الهلال «المنقوص» يقصى الاتحاد ويحجز مقعداً في نهائي «أغلى الكؤوس»    سمو محافظ الخرج يكرم الجهات المشاركة في حفل الأهالي لزيارة سمو أمير المنطقة    سمو أمير منطقة الباحة يستقبل مدير شرطة المنطقة ويتسلم التقرير السنوي لعام 2023    الأمان في دار سلمان    المملكة ترشد 8 ملايين م3 من المياه    مشروع سياحي استثنائي ب"جبل خيرة"    أمير منطقة الباحة يشهد اتفاقية تعاون بين تجمع الباحة الصحي والجمعية السعودية الخيرية لمرضى ( كبدك )    الهلال يتفوق على الاتحاد ويتأهل لنهائي كأس الملك    الدراسة عن بُعد بالرياض والقصيم بسبب الأمطار    الوسط الثقافي والعلمي يُفجع برحيل د. عبدالله المعطاني    من أحلام «السنافر».. مانجا تعزز دورها في صناعة الألعاب    خبير قانون دولي ل«عكاظ»: أدلة قوية لإدانة نتنياهو أمام «الجنايات الدولية»    مدرب بلجيكا يؤكد غياب تيبو كورتوا عن يورو 2024    أمريكا تطلب وقف إمداد الأطراف المتحاربة في السودان بالأسلحة    نمر يثير الذعر بمطار هندي    تطوير العمل الإسعافي ب4 مناطق    فيصل بن فرحان ووزيرة خارجية المكسيك يناقشان آخر التطورات في قطاع غزة ومحيطها    موسم الرياض يطرح تذاكر نزال الملاكمة العالمي five-versus-five    مهتمون يشيدون ببرنامج الأمير سلطان لدعم اللغة العربية في اليونيسكو    41 مليون عملية إلكترونية لخدمة مستفيدي الجوازات    محافظ الريث يستقبل مفوض الإفتاء الشيخ محمد شامي شيبة    عسيري: مناهضو اللقاحات لن يتوقفوا.. و«أسترازينيكا» غير مخيف    «جامعة نايف العربية» تفتتح ورشة العمل الإقليمية لبناء القدرات حول مكافحة تمويل الإرهاب.. في الرياض    أغلى 6 لاعبين في الكلاسيكو    دوريات «المجاهدين» بجدة تقبض على شخص لترويجه مادة الحشيش المخدر    بطولة عايض تبرهن «الخوف غير موجود في قاموس السعودي»    ميتروفيتش ومالكوم يقودان تشكيلة الهلال ضد الاتحاد بنصف نهائي كأس الملك    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل الرئيس التنفيذي لجودة الحياه    مساعد وزير الدفاع يلتقي وزير الدولة للشؤون الخارجية والعالمية في إسبانيا    نائب أمير مكة يطلع على الاستعدادات المبكرة لحج 1445    وزير الصناعة والثروة المعدنية يرعى أسبوع الرياض الدولي للصناعة 2024    اجتماع الرياض: إنهاء حرب غزة.. والتأكيد على حل الدولتين    مفوض الإفتاء بالمدينة: التعصب القبلي من أسباب اختلال الأمن    مجلس الوزراء يجدد حرص المملكة على نشر الأمن والسلم في الشرق الأوسط والعالم    3000 ساعة تطوعية بجمعية الصم وضعاف السمع    الحقيل يجتمع برئيس رابطة المقاولين الدولية الصينية    شؤون الأسرة ونبراس يوقعان مذكرة تفاهم    مدير هيئة الأمر بالمعروف بمنطقة نجران يزور فرع الشؤون الإسلامية بالمنطقة    فهد بن سلطان يطلع على الاستراتيجية الوطنية للشباب    وزير الطاقة: لا للتضحية بأمن الطاقة لصالح المناخ    الصحة: تعافي معظم مصابي التسمم الغذائي    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 34.535 شهيدًا    فيصل السابق يتخرج من جامعة الفيصل بدرجة البكالوريوس بمرتبة الشرف الثانية    أمير الرياض يستقبل ممثل الجامعات السعودية في منظمة سيجما الدولية    إطلاق هاتف Infinix GT 20 Pro الرائد    الفرص مهيأة للأمطار    الذهب يتراجع 4.6 % من قمته التاريخية    حرب غزة تهيمن على حوارات منتدى الرياض    وهَم التفرُّد    برؤية 2030 .. الإنجازات متسارعة    للمرة الثانية على التوالي.. سيدات النصر يتوجن بلقب الدوري السعودي    لوحة فنية بصرية    مسابقة لمربى البرتقال في بريطانيا    بقايا بشرية ملفوفة بأوراق تغليف    وسائل التواصل تؤثر على التخلص من الاكتئاب    أعراض التسمم السجقي    زرقاء اليمامة.. مارد المسرح السعودي    «عقبال» المساجد !