نتفق على ان كرة القدم ليست اهم اولوياتنا التنموية، ولكننا قد لا نختلف على ان ثلاثة ارباع مجتمعنا هم من الشباب الذين أصبحت كرة القدم هي متعتهم ومتنفسهم الوحيد، لذلك فانه من غير الحكمة ان يتم الاستخفاف باهمية هذه اللعبة الشعبية الاولى في حياة هذه الجيل المجنون بعشقها حد الهوس، والذي لم يعد ينظر اليها كلعبة فقط بل اصبحت تشكل له ملهما وجدانيا يتأثر سلبا وايجايبا ومعطياتها وتداعياتها، واصبحت هي من يصوغ مزاجهم العام سواء على مستوى الاندية المحلية او المنتخب الوطني الذي يفترض انه النادي الاكبر الذي يتفق على حبه الجميع وتنصهر في لونه الاخضر كافة الالوان وتهتف له المدرجات باعتباره الممثل الوطني لجميع الاندية وخلاصتها النهائية وهو وحده القادر على جبر القلوب وتحسين المزاج العام وكسرها وتوزيع الاحباط والهم والغضب على الجميع بالتساوي، تبعا لنتائجه ومستوى حضوره في الميدان . لن اتحدث هنا عن المنتخب وانتكاساته المتتالية واداراته ومدربيه ولاعبيه واعلامييه والذين انشغلوا بتبادل الشتائم وتصفية الحسابات والضرب من تحت الحزام فهم جزء من مشهد النكسات الكروية المتسارعة.. ولكنني ساحاول فقط ان اقترب من تشخيص العلة التي تضرب في صميم الكرة السعودية وتقوض انجازاتها وتهدد مستقبلها وتبدد احلام شبابنا الذين يتوقون الى منجز وطني جديد معتبر على المستوى الاقليمي والاسيوي والعالمي يمكن التغني به مجددا واعتباره مؤثرا لعودة قوية نحو القمة التي كانت الكرة السعودية تحتلها ذات يوم. ثورة ربيع رياضي منتظرة لاستعادة المنتخب المختطف!!،،، الطرح الاعلامي السائد جزء من مشهد السقوط!!،،، إعادة الثقة لمدربينا وحكامنا الوطنيين وحمايتهم !! ان العلة باختصار تكمن في اللاعب الاجنبي الذي قتل موهبتنا من ناحية واستنزف مدخرات الاندية من ناحية اخرى وهي تجربة فاشلة بامتياز وكان يمكن ان تستوقف ( الاتحاد السعودي لكرة القدم ) وتجعله يعيد حساباته بعد النتائج المتردية للاندية والمنتخب السعودي تبعا لذلك، لكنه للاسف تورط من جديد في تعميم التجربة على اندية الدرجة الاولى بل واقر في زيادة عدد اللاعبين الاجانب في الاندية الممتازة الى ستة بدلا من اربعة، وكل ما نخشاه ان ينغمس اكثر ما يسمح باستيراد فريق بكامله من حارس مرماه الى رأس الحربة، وهنا تكتمل الكارثة ونقول على الكرة السعودية السلام ..اجل هؤلاء اللاعبون الاجانب هم سبب تدهور الكرة السعودية التي اصبحت تعتمد على الخبرات الجاهزة بحثا عن النتائج والالقاب السريعة وهو ماجعلها تغرق في الديون والخيبات، وعدم القدرة على انتاج مواهب محلية قادرة على كسب الرهان لصالح هذه الاندية اولا ثم المنتخب الذي بات هو الاخر كسيحا عاجزا عن مجاراة المنتخبات الاخرى ورفع معنويات جمهوره المحبط لقد حان الوقت للنظر في الاستغناء عن اللاعب الاجنبي في ملاعبنا تماما نظرا لتأثيره السلبي المباشر على مخرجات الكرة السعودية، وقتل المواهب والطاقات الابداعية التي يفترض ان تكون الاندية هي مصدرها الدائم لتغذية المنتخب الوطني اولا باول حتى يكون حضوره بشكل متصاعد ويكون امداده مستمر للمحافظة على موقعه بدلا من النكوص والتراجع تماما كالمحارب الذي اذا لم يتوفر له مركز امداد وهو في ارض المعركة، فانه لا محالة مهزوم مهما حاول الصمود، انه نداء عاجل ومباشر الى عقل العملاق الاسمر احمد عيد ورفاقه في الاتحاد الجديد: ان اوقفوا فورا هذه التجربة الفاشلة ودعونا نعود الى مناجمنا القديمة لاكتشاف مواهبنا والاعتماد بعد الله على سواعدنا واستعادة فردوسنا المفقود، او منتخبنا الوطني المختطف منذ سنتين. ايها الرفاق ليكن قرار الموسم الحاكم بالغاء تجربة اللاعب الاجنبي في الملاعب السعودية، ولا بأس ان تكونوا اكثر شجاعة لتعيدوا الثقة للمدرب الوطني والحكم الوطني ايضا لضمان نجاح المنجز الوطني الرياضي من كافة جوانبه، وعندها يمكن ان يكون للقرار صولجانه وللمستقبل بريقه الآخاذ. دعوا الهوامش الرياضية التي تشغلكم ايها الاعزاء جانبا وادلفوا للعمق مباشرة لتنتصروا للعنصر الوطني الذي هو الخيار الوحيد لتحقيق تطلعات شبابنا والنهوض برياضتنا الشعبية المتراجعة حد التدهور، وتذكروا ان بطولاتنا وحضورنا البهي كرويا لم يتحقق الا على ايدي وان شئتم اقدام العنصر الوطني لاعبا ومدربا وحكما. صدقوني لن تنهض كرتنا السعودية من كبوتها ما لم نكن قادرين على اتخاذ ( القرار / الصدمة ) واعادة الامور الى نصابها لنصل الى بلوغ الحلم الاروع وهو ليس فقط الاكتفاء الذاتي من اللاعبين والمدربين والحكام السعوديين بل والقدرة على تأهيلهم للاحتراف الخارجي اي الاحتراف المعاكس بدلا من الاستعانة بالاجنبي على حسابهم. انه ربيعنا الرياضي الوطني المنتظر .. فهل تدق اجراس المارد الاسمر ؟