فهد السليم – الاحساء تناول البيان الذي بثته الرئاسة العامة لرعاية الشباب حول ما حدث لملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي بالهفوف في مواجهة فريقي هجر و الاتحاد ضمن مباريات الجولة الأخيرة من دوري زين السعودي للمحترفين الأحداث بصورة سطحية دون أن يضع النقاط الحقيقة على حروفها المتناسب لها ، وكأن لسان حال البيان يحكي عن حالة مفاجئة مغيباً عن الأسباب الجوهرية التي أطاحت بحقيقة جزء هام من المنشأة الرياضية التي تستهلك مبالغ ضخمة من الميزانية العامة الخاصة بالمنشآت الرياضية التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب . فهل الصورة العامة لملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي اقتصرت إلى كون الملعب تعرض للغرق فقط دون الذهاب بعيداً في أمر هذا الملعب الذي سنكشف عن بعض الأمور التي تهم الجمهور الرياضي و قد تساعد في تطوير هذه المنشأة من خلال هذا التحقيق . نبذة مبسطة عن الملعب عمر الأرضية الحالية تجاوز 15 عاماً و البنية التحتية شحيحة الاسم الكامل : استاد صاحب السمو الأمير عبدالله بن جلوي آل سعود المكان : محافظة الاحساء في الضلع الشرقي من المملكة العربية السعودية سنة الإنشاء : 1983م الفرق المستضيفة : نادي هجر و الفتح و الجيل و العدالة والروضة و النجوم و الطرف و القارة و الشروق و الصواب والعيون المالك : الرئاسة العامة لرعاية الشباب الطاقة الاستيعابية : 27,500 متفرج انتقادات مستمرة عن أرضية الملعب تُعد أرضية ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي أكثر أرضيات ملاعب المملكة العربية السعودية التي تتعرض لانتقاد مستمر من مدربي أندية دوري زين السعودي للمحترفين وكذلك اللاعبين فلا تجد مؤتمراً صحفيا يمر دون أن يتطرق مدرب أحد الفريقين إلى سوء أرضية الملعب و هذه الأحاديث ليست وليدة الموسم الحالي بل استمرت لسنوات ماضية ومتتالية حتى قبل أن يتواجد ممثلون من محافظة الأحساء في دوري زين . الأرقام تتحدث عن الأسباب الحقيقية وراء تدهور أرضية الملعب حيث لم يتغير العشب منذ 15 عاماً و يتم الاكتفاء مع بداية كل موسم رياضي بتغيير الجزء التالف فقط من العشب ، العشب المزروع على أرضية ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي من نوعية انفوي و يقام على أرضية الملعب جميع أنشطة الاتحاد السعودي لكرة القدم فجميع مباريات 11 نادياً بمحافظة الأحساء تقام على نفس الملعب حيث يتم اللعب عليه في الأسبوع الواحد معدل 26 ساعة و وبالشهر معدل 80 ساعة و هو الأمر الذي يتجاوز توجيهات وتوصيات الرئيس العام لرعاية الشباب صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل باللعب على الملعب الرئيسي بمعدل 15 ساعة في الشهر الواحد بينما ملعب الرديف يلعب عليه بمعدل 25 ساعة ، و هو ما يعني بأنه يلعب عليه أكثر من أربع أضعاف المعدل المناسب و الموصى بها من قبل الرئيس العام لرعاية الشباب . شكراً أرضية الملعب يرتبط ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي ارتباطاً كلياً بجميع مشاركات أندية محافظة الأحساء و البالغ عددهم 11 نادياً و هم : هجر و الفتح و الجيل و العدالة و الروضة و النجوم و الطرف و القارة و الشروق و الصواب و العيون فجميع مسابقات الاتحاد السعودي لكرة القدم بجميع فئاتها ودرجاتها تشارك بها الأندية الأحسائية ، فناديا الفتح و هجر يشاركان في دوري زين السعودي للمحترفين و كذلك كأس ولي العهد و أحدهما يشارك حالياً في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال و تقدر مجموع عدد المباريات التي أقيمت لهما خلال هذا الموسم على ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي 29 مباراة ، كما يشارك أولمبي فريق هجر في كأس الأمير فيصل بن فهد على الملعب نفسه و عدد مبارياته 13 مباراة فيما أتيحت الفرصة لفريق أولمبي الفتح باللعب على ملعبه بالمبرز ، هذه أرقام اقتصرت على مستوى ممثلي الممتاز و إذا ما جمعنا مشاركات بقية الأندية فإن مجموع المباريات التي تقام على أرضية الملعب تزيد عن 120 مباراة خلال الموسم الرياضي الحالي . بيان الوكالة الفنية عن ما حدث للملعب ما ورد في تفاصيل بيان وكالة للشئون الفنية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب حقيقياً حول تعرض محافظة الأحساء في يوم مواجهة فريقي هجر و الاتحاد لعاصفة ترابية تلاها أمطار غزيرة فهذا يعتبر الجزء الأول أما الجزء الثاني