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجمعيات الخيرية تدير ظهرها للمحتاجين

رغم اهتمام دولتنا وقيادتها الكريمة أيدها الله بأحوال المواطنين والسعي الحثيث نحو توفير كافة سبل الراحة لهم وكذلك الحرص التام على أن يعيش المواطن في هذه البلاد حياة سعيدة يتمتع فيها بكامل متطلبات الحياة الكريمة إلا أننا ما زلنا نقرأ في وجوه الأسر المحتاجة علامات السخط وعدم الرضا على ما تقدمه الجمعيات الخيرية للمحتاجين، حيث نلاحظ في مثل هذه الأيام أن بوابات الجمعيات الخيرية تكاد تكتظ بالمحتاجين الذين يطالب أكثرهم بالنظر في أوضاع الجمعيات القائمين عليها، وخصوصاً إذا ما علمنا أن هناك قرابة الخمسمائة جمعية خيرية على مستوى المملكة لم يتمكن أغلبها إلى الآن من توفير المتطلبات الضرورية للمحتاجين وأسرهم.
إعانة ضعيفة
حيث يقول: "عبدالعزيز الدوسري" وهو أحد المستفيدين من دار الخير: لدي عائلة مكونة من عشرة أفراد ومنذ أكثر من خمسة أشهر وأنا وأسرتي ننتظر الإعانة حيث أفادونا أنه في أول أيام شهر رمضان سوف يصرفون لنا إعانات وإلى الآن لم يعطونا أي شيء ولا نعلم ما هو السبب.
أما المواطن "عبدالله الفريح" فيقول: أعيش الآن في الظلام وليس لدي كهرباء، حيث إن الجمعية لم تسدد عني الكهرباء، وهذه هي المرة الثانية التي لم تسدد عني الجمعية الكهرباء، وأضاف هناك أسر أعرفها لها عشرة أشهر لم تستلم من الجمعية شيئا.
"أم محمد" هي الأخرى مسنة وأرملة بلغ بها العمر 80 سنة حيث تأتي هذه السيدة بشكل متكرر إلى الجمعيات الخيرية سواء جمعية البر أو دار الخير، ولكنها لم تجد إعانة سواء في تسديد الكهرباء أو الإيجار أو حتى السلة الغذائية، حيث تقول: أزور الجمعية عدة مرات سواء على قدمي أو عن طريق سيارة الأجرة ولا أجد أي إعانة.
وفي هذا الصدد يقول المواطن "حسن غزواني" لدي ثمانية أبناء وكل ما ألقاه من الجمعيات هو فقط إعانة بسيطة تتمثل في 800 ريال كل أربعة أشهر لكل أفراد الأسرة، أما فواتير الكهرباء فلم تسددها عني الجمعية رغم أنني مستحق للإعانة واسمي مسجل في كشوفاتهم، إلا أنني لابد من تحديث بياناتي بشكل مستمر ورغم ذلك فإنني كل أربعة أشهر أتلقى منهم مساعدة بسيطة لا تفي بمتطلباتي الأساسية، وقال: أتلقى منهم أيضاً كل سنة 3500 ريال من أصل 14 ألف ريال قيمة الإيجار الذي عجزت عن تسديده.
مطالب تعجيزية
"جابر علي سلامي" وهو رجل كبير في السن يقول: منذ سنتين وأنا أتقدم بأوراقي إلى الجمعيات الخيرية ومنها جمعية البر ودار الخير ولم أجد أي إعانة، على الرغم من أنهم طلبوا مني إثباتات كثيرة وشهادات لأبنائي تثبت أننا نسكن في الدمام، وفي الأخير قالوا لي ليس لك أي شيء عندنا رغم أن راتبي قدره 2510 ريالات فقط، كما أنني أطالب أهل الخير بالتدخل من أجل حل معاناتنا، وأشار إلى أن أصحاب الواسطات ربما يجدون الإعانة أكثر من غيرهم.
