يعد مرض الشلل الرعاش المعروف بمرض «باركنسون» - نسبة إلى د. جيمس باركنسون العالم البريطاني مكتشف المرض- من أمراض الأعصاب المزمنة. حيث أشار استشاري الأمراض العصبية الدكتور محمود صبري ل «اليوم» إلى أن هناك ما يقرب من 6.5 مليون شخص بالعالم يعانون من هذا المرض الذي يصيب في العادة الرجال بنسبة أكثر قليلا من النساء، والذي يظهر على الغالب بعد عمر 60 سنة، ونادرا في الخمسينيات من العمر ويطلق عليه «باركنسون المبكر» فى هذا الحين. أعراض المرض وأوضح صبري أن المرض يبدأ بأعراض بسيطة مثل بطء بالحركة أو رعشة بسيطة بإحدى اليدين، تبدأ هذه الأعراض في الزيادة تدريجيا خلال عدة أشهر، ثم يظهر مثلها على الجانب الآخر من الجسم وذلك بعد عدة أشهر أو أكثر من عام، مشيرا إلى أنه تكون هناك صعوبة في المشي وبطء بالحركة مع صعوبة في حفظ التوازن مما قد يؤدي إلى السقوط أحيانا، وتقل تعبيرات الوجه وكأن المريض يرتدي (ماسك) (mask face)، كذلك تكون طريقة الكلام رتيبة وقليلة فى التغييرات التعبيرية. وذكر أن هذا المرض ينتج عن خلل بما يطلق عليه «المادة السوداء بجذع المخ» فتنقص مادة «الدوبامين» وتختلف توازنات المثيرات الكيميائية بالمخ فتظهر أعراض المرض تباعا وتشتد كلما ازداد الخلل. التحسن بالعلاج إذا تم تشخيص المرض مبكرا والتزم المريض بالعلاج والمتابعة الطبية تتحسن الأعراض بصورة جيدة ويمارس المريض حياته الطبيعية، وعادة لا تتطور حالته إلى المرحلة الشديدة حتى بمرور سنوات عدة لأكثر من عشر سنوات، أما في حال إهمال العلاج أو الإصابة النادرة بنوع لا يستجيب للعلاجات التقليدية فإن المرحلة المتقدمة (الشديدة) من المرض تحدث، ويكون المريض عاجزا بصورة واضحة ولا يستطيع الحركة وذلك لانقباض بعضلات الأطراف، ترافقه صعوبة بالكلام والتعبير وهو ما يجعله يحتاج لرعاية تمريضية. علاجات حديثة هناك تطور مطرد في علاج مرض باركنسون وظهور عدة علاجات حديثة، كذلك هناك علاجات غير دوائية وبعض الحالات تستلزم تدخلات جراحية معينة، من بينها استثارة أجزاء معينة من المخ بنبضات كهربائية ذات ترددات مخصوصة أو نبضات مغناطيسية. الاكتئاب والرعاش ولفت الدكتور محمود صبري بأنه قد يظهر مع المصابين ب«مرض باركنسون» أعراض اكتئابية تستلزم العلاج النفسي والمتابعة، وعادة ما تظهر في بداية أو وسط تطور المرض عند حوالي 50% من المرضى، كذلك يحدث تدهور بالقدرات الذهنية والذاكرة خاصة إذا تأخر العلاج. التشخيص المبكر وأكد على أهمية التشخيص المبكر والعلاج الناجح لمرض باركنسون كون المرض يؤثر على أغلب جوانب الحياة اليومية للمريض، فيفقد القدرة على العمل تدريجيا، وكذلك يتدرج في الاعتماد على الآخرين من الأسرة والأصدقاء إلى الحاجة للرعاية التمريضية. إيقاف الرعاش واستطرد قائلا: أحب أن أذكر أن هناك علاجات لإيقاف والحد من ازدياد أعراض المرض خاصة إذا كان ثانويا لاعتلالات صحية أخرى، كتصلب شرايين المخ أو ارتفاع ضغط الدم ونسبة الدهون، وكذلك عند التعرض لإصابات متكررة بالرأس كلاعبي الملاكمة أو التعرض لفترات طويلة لغاز أول أكسيد الكربون، والذي ينتج عن احتراق غير تام لوقود السيارات (كالعمال بكراج السيارات).