الذي لم يذكر بأن قنوات الصرف تجاوزت عمرها الافتراضي و لم تعد قادرة على العمر كونها تندرج تحت البنية التحتية للمعلب التي انقضت هي الأخرى على عمرها الافتراضي ، فمنذ 30 عاماً لم تجر عمليات صيانة للبنية التحتية مما حد بها للوصول إلى ما وصلت إليه . لا توجد لدينا صيانة و كشف المدير العام للصيانة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب المهندس أسامة الرحبيني بأن العمر الافتراضي لشبكات الصرف و الري بملاعبنا هي 10 سنوات في المقابل تغيّر أرضية الملعب مع نهاية كل موسم رياضي ، لكن ضغط المباريات و عدد ساعات الاستخدام المفرطة التي يشهدها ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي جعله يصل إلى ما وصل إليه ، و كما ذكر الرحبيني بأن الملعب يحتاج إلى فترة راحة ورعاية بمراحل لكن ضغط المباريات من خلال مشاركة 11 نادياً عليه يجعل أعمال الصيانة متعطلة في أداء جميع مراحل الصيانة بالشكل المطلوب فلا نملك الوقت ، أما بشأن تغير أرضية الملعب رد قائلاً : لا نستطيع أن نوقف أنشطة الملعب لمدة 4 إلى 6 شهور من أجل استبدال أرضية الملعب . و ذكر الرحبيني بأن قلة المساحات يجعل الرئاسة العامة غير قادرة على التوسع من أجل بناء أكثر من ملعب رديف ليقلل الضغط على الملاعب الرئيسية . و عن استخدام أدوات بدائية في تخليص أرضية ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي في مواجهة فريقي هجر و الاتحاد رد قائلاً : لا نمتلك أداة شفط المياه كونها غالية الثمن و تقدر ب 600 ألف ريال و الأجواء بشكل عام لدينا ليست ممطر بغزارة ناهيك لو تم تعميدها فأنها سوف تحتاج كذلك إلى صيانة هي الأخرى . لسنا نحن المسؤولين و أوضح إبراهيم المبرزي مدير ملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي بأن الضغط الكبير على أرضية الملعب الرئيسي كان له دور كبير في تدهور الأرضية على اعتبار أنه يحتضن العديد من المسابقات من دوري زين السعودي للمحترفين و كذلك دوري الدرجة الأولى و الثانية و المناطق و فرق الأولمبي لأندية الممتاز و فرق الناشئين و الشباب فكل ما ذكر يشكل عدداً كبيراً و هو مبرمج من قبل لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم ، و ذكر قائلاً : الملعب الرديف يحتضن تدريبات أندية العدالة و العيون و الجيل و دوري البراعم و بعض مباريات الناشئين حيث تقام عليه ما يقارب 30 ساعة في الشهر . و عن مخالفتهم لما هو منصوص في توجيه الرئيس العام رد المبرزي قائلاً : قبل انطلاقة الموسم الرياضي الحالي قمنا بمخاطبة الاتحاد السعودي لكرة القدم بشأن الضغط الذي يتعرض عليه الملعب و أرفقنا مجموعة من الحلول أبرزها تهيئة الملعب الرديف حتى يصبح قادراً على احتضان بعض المباريات من أجل تقليص الضغط على الملعب الرئيسي لكن لم نجد تفاعلاً مع خطاباتنا فنحن هنا من أجل المحافظة على أرضية الملعب قدر المستطاع، فاتحاد الكرة هو من تجاوز التوجيهات و ليس نحن . و عن أبرز الحلول رد قائلاً : تهيئة الملعب الرديف من أجل تقليل الضغط على الملعب الرئيسي و كذلك إيجاد ملعب بديل . لا يمكن الوصول للمسابقات حاولنا التواصل مع رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم فهد المصيبيح لكن تلك المحاولات باتت بالفشل في أخذ تعليق منه عبر تسببهم في أحداث ضغط هائل على أرضية الملعب عبر برمجة المسابقات . حلول تقليص الضغط من أجل توفير بيئة رياضية حقيقة لملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي فلابد من البدء في إيجاد الحلول الحقيقة لتكون هذه المنشأة محطة للإشادة و ليس للانتقاد المستمر ، فالبداية هي العناية و الرعاية المتوافقة مع الميزانية العام للصيانة و عدم جعل ضيق الوقت عائقاً في إعادة تأهيل البنية التحتية لملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي ، الجزئية الثانية وهي ما بعد إعادة النظر في شأن الملعب كيف لنا أن نقلص ضغط المباريات ؟ و ذلك من خلال إعادة برمجة مباريات فريق الفتح غير الجماهيرية و نقلها إلى ملعب نادي الفتح الرئيسي بالمبرز على اعتبار أنه قادر احتضان مبارياته كونه مجهزا أمنياً ، كذلك نقل مباريات فرق المنطقة إلى الملعب التعليمي بالاحساء و الملعب الرديف لمدينة الأمير عبدالله بن جلوي بعد أن يجهز على المستوى الأمني ، أخيراً تجهيز بعض ملاعب أندية الاحساء أمنياً و ذلك من خلال تسويرها وإمكانية إقامة مباريات فرق الشباب و الناشئين عليها .