أما "محمد البيشي" فيقول: أنا مستفيد من الجمعيات الخيرية منذ سنتين ولم أستلم منهم سوى قيمة إيجار فقط وكلما أتيت إليهم طالباً المساعدة قالوا لي لا بد أن تسجل بياناتك من جديد وكأنك مستفيد جديد وتبدأ من هنا مطالبهم شبه التعجيزية، فما أن أنتهي من إثباتات مدارس أبنائي إلا ويطلبون مني كشوفات مستمرة للبنك رغم أن لديهم تعريفا بالراتب وأنه ضعيف ولا يفي بمتطلبات الأسرة إضافة إلى مطالبات مستمرة تزيد من هموم المحتاج وتجعله يقف عاجزاً عن توفير لقمة العيش له ولأبنائه.. وأشار "البيشي" إلى أن جاره قد فرش منزله بكراتين ويقوم بتبليل الأسفنج ويضعه على المكيف لكي يبرد الغرفة عجزاً منه عن الوفاء بقيمة الفريون ورغم ذلك يقولون إنه لا يستحق.
لا يوجد موظفات
"أم سعود" هي الأخرى تعاني من قصور الجمعيات الخيرية حيث تقول: أتينا صباح اليوم إلى مقر الجمعية وتفاجأنا بعدم تواجد موظفات حيث أفادنا أحد الموظفين بأنه يجب علينا مراجعة الجمعية في المساء، وها نحن أتينا في المساء وتفاجأنا بأنهم يقولون لنا لا يوجد أي إعانة الآن وعلينا مراجعة الجمعية صباح غد، مما جعلنا نتردد بين قسم الرجال والنساء دون فائدة تذكر، ولم نجد لا سلة غذائية ولا كوبونات ولا موظفات من الاساس.
أما "أم تركي" فتروي قصتها مع الجمعيات الخيرية قائلة: أحضر بشكل مستمر من دارين مستأجرة سيارة أجرة بثمانين ريالا ولا أجد أي إعانة، على الرغم من أنني قدمت منذ شهر على الجمعية ولم أستلم أي شيء رغم أن زوجي مسجون ودخلنا الشهري الف ريال فقط.
مواد منتهية الصلاحية
"أم فيصل" سيدة مطلقة لديها أحد عشر ابناً أتت على قدميها إلى دار الخير باحثة عن إعانة تسد بها حاجتها وحاجة أبنائها الصغار، حيث إن وضعها لم يختلف عن سابقاتها بكثير حيث تقول: قدمت منذ أربع سنوات وقد كانوا يعطونني مبلغ 500 ريال ولقد تقلص هذا المبلغ بعد ذلك إلى ان وصل الى 250 ريالا، ثم انقطع المبلغ والإعانات العينية ولم أعد استلم من الجمعية أي مبلغ منذ عدة أشهر علماً بأن إيجاري السنوي هو 18 ألف ريال وأنه قد حل موعده وإنني مهددة بالطرد من الشقة في هذه الأيام، مضيفة أن إعانات الجمعية وإن أتت فإنها منتهية الصلاحية فقد استلمت عن طريق الكوبون طحيناً فيه دود ولحما منتهي الصلاحية وله رائحة كريهة، وطالبت "أم فيصل" من أهل الخير ومسؤولي الجمعيات الخيرية مساعدتها في تأمين الإيجار والمعيشة.
"سعيد تهامي الأكلبي" هو الآخر يشتكي من نكران الجمعيات الخيرية لحالته الصعبة حيث يقول: زوجتي طريحة الفراش ولا يتحرك فيها سوى رأسها فهي مشلولة نتيجة حادث مروري وقد غطتني الديون أنا وأسرتي التي تتكون من ثلاثة عشر فرداً زوجة واثني عشر ابناً، ورغم أنهم طلبوا مني كافة الإثباتات التي يريدونها ووفيت بها إلا أنني لم استلم إلى الآن أي مبلغ من هذه الجمعيات، وقد طالبت بتأثيث شقتي المتهالكة ولم يفيدوني سوى بمكيفين مستعملين أو أكياس رز من أسوأ أنواع الأرز وأرخصها سعراً، وأشار إلى أن بيته بدون كهرباء وأطفاله الاثنا عشر يعيشون في الأجواء الحارة وقد استلف من أحد العمالة قيمة متطلبات المنزل الغذائية.
