سألني الكثيرون عن سبب اختيار اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي لإقامة المنتدى الخليجي التركي خلال الفترة من 5 الى 7 فبراير الجاري في اسطنبول، لان تركيا هي النموذج الفريد من نوعه الذي حقق قفزات في كافة الأشكال والاتجاهات لاسيما الاقتصادي منها رغم ما يتعرض له من معوقات، فقد تشكلت التجربة التركية على يد حزب العدالة والتنمية التي قد بدأت قبل حوالي تسع سنوات بعد أن عانت تضخما وصل إلى ما يقارب 55 بالمائة انخفض هذا العام ليصبح أقل من 10 بالمائة. كما كانت نسبة النمو سلبية بنسبة 9.5 بالمائة، لكنها هذا العام أصبحت إيجابية بنسبة 9.9 بالمائة، وأصبحت تركيا واحدة من أعلى نسب النمو في العالم، وأصبحت بسكانها البالغ عددهم 73 مليوناً تحتل المرتبة 17 في الاقتصاد العالمي. كما حققت العام الماضي 2011 رقماً قياسياً في صادراتها، إذ بلغت 134 بليوناً و600 مليون دولار. تركيا لأنها ظلت صامدة في وجه الركود الاقتصادي التي تمر بها أوروبا وكثير من الدول فإن تركيا استطاعت أن تحقق أعلى رقم لصادراتها في العام الماضي، إذ بلغت في 2011 حوالي 135 بليون دولار.وأول أسباب النجاح الاقتصادي في تركيا هو تواجد كفاءات تركية تعمل لمصلحة تركيا أمثال الدكتور علي باباجان نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية بتركيا وغيره من قادة تركيا. تركيا لأنها ظلت صامدة في وجه الركود الاقتصادي التي تمر بها أوروبا وكثير من الدول فإن تركيا استطاعت أن تحقق أعلى رقم لصادراتها في العام الماضي، إذ بلغت في 2011 حوالي 135 بليون دولار. تركيا لأنها حققت أهم ما يصب في مصلحة مواطنيها من زيادة الدخل للفرد الذي كان معدل دخله السنوي 3500 آلاف دولار، لكن الآن وصل إلى 105 آلاف دولار سنوياً على مستوى الفرد وهذا يعني أن القدرة على الاستثمار زادت، في المقابل زاد الاستهلاك لدى الأفراد مع هذا النمو في الاقتصاد والصادرات، وهذا جميعه برأيي هو دعم تركيا للصادرات ودعمها للمستثمرين وفتح الطريق أمامهم في تركيا عن طريق تحسين جو الاستثمار وتقليل الإجراءات البيروقراطية، فنموها الاقتصادي هو القطاع الخاص بدرجة أساسية حتى أن الاستخدام واستخدام العمالة يتركز كثيراً في القطاع الخاص وليس عن طريق الدولة، فالدولة فقط تقوم بعمليات الرقابة والتشجيع ووضع القواعد وتوفير جو المنافسة وتدعم شركات الاستثمار أو شركات القطاع الخاص التي تريد أن تنطلق إلى الخارج والعالمية. تركيا بلد يتغير ويتطور بشكل مستمر. ففي السنوات التسع الأخيرة كانت تركيا مصدرة للدول الخام على الأكثر والآن أصبحت تنتج وتصدر منتجات صناعية على الأكثر، كانت صادراتها عام 2002 تصل إلى 32 مليار دولار . أما العام الماضي فوصلت إلى 135 مليار تقريباً، فهي تصدر منتجاتها إلى 190 دولة من أصل 192 دولة عضوة في الأممالمتحدة. هذا هو السبب باختصار شديد، عما تتمتع به هذه الدولة من ذكاء حضاري اقتصادي ولهذا كان اختيار تركيا مقرا لأهم منتديات 2012م، التي تقيمها الأمانة العامة لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي. * أمين عام اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي