحفر الباطن والزلفي وغيرها خير شاهد ودليل ، ففي الرياض علقت الدراسة حين عقدت القمة العربية! وياليت تلك القمة أسفرت عن قرار لدخول الجيوش العربية لفلسطين وتحريرها من نجاسة اليهود (كان قلنا الحمد لله لن تعلق الدراسة على الفاضي) وايضا علقت الدراسة لاجتماعات قمة أوبك ، وهنا أنا أجد تساؤلا يمثل أمامي ، ماذا لو كنا عاصمة اقتصادية او سياسية كإمارة دبي مثلا أو ولاية نيويورك فهل سنعلق الدراسة كل يوم ؟ هل يظن مسؤولونا أن مجرد تعليق الدراسة هو الأمر الصحيح والمناسب والعلاج الكافي لحل المشكلة ؟ ماذا لو استمر سبب التعليق هذا لأسبوع او أسبوعين ؟ ماذا سيحدث ؟ هل ستبقى الدراسة معلقة حتى زوال ذلك السبب. العجيب ان الدراسة تعلق فقط للطلاب والطالبات ما دون الجامعات ، وكأن طلاب وطالبات الجامعات والموظفين لديهم حصن ومناعة من الكوارث أو أنهم غير مرغوب بهم في هذا المجتمع. قمة الفشل في أن تعيد في كل مرة نفس التجربة ومن ثم تتوقع نتيجة مختلفة ، إلى متى نحل قضايانا الأساسية الرئيسية بشكل مؤقت عن طريق المسكنات ، للأسف كلما ازدادت المشاريع كثرت المشاكل و أذكر في المدرسة الإبتدائية حين هطول الامطار كان المدير يؤكد على حضورنا في اليوم التالي وحتى ان استمرت الامطار فلا عذر اطلاقا ولم أذكر في حياتي بأن الدراسة علقت ولا لساعة واحدة ، أما الآن فمع أي تغير تعلق الدراسة وهذا يؤكد ان مع كثرة المشاريع واتساع الرقعة العمرانية تتناسب معها طرديا المشاكل والمعوقات . مشكلة الطرق عندنا مشكلة رئيسية عواقبها عديدة ففي الصيف تسبب الازدحام وتؤخر مصالحنا وتشوي أجسادنا في الحرارة ، وفي الشتاء تغرق شوارعنا وسياراتنا وبعض بيوتنا. بيت القصيد اصلحوا شوارعنا لتنصلح حياتنا وحينها كلنا سنقول «لا تعليق».بإذن الله ألقاكم الجمعة القادمة،في أمان الله.