بوقري: المملكة أصبحت رائدة العمل الخيري والإنساني على مستوى العالم
أوضح نائب رئيس مجلس ادارة جمعية الإحسان لرعاية الإنسان الخيرية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور «فؤاد بن أمين بوقري» ان ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز يسطرون لنا دائماً أروع الامثال في دعم العمل الخيري والجمعيات الخيرية حتى أضحت المملكة رائدة العمل الخيري والإنساني على مستوى العالم الإسلامي بل والعالم أجمع.
تصويت الشورى
وقال الدكتور «بوقري» ان وزارة الشئون الاجتماعية وخلال العامين الماضيين سمحت بإنشاء جمعيات خيرية في كافة مناطق المملكة حيث أصبح لها دور كبير في المجتمع من مساعدة المحتاجين والمسنين والفقراء وكافة فئات المجتمع.
وقال الدكتور «بوقري» العمل الخيري في المملكة يحتاج إلى نظام جميعات النفع العام وتفعيله، حيث انه حاليا يخضع للدراسة في جهات عليا بعد التصويت عليه من قبل مجلس الشورى وحال إقراره سيجعل الجمعيات الخيرية اكثر مرونة من الوقت الحاضر، وارتباطها بأنظمة الجمعيات الخيرية التابع لوزارة الشئون الاجتماعية مما يمكنها من وضع نظام مؤسسي لهذه الجمعيات، وتحدث الدكتور «بوقري» بأنه ونظرا لارتباط أعمال الخير بالدين الإسلامي الحنيف ارتباطاً وثيقاً فإن الدولة تولي العمل التطوعي عناية خاصة ويحظى منها بكل دعم وتأييد،
دورات تدريبية
حيث تبوأ العمل التطوعي مكانته في خارطة التنمية الوطنية، ويتمثل الدعم المعنوي بالإشراف على أعمال الجمعيات الخيرية وتوجيهها والعمل على تسهيل مهمتها لما يحقق أهدافها بفاعلية وسرعة وكذلك منح المتخرجين من الدورات التدريبية التي تقيمها شهادات مصدقة من الوزارة إضافة إلى القروض للمتخرجين من هذه الدورات من بنك التسليف السعودي للمساعدة في إقامة مشروعات فردية.
الدور التطوعي
وأشار الدكتور «بوقري» الى أن اهمية الدور التطوعي في التنمية الاجتماعية يمثل جهوداً أهلية تقوم بدافع ذاتي ولاعتبارات دينية واجتماعية وإنسانية بالمساهمة في التنمية الاجتماعية جنباً إلى جنب مع الخدمات الحكومية في مجالات الرعاية والتنمية في مشاركة بناءة تضفي على الخدمة الاجتماعية رونقا خاصاً وتكسبها بعداً تنموياً واجتماعياً له دلالاته وخصائصه فمشاركة المواطنين للدولة وخدمتهم للآخرين وشعورهم بمن هم بحاجة إلى خدمات وبحاجة إلى تكيف اجتماعي سليم ومد يد العون لهم والأخذ بيدهم بالإضافة إلى اعتباره واجباً دينياً يبتغون من ورائه الثواب من الله عز وجل. كما أنه يحقق لديهم حاجات اجتماعية ونفسية ويكسبهم عادات حميدة ومن جانب آخر يكسب المستفيدين من هذه الخدمات شعوراً بالطمأنينة وأنهم إضافة إلى رعاية الدولة يحظون برعاية إخوانهم الذين يشعرون بشعورهم ويحرصون على تلبية احتياجاتهم وإشباعها لئلا يشعروا بأي نقص قد يؤدي إلى الإحباط أو غير ذلك من آثار سلبية،
دعم أكبر
واشار الدكتور «بوقري» بان الجمعيات الخيرية في المملكة تحتاج الى دعم اكبر من الدولة لتأدية واجباتها تجاه كافة شرائح المجتمع كون اغلبية الجميعات التي داخل المدن تعتمد على دعم رجال الاعمال لها.
