تكثر في شهر رمضان الفضيل القيام بفعاليات تصحبها بوفيهات أو أطباق كثيرة من الطعام بما يعرف ب «الغبقات». البعض يرى هذه المظاهر لا تتناسب مع الشهر الفضيل، إذ إنها تعد تبذيراً وإسرافاً. إلا أن البعض الآخر يرى أن هذه الفعاليات هي للاحتفال بالشهر الفضيل، وهي إحدى مميزات الشهر التي تضفي عليه طابعاً من الفرح والبهجة والسرور. وحسبما يتذكر كبار السن، فإن الغبقة التي كانت تقام في مجالس القرى والأحياء وكذلك المدن، لا تختلف من ناحية معناها وأنواع وجباتها بين أهالي القرى الريفية الزراعية أو أهالي البحر أو في المدن، فهي أولاً تمثل صورة من صور العلاقات الاجتماعية الكريمة في الشهر الفضيل، وفيها من الكرم والحفاوة الشيء الكثير مما يليق بمكانة الضيوف، حيث يحرص صاحب «الغبقة» على دعوة الأهل والجيران والأصدقاء للالتقاء وتبادل الأحاديث وتناول الوجبة، أما اليوم، فقد انتقلت «الغبقة» إلى الفنادق والمطاعم الكبرى، وتتنوع فعالياتها اليوم بين المسابقات والأنشطة الترفيهية وتوزيع الجوائز. «الغبقات» تقليد جميل يجب أن لا يتحول الى عبء جديد..