وزارة الشئون الاجتماعية خلال العامين الماضيين سمحت بإنشاء جمعيات خيرية في كافة مناطق المملكة مما ساعد المحتاجين والمسنين والفقراء وكافة فئات المجتمع
دعم لوجستي
اما بالنسبة للجمعيات الخيرية التي في القرى والهجر فتعتمد على الميزانية المخصصة لها ولابد من وجود داعم لوجستي ومادي لها كونها لا تفي باحتياجات المستفيدين منها واصبحت تغطي الميزانية الممنوحة لها مصروفاتها فقط،
وبين الدكتور «بوقري» ان جمعية الإحسان لرعاية الإنسان الخيرية بمنطقة مكة المكرمة تؤدي دورا مهما في توفير برامج الرعاية الاجتماعية المتكاملة للمسنين من الجنسين في بيئاتهم الأصلية والعمل على توفير برامج الرعاية الصحية المتكاملة للمنسنين من وقاية وتأهيل وعلاج إضافة الى انشاء وترميم الاربطة والمبرات الخيرية المخصصة لحالات المسنين والأرامل والمطلقات والأسر المحتاجة والاشراف على القائم منها كذلك تحقيق الأمان والاستقرار لحالات المسنين الذين لا عائل لهم من الجنسين.
نائب رئيس مجلس ادارة جمعية الإحسان لرعاية الإنسان الخيرية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور «فؤاد بن أمين بوقري»
مديرو الجمعيات الخيرية: نبحث عن الحد الأدنى من الكمال لتحقيق أهدافنا
كشف مديرو الجمعيات الخيرية في المملكة عن أهمية عقد اجتماعات عاجلة لتطوير آليات نظام وزارة الشؤون الاجتماعية وتحسينه للأفضل، وتشترك فيها الوزارة والجمعيات الخيرية ومؤسسات الخدمة الاجتماعية.
حيث قالوا خلال حديثهم ل «اليوم» ان وتيرة العمل الاجتماعي تتصاعد وتتطور في المملكة، والذي يُحسب لوزارة الشؤون الاجتماعية وأي نظام في العالم لا بد أن يلحقه تطوير ومراجعة ووزارة الشؤون الاجتماعية بقيادة وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور «يوسف بن أحمد العثيمين» لم تأل جهداً في تيسير عمل الجمعيات الخيرية وتذليل العقبات التي تعترض أداء رسالتهم بالوجه المأمول، سواء من خلال الدراسات والتنظيمات والمتابعات للمشاريع وأيضا إبداء وجهات النظر فيها لتطويرها، وبينوا ان الجمعيات الخيرية هي إحدى ثمرات وزارة الشؤون الاجتماعية التي ترعاها وتحرص على نموها حتى تثمر ويستفيد المجتمع منها، ولكن هذا لا يعني عدم وجود تقصير فما دمت تعمل لا بد أن يكون هناك قصور أو مجال للتحسين وهذا يصب في مصلحة تطوير العمل الاجتماعي حتى يتم التعرف على مكامن القوة والضعف. وبين حسين العلي مدير جمعية دار الخير بالدمام أنه ومن خلال الاحصائية الدقيقة التي تقوم بها الدار من وقت لآخر ومن خلال الكشوفات المحدثة بشكل دوري تبين أن الجمعية تكفل الآن قرابة 820 أسرة وهذا هو إجمالي المستفيدين من خدمات دار الخير التابعة لجمعية البر بالمنطقة الشرقية. وعن الميزانية التقديرية التشغيلية السنوية أوضح أنها تقدر ب 22 مليون ريال تقريبا وهذا المبلغ اجمالي المصروفات التشغيلية الكاملة مع الخدمات المقدمة للمستفيدين في كافة البرامج التي تنفذها الدار..
وأضاف العلي: أما بالنسبة للشرائح المستفيدة من برامج الدار فنحن هنا في دار الخير نستقبل كافة الفئات المحتاجة وهم المرضى والعجزة واصحاب الدخول الضعيفة واسر السجناء واسر المتعاطين ما عدا النساء حيث إن النساء يتم توجيههم لقسم النساء في جمعية البر بالدمام. وقد انخفض عدد المستفيدين من الدار بعد تحديث معلومات الاسر إلى 820 أسرة بعد أن كانت القائمة السابقة تضم 1200 اسرة محتاجة بسبب انتقال بعضهم الى خارج المنطقة وتوظيف بعضهم وعلى مدار اربع سنوات تقريبا وبالنسبة لموظفين في الدار فهناك طاقم اداري رسمي بالاضافة إلى متعاونين مستقطبين بنظام جزئي. وعن طريقة عمل الدار وآليتها أردف العلي: دار الخير تعمل وفق اسس واجراءات مكتوبة ونظام واضح ويعمل قسم الدراسات والتطوير بشكل دؤوب على تطوير وتحسين العمليات داخل المنظومة العملية والاجرائية في دار الخير وقد تم تحسين عمليات كثيرة في قسم الاستقبال والتوصيل وقسم شؤون المستفيدين وجار العمل على تطوير كافة العمليات لبقية الاقسام والاهتمام بتنفيذ الاعمال التقنية, والاجراءات والانظمة تشرف عليها وزارة الشؤون الاجتماعية إلى جانب التنسيق المستمر بينها وبين جمعية البر في هذا الخصوص.
وعن المعوقات والمشكلات التي تواجه الدار في عملها أشار العلي منذ انضمامها لجمعية البر اصبحت تعمل تحت مظلة رسمية واستفادت الكثير منها حيث استطاعت ان تخاطب الجهات الرسمية ذات العلاقة والشركات والمؤسسات للتواصل وبهدف تعريف خدمات الجمعية المقدمة للمستفيدين. ونوه العلي بأن دار الخير تعتمد في تبرعاتها على الصدقات والزكوات من الافراد والشركات والمؤسسات المانحة وفي هذا نشكر كل من يساهم ويخفف ويفرج على اسر محتاجة مسجلة لدينا. من جانبه أوضح «عبدالله أبو حسين» المدير التنفيذي للجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج والتوجيه الاسري بمحافظة جدة، أن الجمعيات الخيرية على مستوى المملكة تتطلع دائماً لسد حاجة المحتاج، والعمل الاجتماعي الخيري عمل تكاملي لا بد من تكاتف الجهود على كافة المستويات والشرائح لتحقيق أعلى درجات التكافل والترابط بين أفراد الشعب الواحد، فللجمعيات الخيرية دور ولرجال الأعمال دور و أيضاً لوسائل الإعلام دور في النهضة الاجتماعية، وعندما نصل لتحقيق تلك الأدوار ستجد أن المجتمع سيصل لمرحلة الاكتفاء وبالتالي سنرى أن ميزانيات الجمعيات الخيرية ستفي باحتياجات أغلب مستفيديها لكن الواقع يحكي تقصير أطراف المعادلة مما أحدث عجزاً في ميزانيات الجمعيات الخيرية لأداء مهمتها على الوجه المطلوب، وأوصلها لدرجة البحث عن الحد الأدنى من الكمال في تحقيق الأهداف وهنا لا بد من تغيير القناعات والعمل يداً واحدة من أجل بناء المجتمع وخدمة أفراده وكذلك التركيز على العمل الجاد فقط دون إلقاء اللوم على الأطراف الاخرى.
وتحدث «ابو حسين» عن نسبة العمل التطوعي في الجمعيات الخيرية مقابل نسبة العمل الوظيفي قائلا: بدأنا نلحظ ثقافة العمل التطوعي في الخمس سنوات الأخيرة رغم عشوائية العمل التطوعي في بدايته لكن المؤشرات إيجابية وإقبال الشباب والفتيات وأيضا الانخراط في الأعمال التطوعية نسبته كبيرة وهذه نقطة حيوية لا بد من التركيز عليها فمن الميدان الاجتماعي انطلق العمل التطوعي، وللعمل التطوعي ميادين متنوعة ومختلفة وأشكال متنوعة لا تقتصر على العمل الاجتماعي، فهناك أعمال تطوعية في الميدان الصحي والتعليمي لا تقل أهمية عن العمل الاجتماعي،
وأشار «أبو حسين» الى ان الجمعية الخيرية للزواج والتوجيه الأسري بجدة لها تجربة جميلة في فتح ميادين العمل التطوعي عبر مشروعها الاجتماعي الأضخم «مهرجان الزواج الجماعي لحفل زفاف 1200شاب وفتاة»، إذ بلغ عدد الشباب المتطوعين في أعمال ولجان الزواج الجماعي أكثر من خمسمائة شاب وقد شاركوا في مهام وأعمال جوهرية حسب تخصصاتهم وخبراتهم ولمدة سبعة شهور، وهي دعوة للجميع سواء الجمعيات الخيرية أو الشباب والفتيات بضرورة التكامل والتعاون لعمل اجتماعي منظم من أجل خدمة الوطن والمواطنين.
وفيما يخص وجهة نظر أبو حسين في دعم الجمعيات الخيرية وهل يفضل دعمها أم يفضل إنشاء مؤسسات خيرية خاصة بهم كمؤسسة الراجحي الخيرية مثلاً، بين «أبو حسين» ان ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- يسطرون لنا دائماً أروع المثل في دعم العمل الخيري والجمعيات الخيرية مادياً حتى أضحت المملكة العربية السعودية رائدة العمل الخيري والإنساني على مستوى العالم الإسلامي بل والعالم أجمع، ولا ننسى الدعم المادي من رجال وسيدات البر والإحسان من أبناء هذا الوطن المعطاء فبدعهم تستمر الجمعيات الخيرية في العطاء أما بخصوص ما يتعلق بالمؤسسات الخيرية فقد تكون مناسبة لرجال الأعمال أصحاب الأموال الكبيرة، وذلك لتنظيم عملية صرف الزكاة والصدقة لمستحقيها والتنسيق في ذلك مع الجمعيات الخيرية العاملة في الميدان. من جهة ثانية قال المدير التنفيذي للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين والمخدرات في منطقة مكة المكرمة المهندس «صلاح الزهراني» إنه ليس من الضرورة أن تفي ميزانيات الجمعيات الخيرية باحتياجات جميع المستفيدين، إلى درجة أن بعض الجمعيات قد تقلص من برامجها كماً أو نوعاً بسبب الامكانيات المادية. وبين المهندس «الزهراني» أنني اعتقد أن نسبة العمل التطوعي ضعيفة بالمقارنة بالعمل الوظيفي بل أكاد أجزم انها لا تنجز 20 في المائة في أحسن الأحوال وهذا يعود الى الخلفية الثقافية حول مفهوم العمل التطوعي ومتطلباته، فالكثير من العاملين بالمجال الخيري كموظفين هم يعتقدون أنهم يمارسون العمل التطوعي وهذا صحيح من حيث مفهوم طبيعة المجال الخيري لكنه خاطئ من حيث المفهوم المادي لطبيعة العمل.
وعن آلية عمل الجمعيات الخيرية في المملكة وفق نظام وزارة الشؤون الاجتماعية أفاد المهندس «الزهراني» بأن الجمعيات تحظى بدعم ومباركة من وزارة الشؤون الاجتماعية إلا أن هناك مجموعة من العوائق والتحديات تتطلب إعادة النظر وإيجاد الحلول العاجلة واللازمة، فهناك تحديات قانونية تواجه الجمعيات في بعض آليات العمل، وهناك تحديات بشرية فيما يتعلق بسعودة الوظائف وتوطينها بالإضافة إلى التحديات المالية التي تواجه الجمعيات من حيث تطوير وتعزيز فرص الدعم وتحقيق مفهوم التننمية المستدامة في الجمعيات الخيرية، وعن وجهة نظره حول دعم الجمعيات الخيرية وهل تفضل دعمها أم تفضل إنشاء مؤسسات خيرية خاصة بهم كمؤسسة الراجحي الخيرية مثلاً، أوضح المهندس «الزهراني» أنه ولا شك ان دعم الجمعيات مطلب أساسي وهام وهي تحظى بذلك ولله الحمد، إلا أنها بحاجة إلى إعادة رسم فرص ومجالات الدعم وتعزيزها فالواقع يظهر أن العديد من الجمعيات تعاني من المشكلة المادية منذ فترة طويلة وهذا يعكس أن هناك قصورا وخللا في رسم الهيكل المالي بالعديد من الجمعيات، أما فيما يتعلق بتأسيس مؤسسات خيرية من قبل التجار ورجال الأعمال أو حتى الشركات في القطاع الخاص من خلال مفهوم المسؤولية الاجتماعية، فهذا لا يتعارض إطلاقا مع عمل الجمعيات بل هي بحاجة ماسة للجمعيات لما لها من انتشار واسع وبرامج وأنشطة متنوعة يصعب على المؤسسات الأهلية تنفيذها.
رجال أعمال: تحويل الجمعيات الخيرية إلى خاصة غير مجدٍ
أكد عدد من رجال الأعمال في جدة ان فكرة تحويل المؤسسات الخيرية إلى مؤسسات خاصة بهم لا يؤدي الدور المطلوب منه في تلبية احتياجات المستفيدين منها كون اغلب الجمعيات الخيرية لديها أعضاء وداعمون لهذه المؤسسات.
وقالوا خلال حديثهم ل «اليوم» ان ثقة المجتمع هي رأس مال أي جمعية خيرية فإن الحاجة ملحة لوجود جهة ما أو مؤسسة تقوم بالتقييم الموضوعي لعمل هذه الجمعيات، وذلك لتحديد كفاءتها وتقديم المشورة للمتبرعين بخصوص معايير اختيار الجمعية الخيرية التي يقدم إليها الهبات والمعونات ليتأكد أنه وضعها في أيد أمينة وأنها ستسير في المسار الطبيعي والصحيح.
في البداية أوضح أحد كبار رجال الأعمال في جدة الشيخ «سليمان الجابري» ان الجمعيات الخيرية في المملكة تقوم بدور ايجابي في سد حاجات الفقراء وإيواء المشردين ورعاية الأيتام وتقديم الأغذية للمحتاجين وكذلك معالجة المرضى، فإن كثيرا من المتبرعين الذين يقدمون الأموال لهذه الجمعيات يتأثر قرارهم غالبا بمدى مصداقية الجمعية ومدى ثقتهم بها واطمئنانهم لمصير أموالهم، ولكن نظرا لصعوبة تحديد أي الجمعيات الأكثر كفاءة أو الأكثر مصداقية فقد يتردد الكثير من المتبرعين في منح أموالهم أو هباتهم، فتضيع فرص كثيرة لاستفادة الفقراء. وبين الشيخ «الجابري» ان فكرة تحويل المؤسسات الخيرية إلى مؤسسات خاصة لا يجدي بفائدة للمحتاج ولا يحقق غاية للعديد من المستفيدين كون اغلب الجمعيات الخيرية في المملكة شكلت أعضاء للدعم المادي للجمعية الخيرية وذلك للاستفادة من الخدمات المقدمة للأرامل والأيتام والمحتاجين وكبار السن والمرضى.
وبين الشيخ «الجابري» ان العمل الاجتماعي والتنموي التطوعي من أهم الوسائل المستخدمة للمشاركة في النهوض بمكانة المجتمعات في عصرنا الحالي، حيث يكتسب العمل الاجتماعي أهمية متزايدة يوماً بعد يوم، فمع تعقد الظروف الحياتية ازدادت الاحتياجات الاجتماعية وأصبحت في تغيّر مستمر ولذلك كان لا بد من وجود جهة أخرى موازية للجهات الحكومية تقوم بملء المجال العام وتكمّل الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في تلبية الاحتياجات الاجتماعية.
من جهته قال أحد كبار رجال الاعمال في جدة الشيخ «ناصر باسهل» ان فكرة تحويل المؤسسات الخيرية إلى خاصة لا أرى انه مناسب كون أنه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- استطاع العمل الخيري أن يقفز إلى الضعف من ناحية عدد المؤسسات الراعية في هذا العمل التي وصل عددها إلى أكثر من ستمائة وخمسين مؤسسة خيرية.
وبين أن المملكة تعد من أكبر المانحين على مستوى العالم في الأعمال الخيرية بنسبة من إجمالي الناتج القومي السعودي، مشيرا إلى أن هذا العمل الخيري تعبير حقيقي عن حالة الحضارة والرقي والمشاركة التنموية، والتي أتاحها خادم الحرمين الشريفين للمواطنين لصنع مستقبلهم الاجتماعي.
وأشار الشيخ «باسهل» إلى أن إيداع وزارة الشئون الاجتماعية أمس الأول 176 مليونا في حسابات الجمعيات الخيرية في جميع مناطق المملكة عبر التحويل الآلي السريع يأتي لما توليه الوزارة من عناية خاصة تجاه الجمعيات الخيرية، وذلك دعما لبرامجها ومجهوداتها المميزة تجاه الفئات المحتاجة، خاصة مع دخول شهر رمضان المبارك خاصة وأن عدد الجمعيات الخيرية المنتشرة في أنحاء المملكة تفوق 623 جمعية، جميعها ستعمل على المساعدة في تقديم المعلومات اللازمة للراغبين من الأرامل والأيتام وكبار السن والمعوقين والنساء المهجورات وغيرهم من المحتاجين في المجتمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.